زنقة 20/ خاص – العيون
مدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء المغربية، وعاصمة جهة العيون الساقية الحمراء، عرفت تطورا بشريا وعمرانيا مُذهلا منذ تحريرها من طرف المغرب من قبضة الاستعمار الاسباني في 1975، بفضل المسيرة الخضراء المظفرة.
تقع العيون في الشمال الغربي للصحراء المغربية، ليست بها تضاريس وعرة كثيرة، ما عدا المجاري التي حفرتها الأودية، ومنخفضات “السبخات“ (برك مائية يتجمع فيها الملح). تحدها شمالا جهة كلميم السمارة، وجنوبا جهة وادي الذهب – لكويرة، وشرقا موريتانيا، وغربا المحيط الأطلسي، وتمتد على مساحة تقدر بـ 139 الفا و480 كيلومترا مربعا, تحولت من مجرد ثكنة عسكرية أسسها المستعمر الاسباني في سنة 1928، إلى أكبر مدينة في الصحراء المغربية.
اللبنات الأولى للتأسيس
تشير المراجع التاريخية إلى أن مدينة العيون لم تشهد تطورا عمرانيا إلا بعد استرجاعها من طرف المغرب الذي وظف فيها جهودا استثماريا منقطع النظير. فخلال العهد الاستعماري الاسباني كانت تضم مرافق وخدمات أساسية محدودة موجهة أساسا لتلبية حاجيات السلطة الاستعمارية، خاصة أسر العسكريين الإسبان الذين يعملون بالمنطقة، ثم ازدادت أهمية المنطقة، حسب المصادر التاريخية نفسها، في نهاية الأربعينات مع اكتشاف الجيولوجي الإسباني “مانويل أليامدنيا” وجود مناجم الفرسفاط في منطقة بوكراع القريبة من العيون في سنة 1947 .
تقول المصادر ذاتها، إنه في سنة 1950، زار الجنرال فرانكو مدينة العيون، وفي يناير من سنة 1958، أصدرت الحكومة الإسبانية مرسوما صنّف الصحراء المغربية مقاطعة إسبانية عاصمتها الإدارية العيون. ويربط مؤرخون هجرة مجموعات من بدو الصحراء إلى مركز المدينة بعملية “إيكوفيون” العسكرية التي شنها التحالف الإسباني الفرنسي على جيش التحرير في الصحراء. وكان في المدينة قسم خاص بالمعمرين الإسبان وآخر يقطنه السكان.
وشيدت المدينة حديثا على ضفة وادي الساقية الحمراء في سنة 1973 في موقع يسمى “عيون المدلشي”، أي منبع المياه العذبة، وعلى بعد 25 كيلومترا من المحيط الأطلسي. وبعد خروج الإستعمار الإسباني وبسط السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية عرفت العيون توسعا حضريا كبيراً ونموا عمرانياً ملحوظاً جعلها مدينة حديثة، إذ يزخر إقتصادها بثروات معدنية ومنجمية مهمة، كما انتعشت فيها حركة السياحة مع بناء فنادق كبرى وأسواق للمنتوجات المحلية الصحراوية، فضلا عن السياحة البحرية على شاطئ “فم الوادي” بضاحية المدينة.
مدينة دبلوماسية
بالإضافة إلى كونها مدينة ” خدماتية” و تجارية بامتياز تستقطب عددا من المحلات التجارية، بدأت مدينة العيون تتخذ طابعا دبلوماسيا مع افتتاح عدد من التمثيليات الدبلوماسية بالمدينة، بالموازاة مع تنامي الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء. ففي 26 يونيو 2019، إفتتحت الكرت دفوار قنصلية شرفية لها في العيون، وفي 18 دجنبر 2019 إفتتحت جزر القمر قنصليتها بالعيون، وفي 17 يناير 2020، إفتتحت الغابون قنصليتها بالعيون، وفي 23 يناير 2020، تم افتتاح قنصليات ساو تومي وبرينسيبي وأفريقيا الوسطى في مدينة العيون. في 29 يوليوز 2021، إفتتحت مالاوي قنصلية عامة لها في مدينة العيون.
جاذبية سياحية
تستقطب العيون عددا متناميا من السياح والزائرين من داخل وخارج المغرب، بفعل مؤهلاتها السياحية، فهي ذات وجهين: الأول عصري، حيث الشوارع الواسعة والفنادق والمطاعم الحديثة، ووجه أصيل وتقليدي يتمثل في الضواحي وبادية الصحراء، حيث حياة البساطة. ويعتبر شارع مكة أطول شارع عصري، يخترق المدينة من مدخلها إلى آخرها، وكلما سأل زائر أحد السكان عن مكان معروف للتجول أو التسوق يرشدك من دون تردد إلى هذا الشارع الشهير، حيث تصطف المقاهي العصرية، والمطاعم والمتاجر، والفنادق الكبرى، ووكالات السياحة والاسفار. لذلك يعرف هذا الشارع حركة دائبة من قبل الراجلين والسيارات، ولا تتوقف الحركة فيه إلا في ساعات متأخرة من الليل، خصوصا في فصل الصيف.
الساحات
ساحة المشوار: تم تدشينها من طرف الملك الراحل الحسن الثاني، إبَّان زيارته للمدينة عام 1985، وتعد فضاء مفتوحا يستقطب العديد من الناس. كما يتم تنظيم مختلف المهرجانات والسهرات بها.
ساحة أم السعد: هي ساحة حديثة تمتد على مساحة 8 هكتارات، وتتضمن مسرح بلدي، دار للجماعة، مجمع تجاري، نافورات، فضاءات للأطفال ومناطق خضراء بالإضافة إلى مجموعة من المنتزهات والمرافق الترفيهية.
المتاحف
متحف الفنون الصحراوية: يتواجد هذا المتحف في الطابق الأول من دار الثقافة بمدينة العيون المشيدة سنة 2001، والتي تضم كذلك متحف المقاومة، معهد موسيقي وقاعة متعددة الاختصاصات في طابقها الارضي. وتحتوي القاعة الأولى للمتحف على صور بعض المواقع الأثرية، أسرجة واكسسوارات أخرى خاصة بالجمال، صفائح خشبية، إعادة تشكيل لمدرسة قرآنية ولخيمة صحراوية. نجد كذلك مجوهرات، أزياء وآلات موسيقية. أما الفضاء الثاني فهو عبارة عن قاعة صغيرة تعرض بداخلها أعمال حرفية محلية كالتحف الجلدية. إنزيارة متحف الفنون الصحراوية)، و(مجمع الصناعة التقليدية) تمنحالزوار متعة اكتشاف المنتوجات التقليدية في المناطق الصحراويةالمعتمدة على مواد طبيعية مثل جلد الماعز، والابل، والعاج، لصنعتحف، وأوان للطبخ، بالاضافة الى الحلي الفضية، حيث يوجدبالعيون سوق خاص بالفضة على شكل محلات تجارية صغيرة، توفرجميع اشكال الحلي الفضية العصرية والقديمة جدا التي كانتتتزين بها النساء الصحراويات، ويعرف السوق اقبالا كبيرا من طرفالسياح المغاربة والاجانب والسكان المحليين، لتوفيره قطعا من الحليبأشكال غير مألوفة من الفضة المرصعة بالأحجار الكريمة.
الصناعة التقليدية
في مجمع الصناعات التقليدية، يمكن لزوار مدينة العيون التمتع بمشاهدة المنتوجات الصحراوية التقليدية والتي تم صنعها بواسطة مواد طبيعية خالصة كجلد الماعز والإبل والعاج، أبرزها التحف وأدوات المطبخ، ويعتبر مجمع الصناعات التقليدية من أهم الأماكن السياحية في العيون. وبالإضافة إلى ذلك، فقد مكن هذا المجمع من رفع مستوى تعلم وتكوين الصناع التقليديين الشباب بالمدينة، ومكن أيضاً من دعم وتشجيع الصناعة التقليدية المحلية.
السفاري….في عمق الصحراء
يمكن لزوار المدينة، الإستمتاع بزيارة المناطق الصحراوية المحيطة بالعيون، وتعمل العديد من الشركات على توفير رحلات سفاري لهذه المناطق، وتوفير خيام لقضاء يوم بعيد عن المدينة، بالإضافة لتنظيم أنشطة أخرى، كركوب الدراجات رباعية العجلات، أو ركوب الجمال والخيل، والتزلج على الكثبان الرملية.
الاقتصاد
يرتكز اقتصاد مدينة العيون على التجارة والسياحة. وتوفر المدينة عددا من الفنادق المصنفة . وتتوفر المدينة على مطاعم شهيرة تقدماصنافا مختلفة من الطبخ المحلي والعالمي، إلى جانب اطباق السمك الطري والشهي. ولمن يرغب في الإقامة بالمخيمات، توجد مخيمات موسمية، واخرى قارة في العيون، من بينها مخيمات الساحل، وجوديسا بلاج، والنيل بشاطئ فم الواد، ومخيم واحة المسيد ببلدية الدشيرة، ومخيم بدوان ببلدية الدورة.
الرياضة
تتوفر العيون على منشآت رياضية عصرية ورفيعة المستوى، مما أهلها لاستقبال العديد من البطولات الرياضية العالمية، وتنتشر ملاعب القرب في مختلف أحياء المدينة، ومن بين أهم المعالم الرياضية في المدينة هو القطب الرياضي حي المطار، والذي شيد على مساحة ثلاث هكتارات ونصف، ويتضمن قاعة مغطاة تبلغ مساحتها 2600 متر مربع مجهزة بأحدث التقنيات، بها مدرجات تتسع لأزيد من 500 متفرج. كما تتوفر المدينة على ملعب الشيخ محمد لغضف الذي يتسع لقرابة 30.000 متفرج. وقد استضافت المدينة سنة 2020 بطولة أمم إفريقيا لكرة القدم داخل الصالة، كما أنه من المرتقب أن تستضيف السنة الجارية 2022 كاس أمم إفريقيا لكرة اليد.
الثقافة
توجد في العيون المكتبة البلدية، وهي مكتبة حديثة، أنجزت على مساحة 26.000 متر مربع، وقد شيدت تشجيعا للثقافة والفن ولها العديد من المرافق، قاعة للمؤتمرات، قاعة للمطالعة، مستودع للكتب، نادي للصحافة، وآخر للإعلاميات وثالث للسينما وقاعة للعروض ومركز لإصلاح الكتب وثاني لتخزينها.
النقل الطرقي…ربط بكافة مدن المملكة
تتوفر مدينة العيون على بنية تحتية مهمة، ومختلف شوارع المدينة معبدة. ويعتبر شارع مكة المكرمة في قلب المدينة من أهم الشوارع، ففيه يجتمع سكان المدينة، ويدردشون في مقاهيه، ويتجولون بين دروبه المتفرعة، ويقتنون سلعهم من محلاته الشهيرة، فهو أطول شارع بالمدينة شُيد بطريقة عصرية، حيث تصطف به المقاهي العصرية، والمطاعم والمتاجر، والفنادق الكبرى، ووكالات السياحة والأسفار، ولا تتوقف الحركة به إلا في ساعات متأخرة من الليل.كما تتوفر المدينة على محطة طرقية عصرية تمتد على مساحة 13 ألف و 500 متر مربع، لنقل المسافرين بالحافلات نحو المدن المغربية.
النقل الجوي…ربط وطني ودولي
مطار العيون الحسن الأول هو مطار دولي يتوفر على رحلات نحو جزر الكناري، ورحلات داخلية لمدن الداخلة، أكادير، والدارالبيضاء ولتخفيض أسعار الرحلات الجوية من وإلى العيون يقوم مجلس جهة العيون الساقية الحمراء بتخصيص موارد مالية لدعم الرحلات الجوية، كما أن الكثافة السكانية الكبيرة للمدينة وبعدها عن باقي المدن المغربية جعل الطلب كبيرا على الرحلات الجوية ما دفع بشركة الخطوط الملكية المغربية لافتتاح قاعدة جوية جهوية لها بالعيون.
السينما
تعد العيون مركزاً سينمائياً للعديد من المخرجين السينمائيين، حيث تم تصوير أجزاء من بعض الأفلام المشهورة بها، أبرزها فيلم Prince of Persia “أمير بلاد فارس” في عام 2010 وفيلم March or Die “مارس أو الموت” في عام 1977 والاثنان من إخراج ديك ريتشاردز، إلى جانب فيلم المومياء The Mummy 1999 وكان من إخراج ستيفان سومرز.
الواحات
إن الصحراء، كما هي في مخيلتنا، تعني ايضا الواحات الجميلة والساحرة، وفي العيون توجد واحة “المسيد“، وتقع على بعد 15 كلم جنوب شرقي المدينة وتوجد على الضفة الجنوبية لوادي الساقية الحمراء، وهي بمثابة منبع مائي تحيط به اشجار النخيل، وكانت في الماضي، محطة استراحة للقوافل التجارية القديمة، ويعتبر المكان فضاء استجمام بالنسبة لسكان المدينة. كما تبرمجه وكالات الأسفار المحلية ضمن رحلاتها السياحية. ويوجد بالقرب من واحة “المسيد“موقع “الدشيرة“، المعروف تاريخيا بمعركة “الدشيرة“، التي وقعت عام 1958 بين المقاومين الصحراوين و قوات الاسبانية، والذي يوجد فيه الحصن العسكري الاسباني.
ولعشاق السياحة البيئية، يعتبر “النعيلة“ موقعا سياحيا ذا أهمية إيكولوجية كبيرة، ويقع على بعد 26 كلم من قرية “اخفنير“، وهو مكان متفرد للتنوع البيئي، كما يعتبر الموقع محطة مهمة للطيور المهاجرة، خصوصا “النحام الوردي“ الذي يعد من الطيور النادرة، وقد استأثر الموقع باهتمام العديد من الباحثين والمنظمات البيئية منها الصندوق العالمي لحماية البيئة، كما يتميز بوجود موقع اثري على مقربة منه لمدينة من حقبة ما قبل التاريخ، وتم تصنيف “النعيلة“كمنتزه وطني من طرف إدارة المياه والغابات المغربية، وبدأت المراحل الأولى لتأهيله سياحيا.
بوجدور … سحر الشواطئ وعبق التاريخ
إذا كنت تبحث عن متعة الاستجمام على الشواطئ الذهبية مع الهدوء والسكينة والهواء النقي، فلا مناص من أن تزور مدينة بوجدور، إحدى أهم حواضر الصحراء المغربية، التي أصبحت تستقطب أعدادا متنامية من السياح بفضل مؤهلاتها الطبيعية الساحرة، فهي تمتلك أحد أجمل الشواطئ التي تمارس سحرا خاصا على زوارها. بوجدور، الواقعة بجهة العيون الساقية الحمراء، تبعد عن مدينة العيون، عاصمة الجهة، بـ 180 كلم. تحدها من الشمال مدينتي العيون والسمارة ومن الشرق موريتانيا ومن الجنوب واد الذهب ومنالغرب المحيط الأطلسي.
تُجمع المصادر التاريخية على أن مدينة بوجدور شُيدت عام 1976.كانت في الأصل قرية صيد بُنيت حول منارة تم تشييدها على ساحلالمحيط الأطلسي في الخمسينيات من القرن الماضي لتوجيه السفن،وبقيت هذه المنارة ذكرى حية للمدينة. ومنذ عام 1976 ،بدأت بوجدورفي تكريس طابعها الحضري، بفضل النمو الديمغرافي والعمراني ومينائها الجديد.
بنيات تحتية متطورة
عادة ما يتم ربط المدينة بشكل وثيق بثرواتها السمكية، ولذلك ما يفسره، إذ تحتوي على ثروات سمكية مهمة جعلتها ضمن الوجهات المفضلة للراغبين في تناول أطباق السمك الشهية. ولهذا السبب، أيضا، وجهت الدولة اهتمامها نحو بناء قرى الصيد.
شهدت مدينة بوجدور وتيرة تنمية وتطور عالية جدا في السنوات الأخيرة حولتها إلى قطب سياحي وخدماتي مهم. تم تعزيز المدينة ببنية طرقية متطورة، وبوحدات صناعية موجهة أساسا نحو التصبير والتعليب ، وإنجاز وحداث لتثمين الأسماك السطحية الموجهةللتصبير . وتتوفر مدينة بوجدور على بنيات استشفائية مهمة، على غرار مستشفى إقليمي تم الشروع في استغلاله منذ سنة 1991 .وفي وقت مبكر من عام 1976، تم تركيب وحدة لتحلية مياه البحر هناك وأدى البحث إلى اكتشاف المياه الجوفية في محيط المدينة.
نمو ديمغرافي متسارع
عرفت بوجدور تطورا ديمغرافيا مستمرا منذ استرجاع الأقاليم الصحراوية (1975) إلى يومنا هذا. وتصل الكثافة المتوسطة لهذه الجهة إلى 1.26 نسمة/كلم² مقابل،37.80 نسمة/كلم²، على الصعيد الوطني. وتعتبر من بين اضعف الكثافات في البلاد. إن نمو السكان يتمركز بالأساس في الوسط الحضري، وبالخصوص في مدينة بوجدور، التي تعتبر المركز القوي من حيث التجهيزات الحضرية بأسرها. إن حوالي 35% من سكان هم من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة، و61% هم في سن العمل (15-59 (أما المسنون 60 سنة فما فوق) فيمثلون 3.5%. إقليم بوجدور لا يشكل إلا 12.3%، بكثافة تقدر ب 0.2 نسمة/كلم².
الصيد البحري.. عصب الاقتصاد المحلي
يشكل الصيد البحري أهم نشاط اقتصادي ببوجدور. تتوفر على ثروة سمكية مهمة. بلغت مداخيل الخزينة الإقليمية لبوجدور من الصيد البحري سنة 2020 16,77مليون درهما، لم تحل الظرفية الوبائية أمام نمو نشاط الصيد البحري و ارتفاع المداخيل .
على مدى العشرية 2009-2019 سجل ميناء بوجدور نموا مضطردا على مستوى الإنتاج و القيمة، إذ انتقل سنة 2009 من155.267.040 درهما كرقم معاملات، ليتضاعف بحوالي خمسة أضعاف و سجل سنة 2019 مامجموعه 545.141.850 درهما.
وتم تشييد مركز التأهيل المهني البحري الذي يدخل إحداثه في إطار استراتيجية اليوتيس التي من شأنها جعل الاقليم قطبا بحريا متميزا يتوفر على بنيات تحتية مهمة بالإضافة إلى بحارة وعمال مؤهلين ومكونين يمكنهم الاشتغال على متن بواخر الصيد وبالمنطقة الصناعية .
هذا المركز الذي يمتد على مساحة 16000 m² وتكلف انجازه 12 ملايين درهم بناء على اتفاقية شراكة بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ووزارة الفلاحة والصيد البحري. تم تدشينه موازاة مع ميناء بوجدور في نونبر 2013 ، يتولى مهاما متنوعة ومتناغمة تهم مختلف الفئات البحرية وتجمع بين التكوين القار والتداريب المتنوعة إضافة إلى الدورات التكوينية والحملات التحسيسية التي لا تنتهي إحداها إلا لتنطلق الأخرى .
النشاط الفلاحي والرعوي
تتركز الأنشطة الفلاحية أساسا في منطقة (الغرارات) ، يمكن إن نميز بين نوعين من الاستغلال الفلاحي: المساحات المسقية والغرارات.تعتبر الدوائر المسقية أهم المجالات الفلاحية وأكثرها مرودية. وقد تقلصت مساحتها بسبب زحف الرمال وانعدام الماء. ولهذا السبب، فان المساحات المزروعة فعلا تعرف كل سنة تقلبات هامة جدا. وهكذا يمكن أن تتقلص المساحة بشكل استثنائي في فترة الجفاف إلى ما بين 300 و400 هكتار. بالمقابل يمكن أن تصل في فترة الأمطار إلى 7000 هكتار. وتكتسي الغرارات أهمية خاصة جدا في هذه المنطقة. إنها عبارة عن أحواض في قعر صلصالي ضعيف النفاذية، حيث تتراكم المياه المطرية وأجزاء التربية الصالحة للزراعة المجمعة تحت تأثير الفيضانات. وتعتبر الغرارات المورد الوحيد للزراعة البورية. إن عدد الغرارات في إقليم بوجدور يقارب 10000وحدة.
أما المساحة المزروعة بالشعير والقمح (هيمنة الشعير ب 90%)، إبان موسم فلاحي متوسط (80 إلى 120ملم)، فإنها تتراوح ما بين 2000 و3000 هكتار، وتقدم مردودية متوسطة قدرها 8 قناطر في الهكتار الواحد. ويكتسي النشاط الرعوي أهمية اجتماعية كبرى بالنسبةللصحراويين الذين يتعاطونه، لكون هذا النشاط يدر عليهم مداخلأساسية.
تربية الماشية
تتوفر هذه المنطقة على قطيع هام، يشكل المصدر الرئيسي لمداخيل رب الماشية. إن نظام الرعي يرتكز في هذه المنطقة القاحلة، على تربية الماشية الانتجاعية المتنقلة. فمربو الماشية أي ملاكو القطعان، هم في أغلبيتهم حضريون. يقيمون بمدينة بوجدور، ومن هناك ينضمون ويراقبون تنقل قطعانهم. وتنتقل قطعانهم نحو الداخلة أو الحدود الموريتانية أو نحو السمارة، كلميم وسوس. ويرافق هذه التنقلات مجموعة من العمال والرعاة. ويقوم هؤلاء بتنقلات دورية ببوجدور، وأماكن الرعي لتزويد القطيع (تغذية تكميلية في موسم غير جيد، منتوجات خاصة بالصحة الحيوانية، تنقل الحيوانات المخصصة للبيع أو الذبح) ولتزويد فريق الرعاة كذلك بالمواد الضرورية (الماء الصالح للشرب، مواد غذائية …). ويبقى تربية الماشية بمثابة النشاط الرئيسي والأكثر مردودية في هذه المنطقة،
مؤهلات سياحية جذابة
تتوفر بوجدور على مؤهلات سياحية رائعة ، حيث تجذب شواطئهاالممتدة على مئات الكيلومترات عددا متناميا من السياح. دون أن ننسى كورنيشها الشهير الواقع في المدينة والذي يمتد على طول الساحل.
ومن ضمن أهم المناطق السياحية: شاطئ بوجدور،شاطئ أوزيولت،أحد الأماكن الفريدة يقع على بعد عشرين كيلومترا جنوب بوجدور ، وييمكن الوصول إليه عبر الطريق الوطني رقم 1،شاطئ أفتيسات،منطقة أكطي الغازي،حوض كلتة زمور ومنطقة أكفول بجماعةلمسيد.
من ناحية أخرى ، توفر بوجدور تضاريس متنوعة ، هناك رمال وكثبان وسبخات (بحيرات ملحية) ولكن هناك أيضًا سلسلة من المنحدرات التي تمتد على عدة كيلومترات من ارتفاع يمكن أن يصل إلى عشرات الأمتار تحمي عدة مصادر من المياه قليلة الملوحة أو الكبريتية القادمة من المرتفعات لتتدفق إلى المحيط الأطلسي محيط.
من أجمل مناطق ولاية بوجدور في المغرب بلدة كلتات زمور بسهولها وتضاريسها الوعرة والمنخفضات الجيولوجية والواحات وينابيع المياه العذبة. يقع الموقع داخل الولاية مما يضفي عليه جمالاً استثنائياً يختلف عن المواقع الساحلية لهذه المنطقة. ومن بين المواقع التاريخية بالمحافظة منارة بوجدور التي بناها البرتغاليون في القرن الثامن عشر . كما تتميز مدينة بوجدور بطول شريانها الرئيسي وشوارعها الكبيرة التي تذكرنا بالمدن الأمريكية. توفر التضاريس الصحراوية في المقاطعة فرصًا هائلة لرياضات السيارات والدراجات النارية والراليات الهوائية.
كما توفر التضاريس الصحراوية بالإقليم ثروة هائلة من أنواع الحيوانات. وتشمل الحيوانات الثعالب والضباع والقطط البرية والذئاب والظباء والماعز والإبل. وتبقى الجمال هي العلامة المميزة الدالة على المكانة والثروة. لحومها هي الأكثر استهلاكًا محليًا . هذا الحيوان يقدم كهدية ثمينة من الزوج للعروس. كما أنها وسيلة نقل مفيدة للوصول إلى بعض الزوايا التي يتعذر الوصول إليها. كما تشارك جمال بوجدور في سباقات الهجن المحلية والإقليمية والوطنية والدولية.
من جانبها ، فإن التراث النباتي في المنطقة يمتاز بالثراء والقدرة على التكيف. يتكون من نباتات رعوية للحيوانات العاشبة والنباتات الطبية.
في مجال الفنون التقليدية ، يشتهر الإقليم بديناميته ، ويتخصص في ثلاثة قطاعات رئيسية: صناعة الجلود ، والصناعات الفضية ، والخشب. وتشتهر المنطقة، كذلك، بصناعة الحلي والأقفال والمفاتيح. ومن أهم الصناعات التقليدية التي تزخر بها المنطقة :الصياغة والنحاس.المصنوعاتالجلدية.النجارة.الخياطةالتقليديةوالعصرية.نسج الزرابي والخيامالتقليدية.