لشكر يدعو من وجدة الجزائر إلى تجاوز حالة الجمود في علاقتها مع المغرب و التوجه نحو المستقبل !

زنقة 20 | كمال لمريني

قال إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن المهرجان الخطابي المنظم بمدينة وجدة تحت شعار:” المغرب والجزائر قاطرة مستقبل البناء المغاربي”، يحمل دلالات سياسية ورمزية متعددة في سياق دولي وإقليمي تطبعه التحولات المتسارعة على المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، والتكنولوجية.

وأشار زعيم حزب الوردة، في كلمة ألقاها أمام حشد كبير من المواطنين والمنتسبين الى حزب الإتحاد الإشتراكي ، وممثلي مختلف الاطياف السياسية النقابية والحقوقية، اليوم الجمعة، بمسرح محمد السادس بوجدة، الى أن المهرجان الخطابي الوطني، يكتسي أهمية بالغة بحكم ما يحمله من دلالات بارزة.

وأضاف قائلا:” تتجلى هذه الدلالات في عنصرين أساسيين: في طبيعة المبادرة التي نجتمع من أجل تحقيقها وتقاسمها جميعا، وفي رمزية المكان والفضاء الذي يحتضننا اليوم بدفئه التاريخي والوجداني”.

وأوضح إدريس لشكر، أن حزب الاتحاد الاشتراكي، لم يتخذ هذه المبادرة تحت شعار:” المغرب والجزائر قاطرة مستقبل البناء المغاربي”، الا للتأكيد على صدق اليد الممدودة الى الاشقاء الجزائريين، قصد توفير شروط المصالحة الضرورية للتوجه المشترك نحو بناء غد أفضل يطبعه حسن الجوار والتعاون الثنائي لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لفائدة الشعبين المغربي والجزائري.

وأكد على أنه ينبغي الوقوف احتراما وتقديرا لمن اقترح المبادرة: القائد الاتحادي والمجاهد الوطني عبد الرحمان اليوسفي، الذي لم يتوقف دوما، بحكم إسهامه الكبير في حركة المقاومة وجيش التحرير وعلاقاته الوطيدة مع العديد من القيادات الجزائرية، عن تعزيز روابط الاخاء والتعاون بين الشعبين الشقيقين المغربي والجزائري.

وعبر إدريس لشكر باسم الاتحاديين والاتحاديات قيادة وقواعد، عن بالغ تقديره للقائد الكبير عبد الرحمان اليوسفي الذي بادر الى التفاعل مع نداء ملك البلاد، قبل أن يضيف” معطيا المثال للأجيال الاتحادية الصاعدة عن كيفية وصل الماضي بالحاضر والقفز على العقبات للتوجه نحو المستقبل، وقد أبى الا أن ان يكون الحزب هو الحاضن لهذه المبادرة النبيلة وان تكون القيادة الحزبية هي المؤطرة لهذا المهرجان الوطني حرصا منه على أن يكون للسياسة معنى”.

وقال إن إختيار الاتحاد الاشتراكي لمدينة وجدة مكانا لتنظيم هذا المهرجان الوطني يتوخى التذكير بالدور التاريخي والاستراتيجي الذي لعبته هذه المدينة العريقة في التلاحم الوثيق بين المغاربة والجزائريين، سواء في أوقات الفرح أو في لحظات الشدة، من أجل الدفاع عن المصالح المشتركة للشعبين بشكل مبكر ومنذ معارك التحرر من الاستعمار.

وأكد على أنه ستظل المواطنات والجديات والمواطنون الوجديون، متشبثين بالجوار المفتوح الذي لا حدود له وبالأمل المغاربي الذي انبعث من مؤتمر طنجة (1958) كمحطة بارزة في ترسيخ الوعي الناضج بالمصير المشترك والآمال الموحدة.

وكان قبل أكثر من سنتين، قد قال إدريس لشكر، في خطاب جماهيري بمدينة وجدة في فاتح أكتوبر 2016، حرفيا:” مطلوب اليوم قبل الغد، استحضار مؤتمر طنجة وفتح الحدود”.

وأشار الى أن مدينة وجدة، المحوري الذي يشكل، كما جميع مواقع التلاقي الجغرافي بين البلدين، المدخل الضروري والملموس لتفعيل المشاريع المشتركة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لاعتبارها باب العبور المريح نحو المستقبل الجماعي لتعزيز الامن والاستقرار والبحث عن بدائل حقيقية لبناء اقتصاد إقليمي قوي وتنمية جهوية مستدامة.

و استطرد قائلا:” ونحن في قلب هذه المدينة ليس إعتباطبيا أن نقيم المهرجان الوطني في هذا الفضاء الذي يحمل إسم محمد السادس: الملك الوحدي الذي أصر منذ إعتلائه العرش على دعم سبل التعاون وإشاعة ثقافة وقيم السلام والاخاء بين مختلف شعوب العالم، ويتأكد ذلك من خلال كل المبادرات الرائدة التي أقدم عليها صاحب جلالة الملك في هذا الصدد عربيا، إسلاميا، إفريقيا ودوليا، والتي يشهد له بها الراي العام”.

وأوضح الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، أن المهرجان الخطابي، يندرج في سياق الموقف الذي أعلن عنه الملك بمناسبة الذكرى الثالثة والاربعين للمسيرة الخضراء يوم 06 نونبر 2018، والذي أوضح بكامل المسؤولية أن المغرب مستعد للحوار المباشر والصريح مع الجزائر من أجل تجاوز مختلف الخلافات الظرفية والموضوعية والمعيقة لتطور العلاقات بين البلدين الشقيقين.

وأضاف لشكر، بان الموقف أكد على انفتاح المغرب على كل الاقتراحات والمبادرات التي ينتظر من الشقيقة الجزائر إعلانها لتجاوز حالة الجمود في العلاقات الثانية المتعددة الابعاد والمستويات.

وثمن إدريس لشكر، اقتراح الملك بإحداث الية سياسية مشتركة للحوار والتشاور تشكل إطار عمليا للتعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، قائلا إنها الية ستمكن من خلق الأجواء المناسبة وبعث روح الثقة بين الطرفين للعمل، دون شرط وبعيدا عن أي استثناءات كيفكما كان نوعها، على بلورة منهجية مشتركة لدراسة جميعه القضايا المطروحة، وخاصة ما يتعلق بمحاربة الإرهاب وإشكالية الهجرة والتصحر وتحقيق الامن الغذائي والاستثمار في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية.

ودعا إدريس لشكر، الى الالتزام بقواعد الاحترام المتبادل والانخراط في مجهودات المنتظم الدولي الهادفة الى تعزيز الامن والاستقرار بالمنطقة، وخاصة التعاون الصادق مع الأمين العام للأمم المتحدة، ودعم مجهودات مبعوثه الشخصي قصد إرساء مسار سياسي جاد وذوي مصداقية يرمي إلى إيجاد حل سياسي دائم، واقعي وتوافقي، وفي إطار مبادرة الحكم الذاتي، في حين إعتبر هذا الامر، يتطلب انخراطا أكبر وإرادة حقيقية من كافة الأطراف المعنية، خاصة بعد الروح البناءة وجو التفاؤل الذي ساد محادثات جنيف الأخيرة برئاسة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد