الاستقلال: حكومة أخنوش لم يسجل عليها أن ارتهنت لنهج سياسة التبرير والاختباء وراء الأزمات

زنقة20ا الرباط

قال عمر احجيرة رئيس فريق الوحدة والتعادلية التابع لحزب الإستقلال بمجلس النواب اليوم الأربعاء، إنه قبل سنيتن ونصف، جاءت هذه الحكومة نتيجة لانتخابات حرة ونزيهة، أفرزت أغلبية واضحة من 3 أحزاب في مقابل تجربة أغلبيات مبلقنة من 7 و8 أحزاب، وأفرزت أغلبية منسجمة ومتضامنة تسيِّر بتحالف غير مسبوق كل مجالس الجهات وأغلبية الجماعات المحلية مقابل أغلبيات سابقة كانت هشة وتعاني من ضعف الانسجام الى حدود بزوغ ظواهر سياسية غريبة من قبيل ممارسة المعارضة وهي في الأغلبية”.

وأكد احجيرة في كلمة له باسم الفريق الإستقلالي خلال جلسة مناقشة الحصيلة المرحلية للحكومة، الأربعاء، بمجلس النواب، أنه هذه جاء الحكومة كذلك، في ظروف استثنائية ومعقدة بكل المقاييس، ومسألة تقييم الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة يجب أن يستحضر محددات أساسية: أولا السياق والظروف التي جاءت فيها الحكومة؟ وثانيا الالتزامات التي قدمتها الحكومة في برنامجها الحكومي ونسبة الإنجاز؟
وهي المنهجية الموضوعية اللي اعتمدناها في الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية كفريق ينتمي الى الأغلبية الحكومية لمقاربة هذا النقاش”.

واستحضر احجيرة “السياق الخاص الذي عاشه المغرب المتمثل في حالة اللايقين التي كان يشهدها العالم إثر أزمة جائحة كورونا أسفرت شلل مطلق في التجارة والاقتصاد العالمي، وتحول الاقتصاد إلى نهج الحمائية والاغلاق، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية العالمية وخاصة الحرب الروسية الاكرانية التي أثرت بشكل كبير على انسيابية التجارة العالمية، واستقرار أسعار أهم المواد الأولية التي تستوردها بلادنا، حيث  أن النفطتجاوز 140 دولار، وارتفاع أسعار القمح بأكثر من 30 %، وزيت نوارة الشمس بأكثر من 50 %، والارتفاع المهول لكلفة الشحن العالمية نتيجة الحروب الى أكثر من 5700 دولار بين البحر الاحمر والبحر الابيض المتوسط، وارتفاع معدلات التضخم في العالم وكذلك في بلادنا نتيجة غلاء كل المواد الاولية في السوق العالمية -كان 10% في فبراير 2023 ليتراجع ليستقر في %0،3 في فبراير من هذه السنة”.

وتابع احجيرة أن “السنوات الأخيرة عرفت تغيرات مناخية والجفاف الهيكلي الذي ضرب بلادنا في السنوات الاخيرة والذي أثر بشكل كبير على الناتج الداخلي الفلاحي مع العلم أنه قطاع اساسي في توفير الشغل لفئات واسعة من الشباب في العالم القروي. هذه التغيرات المناخية أثرت كذلك وبشكل مباشر على إشكالية تدبير الماء سواء المخصص للسقي او للماء الشروب”. بالإضافة إلى الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز والأقاليم المجاورة، حيث مرت بلادنا بظروف صعبة جدا، فبالرغم من الألم الذي خلفته هذه الفاجعة التي لا راد لقضاء الله فيها، فقد نجحت بلادنا ولله الحمد، بفضل القيادة السديدة لجلالة الملك حفظه الله، في تقديم رسالة بليغة للعالم حول قوة وصلابة وتلاحم مكونات أمتنا، وتفاعلها السريع لمواجهة آثار هذا الزلازل”.

وشدد رئيس الفريق الإستقلالي، أنه “‘بالرغم من كل هذا السياق الاقتصادي والسياسي المعقد وغير المسبوق، من باب الإنصاف أن نقف بكل موضوعية على ما قامت به هذه الحكومة في مواجهات كل هذه الازمات المتزامنة والاستثنائية طبعا وبكل اعتزاز، بقيادة وتوجيه من جلالة الملك حفظه الله”.

وأبرز احجيرة أنه “في خمسة محاور بالأرقام والاجراءات الملموسة يتبين كيف نجحت هده الحكومة فعلا في سنتين ونصف وليس ولاية او ولايتين في الوفاء بتعهداتها الواردة في البرنامج الحكومي وفي أن تحول كل هذه التحديات والأزمات إلى فرص، ولم يسجل عليها أنها ارتهنت لنهج سياسة التبرير والاختباء وراء الأزمات”.

وشدد احجيرة أن “الحكومة واجهت تداعيات جائحة كورونا وارتفاع التضخم وتأثيراته على القدرة الشرائية، و أزمة الجفاف الهيكلي ومشكلة ندرة المياه المخصصة للشرب، ودروس تبعات جائحة كورونا ومسألة السيادة الوطنية في القطاعات الحيوية والواعدة مثل الأمن الغذائي والامن الصحي والامن الطاقي، وقامت بدعم تطور الاقتصاد الوطني وتحويل الازمة الى فرص للتنمية، وواصلت الحكومة الوفاء بالالتزامات والعهود”.

وفيما يخص رهان إصلاح التعليم، أشار احجيرة، أنه تم لأول مرة في التاريخ زيادة اعتمادات القطاع ب 15 مليار درهم مقارنة مع 2021 لتصل 74 مليار درهم، وقامت الحكومة بتطوير البنية التحتية التعليمية: 4700 قسم جديد للتعليم الاولي: ارتفاع عدد المسجلين ب 15% لتصل النسبة الاجمالية الى 80%، و530.000 تلميذ يستفيدون من النقل المدرسي اليوم (الانتقال من 3700 حافلة سنة 2018 الى 7700 حافلة سنة 2023)، بالإضافة إلى العناية بنساء ورجال التعليم وتحسين وضعياتهم المهنية والمادية من خلال إقرار زيادة عامة مباشرة في أجور اسرة التعليم التي عانت من الاجحاف طويلا بين 1500 و4900 درهم شهريا في سابقة مهمة من خلال نظام أساسي موحد لأسرة التعليم يقطع مع ازدواجية الأنظمة ويقطع مع نظام التعاقد ويحفظ كرامة هذه الفئة التي قدمت تضحيات جسام لفائدة الوطن”.

وشدد احجيرة على “إنها فقط سنتين ونصف من عمر هذه الحكومة، والتي لم تتكلم كثيرا لأن الوقت كان للإنجاز والوفاء بالعهود وتجاوز التحديات المختلفة التي اجتمعت في وقت واحد والتي غالبا ما ستدعونا في نصف الولاية المقبلة الى تعزيز التواصل الناجع مع المغاربة لتعزيز الثقة التي تحظى بها هذه الحكومة وكذا الاشتغال على تسريع مجموعة أخرى من الإصلاحات والاوراش التي تضمنها البرنامج الحكومي كالجهوية والطاقات النظيفة والاقتصاد الدائري وتطوير جهود التغلب على الإجهاد المائي بالإضافة لمعالجة بعض النواقص وعلى رأسها معضلة التشغيل، والتي ترجع بالأساس الى ارتفاع نسبة البطالة بالعالم القروي نتيجة توالي سنوات الجفاف وانخفاض النشاط الفلاحي”.

وأكد بالقول إننا “أمام حكومة نجحت، ليس فقط في رفع التحديات الاستثنائية التي خلقتها كل هذه الازمات المتزامنة وتحويلها الى فرص حقيقية للتنمية ولم ترتهن للشكوى والاختباء وراء الاعذار، بل تألقت في تحويل بلادنا الى منارة لعدد كبير من الدول التي تنبهر بما تحققه بلادنا”.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد