هيئات : الفنادق و ملاعب الكولف تستنزف المياه بمراكش

زنقة20ا محمد المفرك

أكدت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش، أن “ساكنة منطقة المنارة بمراكش تعاني منذ أكثر من 08 أشهر من تغيير لون الماء ورائحته وطعمه وارتفاع نسبة ملوحته لتنضاف إليها مؤخرا أحياء أخرى من المدينة، إضافة إلى معاناة جماعات حربيل، السعادة وسيد الزوين من نفس المشاكل وأكثر بضعف الصبيب وانقطاع المياه أحيانا.

وأضاف الحقوقيون، أن “كل هذا رفع من تخوف الساكنة من إمكانية عدم احترام المعايير الصحية للماء الصالح للشرب وخشيتها من التداعيات الصحية خصوصا مع ارتفاع حالات الأمراض الباطنية مما دفع العديد من السكان اللجوء إلى مياه الإبار الغير خاضعة للمعالجة، مما قد يشكل خطرا على صحة المواطنين وسلامتهم.

وأشارت الجمعية المذكورة، نها “سجلت طوابير من النساء أمام سقايات وهناك فئة أخرى تشتري المياه المعدنية مما يعني التخلي عن شرب مياه الصنابير وارتفاع فاتورة الماء الشروب”.

وسبق للجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن نبهت مرارا لتهديد العطش لمدينة مراكش منذ ما يفوق 10 سنوات كما ذهبت إلى ذلك وكالة الحوض المائي بالجهة تسجل سوء تسيير وتدبير ومساهمة السياسة المتبعة في خلق الأزمة والاجهاد المائي والتضحية بالحق في الماء الصالح للشرب مقابل تلبية حاجات المنتجعات السياحية والفنادق وملاعب الغولف والتستر عن حفر الآبار والثقوب والتواطئ في ذلك مما شجع الفساد الشيئ الذي ساهم في استنزاف الفرشة المائية

واستطرت الفعاليات الحقوقية ان الفنادق تتواجد بها عدد من الآبار قد تكون مرخصة وغير مرخصة إضافة الى أنه يجهل حجم المياه المستهلكة أما ملاعب الغولف فتستنزف لوحدها ما يفوق 25 مليون متر مكعب من المياه كانت سابقا من المياه السطحية والجوفية الصالحة للشرب قبل أن يتم استعمال مياه محطة المعالجة وإعادة استعمال المياه العادمة ورغم ذلك لازالت هذه الملاعب تستهلك جزءا من المياه الصالحة للشرب.

“ولتبيان كمية مياه سقي ملاعب الكلف نعرض أمثلة بسيطة فملعب أملكيس يستهلك 2،5 مليون متر مكعب سنويا ، وهناك ملاعب تصل كمية الماء المستهلك مابين 700 الف و 1،5 مليون مكعب حيث أنه بمراكش توجد 21 ملعبا للغولف اغلبها من 18 حفرة ، وبها بعض الملاعب يصل عدد الحفر بها 27 وضمنها واحد تابع لشركة الضحى العقارية مشيد على مساحة 220 هكتار ، وإضافة إلى سقي العشب يتم سقي الاشجار والحدائق ، وملء البرك المائية وتغدية الاودية الصغير الاصطناعية التي تتوفر عليها بعض الملاعب خاصة التي تحمل لمسة أمريكية” تقول الجمعية.

وحسب الأخصائيين فـ”ملاعب الغولف تحتاج للسقي يوميا وإلى كميات مهمة من الماء ، فملعب الغولف الواحد يستهلك في يوم واحد ما يعادل كمية المياه التي تحتاجها أسرة مكونة من 4 افراد على مدى 10 سنوات. كما ان ما يستهلكه فندق واحد من صنف 5 نجوم من الماء يساوي ما تستهلكه 10 آلاف نسمة من الساكنة بمراكش”.

وسجلت الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع المنارة مراكش أن “هذه السياسة ساهمت في استنزاف حاد للموارد المائية الجوفية والسطحية كبدت الفرشة المائية استنزافا متواصلا أدى إلى نضوب بعض الآبار والثقوب وافقد الأحواض المائية ملايين أمتار المكعبات من الماء قد تصل 10 ملايين متر مكعب في السنة وقد وصل مؤخرا العجز في العرض المائي نسبة 40% .مما ادى الى تواصل تدني المخزون المائي وتسبب في التخلي عن بعض الأنشطة الاقتصادية، خاصة الفلاحية، بسبب نضوب مصادر المياه بالمناطق الأكثر استغلالا، وجعل مجموعة من الجماعات الترابية تجد صعوبات في تأمين مياه الشرب، وقد امتد هذا الى المجال الحضري لمدينة مراكش، فرغم تحويل كمية من مياه أم الربيع من سد المسيرة، فشبح العطش يبقى قائما”.

وحملت الجمعية الحقوقية “الجهات المسؤولة تبعات الوضع المخيف لنذرة مياه الشرب الناتج ليس فقط عن عوامل المناخ بل أساسا على سوء التسيير ، وغياب النجاعة في التدبير ، والتفريط في الموروث المائي الايجابي وعدم تعزيزه وتحديثه واستثماره لمواجهة الازمة”.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد