زنقة 20. الرباط
يبدو أن الإنتخابات المقبلة والمقررة دستورياً في شتنبر من السنة الجارية، ستكون مختلفةً تماماً عن سابقاتها، مع مستجد فريد وهو الغياب شبه الكلي لبرامج الأحزاب السياسية التي تهم الحياة اليومية للمواطنين.
الإجتماع الذي عقده العثماني مساء اليوم بزعماء ثلاثة أحزاب سياسية تمثل المعارضة، تطرق لموضوع فريد ضمن مواضيع أخرى، وهو ضرورة تمكينهم من الإعلام العمومي مع قرب الإنتخابات.
المتتبع للشأن السياسي في البلاد، يرى أن مفهوم التحضير للإنتخابات المقبلة، لازال يتم عند غالبية الأحزاب السياسية بنفس التقاليد العتيقة التي تتخذ من المواطنين زبناء المناسبات فقط لا غير.
فكيف يطلب الآن وفقط، زعماء الأحزاب المعارضة ومعهم العثماني زعيم الحزب الذي يقود الحكومة، تمكينهم من الإعلام العمومي مع قرب الإنتخابات، بينما لم يصدر عن ذات الأحزاب ذات المطلب طيلة السنوات الماضية لتوسيع هامش النقاش السياسي الضيق في البلاد وجعله مطلباً ملحاحاً على الدولة التنازل عليه، بدل جعله منصة إنتخابية لمهاجمة الخصوم.
حزب ‘التقدم والاشتراكية’، أصدر بلاغاً قبل الأحزاب الأخرى، قال فيه أن نبيل بنعبد الله، تدارس مع العثماني “التحضير للانتخابات وكذا دور وسائل الإعلام العمومي في مواكبة هذه المرحلة”.
فهل دور الإعلام العمومي يتجلى فقط في التحضير للإنتخابات، يا نبيل ؟.
السيد بنعبد الله، الذي تولى حقيبة وزارة الإتصال، يعرف جيداً، أن دور الإعلام هو التوعية والتكوين الثقافي والسياسي للمواطن من خلال النقاش السياسي والثقافي طيلة السنة وليس بشكل مناسباتي. فكيف يطلب زعماء أحزاب المعارضة والحزب الذي يقود الحكومة، التلفزيون الرسمي فقط مع قرب الإنتخابات، أليس هذا مطلب فاضح لجعل التلفزيون الرسمي منصة لمهاجمة خصم سياسي معين؟، في الوقت الذي كان المواطن ينتظر من الأحزاب تقديم برامجهم الإنتخابية من خلال وسائل التواصل المتعددة والمتاحة للجميع بعيداً عن التلفزيون والإعلام الرسمي.
ألم تكن السنوات والأشهر الماضية، كافيةً لتقديم البرامج الإنتخابية في صيغ متعددة، خاصة من قبل أحزاب المعارضة التي إنتقدت العمل الحكومي طيلة الأربع سنوات التي مضت؟.
ألا يعلم زعماء الأحزاب، أن البرامج الوردية التي يقدمونها على التلفزيون الرسمي، لم تعد تحضى بثقة المغاربة، والشعبوية لم تعد تغري أحداً؟ فالمغاربة أصبحوا يعرفون جيداً التمييز بين من يوزع الوعود الوردية لكسب الأصوات وومن يحمل مشروعاً جاداً يمس حياته اليومية كالتعليم والصحة والشغل.
ألا يعلم هؤلاء ومعهم العثماني، أن البرامج الإنتخابية، هي تلك التي تُعاش و تُرى وتُسمع بالقرى وهوامش المدن بإحتكاك يومي مع المواطنين، وليست تلك الجمل المطروزة والكلمات الوردية التي تدغدغ المشاعر فقط.
فجأةً، تذكر زعماء الأحزاب الثلاثة ومعهم العثماني، أن الإعلام العمومي يغيب عنه النقاش السياسي، والإعلام العمومي تغيب عنه البرامج الحوارية الجادة. لكن الحقيقة التي لم يعلن عنها زعماء هذه الأحزاب الأربعة، هو أنهم يريدون التلفزيون العمومي لمهاجمة خصمهم القوي حزب الحمامة، وفقط.
لا يبحثون في هذه المرحلة الممرحلة من المراحل سوى على اغلفة الدعم في انتظار المراحل المرحلة الاخرى….اما البرامج فما هؤ الا فقعات صابون