زنقة 20 . علي التومي
فتحت الضابطة القضائية للدرك بمركز بني وليد بتاونات مؤخرا، تحقيقا مع أربعيني هرب جثمان والده من مستودع الأموات بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، لدفنها بمسقط رأسه بضواحي تاونات، تلبية لوصيته.
و رغم حظر نقل الموتى بين المدن والأقاليم في زمن كورونا، قبل أن يكتشف “مقدم” الدوار الأمر، بعد دفن الجثة، ويخبر الدرك الذي أوقف الابن، واستمع إليه في محضر رسمي قبل إخلاء سبيله تورد “الصباح”.
و لا يبعد الإفراج عن الابن، الذي أخرج الجثة من مستودع الأموات ونقلها، المتابعة بعد انتهاء التحقيق المتواصل، بحثا عن شركاء له ساعدوه في تهريب الجثة، بمن فيهم سائق، رافقه على طول مسار الطريق بين فاس وبني وليد، خاصة أن التحريات كشفت أنه سلك طرقا بعيدة عن السدود القضائية بالطريق الوطنية رقم 8.
وأخرج الابن جثة والده من مستودع الأموات، بعد وفاته نتيجة مرضه العضال المستعصي على العلاج، إثر عملية جراحية بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني قبل أن يفر بها في غفلة من الجميع، عبر مسارات وطرق متربة بعيدة عن المراقبة، في اتجاه دوار “السكوريين”بالرياينة ببني وليد، حيث دفنها مساء الجمعة الماضي، قبل انكشاف أمره.
وصدر أمر بدفن الجثة بعد تشريحها، مسلم للابن من قبل المكتب الصحي، على أساس دفنها بمقبرة “ويسلان” بفاس، إلا أنه نقلها إلى تاونات، في ظروف غامضة فتح فيها تحقيق، خاصة أمام تضارب الروايات بين قائل باستعانته بسائق سيارة لنقل الأموات جار البحث عنه، ومتحدث عن استغلاله سيارة خفيفة في نقل الجثة بعد وضعها في صندوقها الخلفي.