زنقة 20. الرباط
قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، ، اليوم الأربعاء، إن المغرب يمتلك كل المقومات للتموقع كشريك موثوق ومفيد لأوروبا.
وأوضح ، في حديث لوكالة الأنباء الإيطالية (لابريس)، بثته بمناسبة الذكرى العشرين لاعتلاء الملك محمد السادس العرش، أن المغرب ” كانت له دائما الريادة في علاقته مع أوروبا، فهو البلد الأكثر قربا على المستوى الجغرافي وتجمعنا علاقات يعود تاريخها لحوالي نصف قرن”، مضيفا أن أول اتفاق بين المغرب والاتحاد الأوروبي يعود إلى عام 1969 ، و”اليوم لدينا كل المقومات للتموقع كشريك موثوق ومفيد” لأوروبا. وأضاف ” لذلك لا نريد علاقة غير متوازنة مع أوروبا , فالمغرب لديه ما يقدمه لأوروبا ، ولكن في نفس الوقت هناك ما يمكن أن يستفيد منه أيضا ” من هذه العلاقة.
وأبرز وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي أن بإمكان المغرب أن يقدم نموذجه في مجال محاربة الهجرة السرية و مكافحة الإرهاب، وكذلك في مجال الطاقات المتجددة والتنمية الاقتصادية ، ” بالمقابل، يمكن أن يستفيد المغرب من أوروبا اقتصاديا ، خاصة على مستوى تعزيز الأعمال وتحسين الاندماج في السوق الأوروبية ” .
وبخصوص العلاقات مع إيطاليا، قال بوريطة “تجمعنا علاقات صداقة متينة، ذات بعد إنساني يزداد أهمية” بفضل وجود جالية مغربية كبيرة مقيمة في إيطاليا وصلت للجيل الثاني أو الثالث.
وأضاف ” لدينا تحديات مشتركة في المتوسط وما نحتاج إليه اليوم هو الطموح ” ، مشيرا إلى أن إيطاليا لا توجد اليوم ضمن الدول الخمس الأولى أو الشركاء الاقتصاديين العشر الأوائل للمغرب.
وتابع “بوسعنا القيام بالكثير من الأمور، فالمغرب الذي يعتبر منصة للاستثمارات الأجنبية يمكن أن يجذب أيضا الاستثمارات الإيطالية” .
وأكد أنه بحكم “الموقع الطبيعي للمملكة كجسر نحو إفريقيا يمكننا تعزيز الحوار السياسي”، مشير ا إلى أن البلدين يواجهان تحديات مشتركة مرتبطة بالإرهاب والهجرة السرية والتغير المناخي.
وأكد أن بين المغرب وإيطاليا علاقات “صداقة جيدة ذات إمكانيات هائلة ولدينا كذلك الطموح للذهاب إلى ما هو أبعد و إعطاء هذه العلاقات مضمونا ملموسا و استراتيجيا أكبر “.
وحسب الوزير فإن جعل إيطاليا من ضمن الشركاء الاستراتيجيين للمغرب هو “طموح نتقاسمه مع المسؤولين الإيطاليين (…) فقد تحدثنا بهذا الشأن أكثر من مرة، خاصة مع نظيري إينزو مواڤيرو ميلانيزي ، كما تحدثنا بخصوص تعزيز هده العلاقة و جعل المغرب وإيطاليا شريكين قويين”.
وقال وزير الشؤون الخارجية إنه “طموح مشترك والآن نحتاج إلى تجسيده على أرض الواقع”.
من جهة أخرى، أكد بوريطة أن السياسة الخارجية للمملكة ترتكز على الوضوح و الطموح ، ” فالمغرب لديه سياسة خارجية تقوم على المبادئ وتتسم بالوضوح مع الأصدقاء والخصوم على السواء، وبشأن ملفات مختلفة، وفي الوقت ذاته تطمح للقيام بما هو أفضل”.
وأبرز أن السياسة الإفريقية للملك محمد السادس تتمحور حول الروابط التاريخية- الدينية المتينة ، ولكن بشكل أساسي حول مشاريع حقيقية ملموسة للتعاون جنوب- جنوب ، وتحقيق التنمية وتعزيز البنيات التحتية.
وأشار، على سبيل المثال، إلى تثمين خليج كوكودي في الكوت ديفوار ، وتأهيل مدينة كوناكري في غينيا، إضافة إلى مشاريع اجتماعية ، فضلا عن حضور القطاع الخاص المغربي (شركات التأمين والبنوك والفاعلين الاقتصاديين ) من أجل خلق فرص عمل وتعزيز التجارة.
وفيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، قال بوريطة إنها ” قضية محددة المعالم : الصحراء مغربية، المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها ، ذلك يعني ان ما يتعين القيام به اليوم هو إيجاد حل نهائي لهذه المشكلة و جعل الجزائر وجبهة البوليساريو يقتنعان بهذا المنطق. ليدركا أنه حان الوقت لحل هذه القضية في إطار هذه المحددات”.
و أشار الوزير إلى السياق الصعب والمضطرب الذي تتحرك فيه السياسة الخارجية المغربية بسبب انعدام الاستقرار ووجود أزمات سياسية تعيشها بلدان قريبة كليبيا، فضلا عن التهديد الإرهابي في جنوب منطقة الساحل والصحراء، والمشاكل المرتبطة بالهجرة و الاتجار في البشر.
وأكد أن من شان ذلك أن يعطي للدبلوماسية المغربية قيمة أكبر وفي الوقت نفسه يطرح تحديا يتمثل في الحفاظ على استقرار المملكة والعمل من أجل تعزيزه في المنطقة أيضا.
وأبرز بوريطة أن الدور التاريخي والطبيعي للمغرب سواء بحكم موقعه الجغرافي أو تاريخه أو خياراته السياسية، وبفضل رؤية جلالة الملك، يتمثل في كونه جسرا بين إفريقيا و أوروبا وبين العالم العربي وأوروبا و بين العالم الإسلامي وغير الإسلامي.
وأكد أن المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، أطلق مسلسل إصلاحات خلق سياقا مختلفا عن بلدان الأخرى بالمنطقة .
وذكر أنه منذ اعتلائه العرش، سرع الملك من وتيرة الإصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية خاصة تلك المتعلقة بحقوق المرأة ومحاربة الإقصاء و الهشاشة الاجتماعية، بالإضافة إلى الانفتاح السياسي.
ويشكل المغرب اليوم، حسب الوزير، منصة لصناعة السيارات وإحدى أكثر المنصات أهمية على المستوى المتوسطي .
كما يستقطب شركات الطيران ويمتلك أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم، وأطلق أول قطار فائق السرعة في إفريقيا.