زنقة 20. الرباط
في كل التجارب السياسية الدولية، نجد أن المعارضة تكون السباقة إلى وضع مشروع وتصور واضح للمسار التدبيري للدولة، عبر طرح استراتيجيات تنموية و أجندات اقتصادية بديلة عن تلك الحكومية.
في حالة المغرب اليوم، المعارضة لا تعطي أي تصور واضح لمشروع تنموي، بل تكتفي بالنقد الميكانيكي، رغم أن أحزاب المعارضة تمرست لسنوات في تدبير عدة قطاعات، أي أنها قادرة مبدئيا على أن تكون نواة لسياسات تنافس بها نظيراتها الحكومية.
وهذا هو حال حزب “العدالة والتنمية”، الذي ترأس الحكومة لعشر سنوات، وخرج اليوم في ندوة صحفية ليقدم ما أسماه “الحصيلة السلبية” للحكومة، حتى قبل عرضها بشكل رسمي، مساء غد الخميس، من طرف رئيسها عزيز أخنوش، أمام نواب ومستشاري غرفتي البرلمان في جلسة مشتركة.
هذه “الخفة” من طرف حزب “البيجيدي” دفعت الكثير من أعضائه إلى انتقاد هذه الخطوة المتسرعة من حزب خبر أعراف الحكومة، ويعيش اليوم حالة نفسية، وكأنه ما زال يعتقد أنه يترأس الحكومة، وكما كان يردد خطاب المعارضة وهو يرأس الحكومة إستمر في ذلك وهو اليوم في المعارضة، وهو لا يعرف أن الكثير من النواقص التي ينتقدها هو من كان سببا فيها طيلة 10 سنوات من تدبيره للشأن العام.