زنقة 20 | الرباط | تصوير : محمد أربعي
نظمت وكالة بيت مال القدس ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، ندوة حول “دور الإعلام في دعم الهوية الحضارية للقدس الشريف”، الثلاثاء، على هامش أعمال الدورة الثالثة والخمسون لوزراء الإعلام العرب، التي تحتضنها الرباط.
اللقاء عرض حضور نبيل أبو ردينة، وزير الإعلام الفلسطيني والمتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، الذي أكد في كلمة له أن إسرائيل تقوم بعملية تزييف كبرى تهدف إلى محو هوية القدس الوطنية الإسلامية والمسيحية.
وأشار الوزير إلى أن الشعب الفلسطيني يقوم بواجبه الوطني بالحفاظ على هذه الهوية الثقافية والتاريخية الهامة، ومعارضاً في الوقت نفسه رواية إسرائيل المزيفة للتاريخ.
من جهته أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، أن القضية الفلسطينية، تمثل إحدى أولويات السياسة الخارجية للمملكة، والعنوان الأبرز للعمل السياسي والدبلوماسي، وكذا المبادرات الإنسانية، للمغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس، من أجل نصرة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والدفاع عن القدس وصيانة طابعها الديني ووضعها القانوني وهويتها التاريخية والحضارية.
وأوضح بنسعيد خلال الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية حول “دور الإعلام في دعم الهوية الحضارية للقدس الشريف”، أن المملكة المغربية، وفي ظل ما تشهده الأراضي الفلسطينية من تطورات متلاحقة، تؤكد على الصفة المحورية للقضية الفلسطينية العادلة، وعلى موقفها الثابت والراسخ منها.
وأضاف أن المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، ظل وفيا لمواقفه وثابتا على عهده من خلال الدفاع المستمر عن حرمة الأماكن المقدسة ورفض المساس بالوضع القانوني والتاريخي للقدس والمسجد الأقصى المبارك، “حفاظا على رمزية المدينة كأرض للسلام والتعايش وقبلة للديانات الثلاث وفق ما أكده نداء القدس الذي وقعه أمير المؤمنين وبابا الفاتيكان بالرباط سنة 2019”.
وأكد أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، “يضع القضية الفلسطينية على نفس مستوى قضية الصحراء المغربية، وهو ما تعكسه مختلف خطب جلالته السامية والرسائل الملكية واللقاءات التي عقدها مع قادة مجموعة من الدول”، مشيرا إلى أن هذا الحرص الملكي يتجسد أيضا من خلال العمل الحيوي الذي تقوم به وكالة بيت مال القدس في دعم السكان المقدسيين من خلال برامجها الملموسة التي تشمل مختلف مجالات الحياة.
وبعد أن سجل الوزير أن التطورات التي تعرفها القضية الفلسطينية، “تشكل تحديات كبرى تجعل وسائل الإعلام في قلب معركة مهنية وأخلاقية”، أكد أنه يتعين على الإعلام أن يمارس رسالته السامية بكل حياد، مشددا على أن المملكة لا تنظر إلى قضية القدس الشريف كقضية في الإعلام، بل تعتبرها أولا وقبل كل شيء مسألة إنسانية تسائل مبادئ السلم والعدل وحقوق الإنسان في المنظومة الدولية.
من جهته ، أكد المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي، إن الوكالة مستمرة على عهدها في دعم القدس ومقدساتها، تنفيذا لتعليمات صاحب الجلالة، الملك محمد السادس، مستفيدة مما راكمته المؤسسة من تجارب مهمة خلال 25 عاما.
وأبرز الشرقاوي ، أن وكالة بيت مال القدس الشريف، أثبتت بالملموس أن إيصال الدعم إلى مستحقيه ممكن، وفي ظروف آمنة، وأن العمل في المدينة ومع مؤسساتها الشرعية يترك نتائج معتبرة، “يصلنا صداها مما نسمعه من أشقائنا في القدس، كما يصلنا من خلال ما تنشره وسائل الإعلام من أخبار الوكالة ومن تغطياتها”.
وأوضح أن مصالح الوكالة رصدت، منذ بداية العام الجاري، أزيد من 8 آلاف قصة وتقريرا خبريا تهم أنشطة المؤسسة في القدس، اهتمت بها 12 وكالة أنباء لبلدان عربية وإسلامية، وتم نشرها بخمس لغات عالمية.
ولفت إلى أن اللقاء ناقش دور الإعلام في دعم الهوية الحضارية للقدس، “لأننا في وكالة بيت مال القدس الشريف، التابعة للجنة القدس، برئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نعتقد أن تحرير عقل المتابع الغربي من الارتهان إلى الرواية الإعلامية الأحادية، التي تأسست لعقود على الأساطير، لا بد أن تشكل أولوية العمل العربي المشترك في هذا المجال”.
وأضاف أن تسليط الأضواء على المركز الحضاري للقدس، باعتبارها مدينة جامعة وموحدة، وموئلا لأتباع الديانات السماوية الثلاثة سيكون مدخلا، “يفهم منه الغرب أن حب الفلسطينيين للحياة، عربا ومسلمين، هو حقيقة ثابتة، لن تمحوها الصور الموجهة التي تسوق لها بعض وسائل الإعلام لأغراض مغرضة”، مسجلا أنه يجب الانتباه إلى المصطلحات، ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، التي يتم الترويج لها إعلاميا، والتي لا تخدم الحق العربي والإسلامي، رغم الجهود المقدرة التي تبذلها الاتحادات المهنية، والمنظمات والهيئات المتخصصة وفي طليعتها الإيسيسكو.
وأشار في هذا الإطار، إلى أنه كان قد وجه نداء لاتحاد وكالات الأنباء في منظمة التعاون الإسلامي، في وقت سابق من هذا العام، لصياغة وثيقة مرجعية للمصطلحات الصحيحة واعتمادها قبل تعميمها على وسائل الإعلام في الدول العربية والإسلامية.
وشدد الشرقاوي على أن وكالة بيت مال القدس الشريف، تجتهد في إطار إمكانياتها واختصاصاتها، لدعم صمود المقدسيين، مشيرا إلى أن الوكالة تتيح الفرصة للعديد من المقدسيين لزيارة المملكة المغربية للتعرف على البلد، والاستزادة من خبرات أبنائه في كل المجالات، حيث تم منذ بداية هذا العام استقبال ما يزيد على 80 شخصية، تتوزع على مسؤولين في الحكومة الفلسطينية، ودبلوماسيين، ومهندسين معماريين، وأطباء، ومثقفين وفنانين، وطلاب مدارس، وممثلي مؤسسات اجتماعية، وجمعيات الأشخاص في وضعية الإعاقة.
وقد تم بفضاء انعقاد هذه الندوة المنظمة بشراكة ما بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ووكالة بيت مال القدس الشريف، على هامش اجتماعات وزراء الإعلام العرب التي تستضيفها المملكة ما بين 19 و21 يونيو الجاري، افتتاح رواق لعرض مختلف مشاريع وكالة بيت مال القدس الشريف بأحياء القدس، والتي تتوزع بين تنفيذ مشاريع اجتماعية، ودعم المستشفيات، وترميم بنايات، وتجهيز نواد رياضية، وبناء مدارس، فضلا عن مشاريع صحية وتعليمية أخرى متنوعة.
ويندرج تنظيم هذه الندوة في سياق التقدير العربي للدور الذي يضطلع به صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس، في الدفاع عن المدينة المقدسة وحماية مقدساتها العربية والإسلامية ودعم صمود أهلها المرابطين، وكذا من منطلق التزامات المملكة المغربية بنصرة القضية الفلسطينية والقدس الشريف.
كما يندرج تنظيم هذه الندوة، في إطار توصيات مجلس وزراء الإعلام العرب التي تدعو إلى تكثيف الجهود لتسليط الضوء على موضوع القدس الشريف من خلال دعوة وسائل الإعلام إلى إيلائها الاهتمام اللازم.