زنقة 20 | الرباط
مازالت الجماعات الترابية بالمملكة تصرف أموالاً طائلة في تعقيم الشوارع في إطار ما تسميه “محاربة فيروس كورونا” ، رغم أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن ذلك لا يجدي نفعاً.
و أطلقت جماعات ترابية صفقات بالملايين لشراء مواد التعقيم و كذا آليات مثل الجرارات بعشرات الملايين لرش الشوارع بالمبيدات ، مع ما يشكل ذلك من خطر على المواطنين.
و تقوم الجماعات القروية و الحضرية برش الشوارع والساحات العامة والمرافق العمومية، من خلال الإعتماد على اليات ثقيلة و وحدات للتعقيم، سخرتها منذ بداية برنامج التعقيم في التدخلات الميدانية.
الجمعية المغربية لحماية المال العام، كانت قد طالبت المجلس الأعلى للحسابات ووزارة الداخلية بإجراء افتحاص شامل لكل الأموال والبرامج الموجهة لمواجهة كورونا وذلك لضمان شفافية كل العمليات المتعلقة بصرف المال العام ويطالب بمحاسبة كل المتورطين في قضايا الفساد ونهب المال العام بناء على نتائج وخلاصات الافتحاص المـأمول إجراؤه.
و قال المكتب الوطني للجمعية المغربية لحماية المال العام، في بلاغ له، إنه سجل مغالاة بعض المسؤولين، والمنتخبين في تقدير ميزانية بعض مواد التعقيم، وإجراء بعض الصفقات تحت غطاء مواجهة كورونا، معبرا عن تخوفه من أن يشكل ذلك مقدمة لتبديد، واختلاس المال العام، واستغلال هذه الظروف، لقضاء المصالح الشخصية ضدا على المصلحة العليا للوطن.
ونبه حماة المال العام إلى كون بعض المسؤولين، والمنتخبين قد يلجؤون إلى استغلال الإمكانات القانونية المتاحة في هذه الظرفية، من ضمنها عدم خضوع الصفقات العمومية لقواعد المرسوم المنظم لها، من أجل التلاعب بالمال العام، وصرفه في غير ما أعد له، والنفخ في أسعار بعض المواد، وتغيير حجمها، وطبيعتها، وصنع وثائق مزورة لغاية التغطية على بعض الجرائم الماسة بالمال العام، أو من خلال تغيير الواقع بادعاء وجود أشغال، وخدمات منجزة، والحال أنها وهمية.
هذا و حذّرت منظمة الصحة العالمية، من أن رش المطهرات في الشوارع على غرار ما يحصل في بعض الدول، لا يقضي على فيروس كورونا المستجد وينطوي على مخاطر صحية.
وفي وثيقة حول تنظيف الأسطح وتعقيمها كجزء من مكافحة كوفيد-19، قالت منظمة الصحة العالمية إن رشّ هذه المواد قد يكون غير فعّال.
وورد في الوثيقة أن “الرشّ في الفضاءات المفتوحة على غرار الطرق والأسواق (…) غير موصى به لقتل فيروس كوفيد-19 أو مسببات أمراض أخرى لأن المطهّر يفقد تأثيره بالأوساخ والركام”.
وأضافت “حتى في غياب المواد العضوية، من غير المرجح أن يغطي رشّ المواد الكيميائية بشكل مناسب على كلّ الأسطح لفترة تسمح بالقضاء على مسبّبات الأمراض”.
وأضافت منظمة الصحة العالمية أن الشوارع والأرصفة ليست “خزانات لعدوى” كوفيد-19، مضيفة أن رشّ المطهرات قد يكون “ضارا بصحة الإنسان”.
وشددت الوثيقة أيضا على أن رشّ الافراد بالمطهرات “غير موصى به تحت أي ظرف”، إذ “قد يكون مضرا جسديا ونفسيا ولا يقلّل من قدرو المصاب على نشر الفيروس”.
وأشارت إلى أن رشّ الكلور أو مواد كيميائية سامة أخرى على البشر يمكن أن يتسبب بالتهابات جلدية أو في العينين ، وحذّرت المنظمة أيضا من الرشّ المستمر للأسطح في الأماكن المغلقة، مستشهدة بدراسة بيّنت أن ذلك ليس فعالا إلاّ في المناطق التي يتمّ رشّها مباشرة.