هكذا أصبحت المخابرات المغربية أقوى جهاز استخبارات في شمال إفريقيا والشرق الأوسط

زنقة 20 . الرباط

لعبت المخابرات المغربية دوراً كبيراً في كشف الكثير من المعلومات حول ملابسات هجمات باريس، ما جعل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يقدم الشكر الملك محمد السادس على “المساعدة الفعالة” التي قدمها المغرب إثر الهجمات.

منفذو العملية :

وأبلغت المخابرات المغربية نظيرتها الفرنسية بوجود عبد الحميد أباعود، المشتبه الرئيسي في تدبير هجمات باريس في فرنسا وليس في سوريا، مشيرة إلى أن الانتحارية التي فجرت سترتها في ضاحية سان دوني أمس عند بدء هجوم قوات الأمن هي ابنة خالة أباعود، واسمها حسناء آية بولحسن، وهي من مواليد فرنسا عام 1989.

كما دلت الأجهزة الأمنية الفرنسية على وجود ابنة خالة أباعود في فرنسا وأنها تنتمى للتنظيم الذي يعتنق “الفكر المتطرف”.

وبعد تلقى هذه المعلومات، شنت أجهزة الأمن الفرنسية حملة مداهمات موسعة، مستعينة بقوات مكثفة من الشرطة ووحدة مكافحة الإرهاب، في حي سان دوني حيث تحصن المشتبه بهم، وأسفرت الحملة عن تفجير حسناء نفسها بحزام ناسف وسقوط قتيلين.

تفوق أمني :

وصنف تقرير صادر عن مجلس حقوق الإنسان، التابع لمنظمة الأمم المتحدة، المخابرات المغربية كأقوى جهاز أمني في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، بالنظر إلى حجم العمليات التي باشرتها بخصوص قضايا الإرهاب والجرائم المهددة للأمن العام، وأيضا لما تخصصه من أطر كفؤة، وميزانية ضخمة للقيام بمهامها في ظروف ملائمة.

وأفاد التقرير الذي صدر منتصف يوليوز من العام الجاري بأن الاستخبارات المغربية تمتاز ببرنامج قوي فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب، بالإضافة إلى أنها ترتكز على مبدأ التعاون مع الأجهزة المخابراتية الدولية؛ كالأمريكية والصينية والروسية والبلجيكية، وبشكل أكثر مع دول الخليج العربي، بهدف تعزيز مكانتها على الصعيد العالمي، ما مكنها من ضمان الاستقرار والسلم في الوقت الذي شهدت فيه دول عربية ومغاربية أعمالا عدائية نفذتها عناصر متطرفة.

وعزا المصدر ذلك إلى المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني، المعروفة اختصارا بـ “DGST”، سيما أنه يتعامل مع الجرائم الخطيرة، من سرقة، وسطو، واتجار بالمخدرات والأسلحة، فضلا عن توفره على أطر بشرية مؤهلة تستفيد من دورات تكوينية في جميع الميادين، سواء منها التقنية أو القانونية أو الحقوقية.

وأضاف في تقريره بأن المكتب المركزي للأبحاث القضائية يكرس الخبرة المغربية في التصدي لمختلف ظواهر الإجرام، كما أن طاقمه يعمل في ظل بيئة أمنية توفر جميع متطلبات الجيل الجديد، والوسائل الضرورية للقيام بمهمتها في أحسن وجه، وهو ما أفضى إلى نتائج جنبت الدولة أعمالا عدائية.

تفكيك الخلايا الإرهابية :

وتابع بأن الطابع المهني لـ “DSGT” يتضح من خلال عدد الخلايا الإرهابية التي جرى تفكيكها خلال سنة 2014، والتي بلغ عددها 113 يتزعمها 1256 عنصرا متطرفا كانوا على استعداد تام بتنفيذ 30 عملية عدائية، كما أنها أحبطت 266 عملية، 114 منها مشاريع هجمات على 30 مركزا تجاريا و27 موقعا سياحيا و16 مقرا للبعثات الدبلوماسية و22 مكانا للتعبد باستعمال المواد المتفجرة.

66 محاولة للسطو :

وفي إطار محاربة الإرهاب دائما تمكنت عناصر الأمن المغربي من تجنب 66 محاولة للسطو على البنوك ومؤسسات عمومية، كشركات توزيع الماء والكهرباء، كما أنها تمكنت من تفكيك خلية إرهابية تتضمن 8 أفراد تنشط بالعديد من مدن المملكة، وتعمل على تجنيد وإرسال المقاتلين إلى مناطق الصراع بكل من سوريا والعراق، وما يميزها عن سابقتها هي نهجها لإستراتيجية “الجهاد الانفرادي”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد