منظمات مغربية تراسل ماكرون احتجاجاً على استبعاد اللغة الأمازيغية في المدارس الفرنسية

زنقة 20 | الرباط

راسلت 60 منظمة و جمعية أمازيغية ، إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية، بشأن تصريح وزيري التعليم الوطني حول استثناء تعليم اللغة الأمازيغية.

المنظمات غير الحكومية و الجمعيات الأمازيغية، قدمت الشكر للرئيس الفرنسي على اعترافه وامتنانه للمغاربة الذين ساهموا في تحرير الوطن الفرنسي من الاحتلال النازي، دون نسيان عشرات الآلاف من المهاجرين المغاربة الذين ساهموا في إعادة بناء فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية، علماً أن الأغلبية الساحقة من هؤلاء المحاربين للاستعمار والعمال المغاربة هم من أصول أمازيغية، وينحدرون من سلاسل جبال الأطلس الثلاثة ووادي سوس.

و قالت الجمعيات في مراسلتها لماكرون ، أنه خلال زيارته للمغرب وقع مع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إعلاناً حول الشراكة بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية لتعزيز العلاقة بين البلدين إلى مستوى” شراكة استثنائية معززة“، إلا أنها أكدت أنه لا يمكن تعزيز هذه العلاقات الإنسانية ضمن هذه الشراكة الاستراتيجية الثنائية الجديدة بين البلدين إذا تم بناؤها على حساب إنكار المكون الأمازيغي العريق في المجتمع المغربي وحقوق أبناء الجالية الأمازيغية في فرنسا.

المنظمات عبرت “عن خيبة أملنا العميقة بشأن الإعلان الموقع من طرف وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة المغربي،محمد سعد برادة، ووزيرتكم للتربية الوطنية، آن جينيت، لصالح تعزيز تعليم اللغة العربية في فرنسا، مستبعدين بشكل غير عادل ومتعمد اللغة الأمازيغية، التي تُعد أيضاً لغة رسمية ووطنية في المملكة المغربية، والتي تم الاعتراف بها في دستور الأول من يوليو 2011 وصدر قانون تنظيمي رقم 26-16 لتنفيذ طابعها الرسمي، وتم تبنيه بالإجماع من قبل غرفتي البرلمان المغربي في سبتمبر 2019”.

و ذكرت أنها سبق و أن “نبهت الحكومات المتعاقبة للبلدين حول الإقصاء الذي تتعرض له الجالية الأمازيغية في فرنسا فيما يتعلق بتعليم لغتها الأم”.

و أشارت إلى أن “هذا الإعلان المشترك بين الوزيرين لدعم تعليم العربية يأتي فقط ليعزز استمرار إقصاء الأمازيغية لجاليتنا الأمازيغية الفرنسية. ومما قد يغفل عنه الوزيران، وربما سيادتكم أيضاً، هو أن اللغة الثانية الفعلية المستخدمة في فرنسا ليست اللغة العربية الفصحى، بل اللغة الأمازيغية.”

و أشارت إلى “أن اللغة الأم لمعظم المواطنات والمواطنين الفرنسيين من أصول شمال إفريقية، وخاصة المغربية، هي اللغة الأمازيغية”.

و أكدت في رسالتها للرئيس الفرنسي أنه “بحرمان الطلاب الفرنسيين من أصول أمازيغية و/أو مغربية من حقهم في التعليم بلغتهم الأم، تساهمون في خلق نوع من الانفصال الثقافي واغتراب الهوية، مما يجعلهم أكثر عرضة للاستغلال من قبل الأيديولوجيات المتطرفة والراديكالية الإسلامية”.

الجمعيات الامازيغية دعت الرئيس الفرنسي الى “إعادة النظر في موقفكم من تعليم اللغة الأمازيغية في فرنسا“ ، و “تصحيح نظرة وزرائكم تجاه الفرنسيين المغاربة، الذين هم في الغالب أمازيغ، وذلك من أجل احترام هويتهم ولغتهم وتاريخهم، وقيمهم الديمقراطية، التي تتوافق تماماً مع قيم الجمهورية الفرنسية، والمساهمة في تعليم اللغة الأمازيغية خاصة في فرنسا”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد