ثلاث سنوات على إطلاق البطولة الإحترافية النسوية…الكرة النسوية المغربية تقطف الثمار بمونديال أستراليا
زنقة 20. الرباط
المستحيل ليس مغربيا. فبعد أن حقق المنتخب المغربي لكرة القدم النسوية تأهلا إفريقيا وعربيا غير مسبوق إلى نهائيات كأس العالم بأستراليا ونيوزيلندا، عادت لبؤات الأطلس اليوم لتكرسن هذا التفوق الذي بلغته كرة القدم الوطنية، بتأهل تاريخي إلى الدور الثاني من هذه المنافسة العالمية.
هذا الإنجاز الكبير ليس وليد الصدفة، وإنما ثمرة مشروع جماعي بتأطير من رؤية ملكية لدور الرياضة والشباب، وتمكين المرأة بوجه خاص، وحرص على تطوير كرة القدم، والارتقاء بها إلى العالمية، وهو ما تمثل في الإنجاز الذي حققته النخبة الوطنية في كأس العالم بقطر 2022.
فبتوجيهات ملكية متبصرة، أطلقت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم استراتيجية لتطوير كرة القدم النسوية عبر خلق بطولة وطنية نسوية احترافية، أثمرت تتويج فريق الجيش الملكي بدوري أبطال إفريقيا للسيدات خلال سنة 2022، ليصبح المغرب بذلك أول بلد تفوز أنديته، في الوقت ذاته، بلقبي دوري أبطال إفريقيا للسيدات وللرجال.
هذه الإستراتيجية، التي كانت تروم تطوير وتوسيع قاعدة ممارسة كرة القدم النسوية، أضحت اليوم تحظى بإعجاب قاري وعالمي، متجاوزة كل الأهداف التي كانت مسطرة لها من قبل، وهو ما يؤكده بجلاء هذا العبور التاريخي للبؤات الأطلس إلى الدور الثاني من كأس العالم، لأول مرة في تاريخ المنتخبات العربية.
لكن هذه النجاحات هي أيضا ثمرة عقد برنامج وأهداف بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعصبة الوطنية لكرة القدم النسوية تم توقيعه في 6 غشت 2020، والذي لم يتأخر في وضع كرة القدم النسائية على الطريق الصحيح.
فقد مكن عقد الأهداف هذا من ضمان دخل شهري للاعبات بهدف ضمان الاندماج السوسيو مهني وخلق اقتصاد رياضي، علاوة على وضع التكوين في قلب مشروع تطوير كرة القدم النسوية بالمغرب، على اعتبار أن 1000 إطار يجري تكوينهم اليوم من أجل الفرق النسوية، في وقت تصبو فيه الجامعة لبلوغ 90 ألف م م ار سة بالمملكة في أفق 2024.
وبغرض مواكبة النوادي في هذا الورش، تم اعتماد غلاف مالي كبير مع الحث على ضرورة اعتماد حكامة جيدة لإنجاح هذا المشروع.
واستفادت اللاعبات من مشروع دراسة ورياضة عبر أقسام لفائدة عشرات اللاعبات اللواتي يمارسن كرة القدم و يتابعن دراستهن بشكل عادي بل يتم توجيههن في مسار مهن مرتبطة بالرياضة، كما تم وضع منح خاصة في إطار مشروع “الفرصة الثانية” بالولايات المتحدة الأمريكية.
هذا المشروع الكبير، الذي حقق نجاحا كبيرا وأضحى نموذجا يحتذى على صعيد القارة الإفريقية، أعطى ثماره الأولى باحتلال سيدات فريق الجيش الملكي للمرتبة الثالثة في منافسات النسخة الأولى من دوري أبطال إفريقيا للسيدات، فيما تمكن المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة من التأهل إلى كأس العالم لسنة 2023.
وهكذا، فإن الإنجاز الذي حققته لبؤات الأطلس يعكس مضامين الخطاب الملكي السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة، السبت الماضي، والذي أكد فيه جلالته، على أن “الشباب المغربي، متى توفرت له الظروف، وتسلح بالجد وبروح الوطنية، دائما ما يبهر العالم، بإنجازات كبيرة، وغير مسبوقة، كتلك التي حققها المنتخب الوطني في كأس العالم”.