أوناحي…الأيقونة الذي سحر الجماهير وأذهل المدربين وشغل كبار أندية العالم

زنقة 20. الدوحة

يعد عز الدين أوناحي أحد أكبر الاكتشافات في مونديال 2022، وقد خطف الأضواء منذ بداية المسابقة، بأداء لافت للغاية في خط وسط أسود الأطلس.

وهو في سن 22 عاما، يواصل أوناحي مسار التألق، من خلال تأثيره الحاسم على نحو متزايد في مباريات المنتخب الوطني المغربي، الذي بات يقارع الكبار بتأهله التاريخي إلى دور نصف نهائي كأس العالم في قطر.

يتميز أوناحي الذي أصبح رسميا بدون منازع في تشكيلة المدرب وليد الركراكي، بتقنيات عالية ورؤية جيدة داخل الملعب وتمريرات رائعة.

خلال المباراة ضد البرتغال، كان أوناحي مبهرا في قدرته على مواصلة التقدم وخلق الفارق، حيث قدم تمريرة جيدة ليحيى عطيه الله، صاحب العرضية الحاسمة التي سجل منها يوسف النصيري، هدف الفوز لتحقيق التأهل التاريخي للمربع الذهبي.

وأمام إسبانيا، كان أوناحي متوهجا، وشد انتباه لويس إنريكي، المدرب الإسباني السابق الذي قال خلال المؤتمر الصحفي بعد المباراة: “لقد فوجئت باللاعب الذي يحمل رقم 8 (…) يا إلهي، ولكن من أين أتى هذا اللاعب؟ لقد لعب بشكل جيد للغاية”.

منذ انطلاق المونديال، يواصل أوناحي اكتساب مزيد من القوة خلال المباريات إلى جانب سفيان بوفال وسليم أملاح، ليصبح أحد العناصر الأكثر تأثيرا في أسلوب لعب أسود الأطلس.

وأغرى لاعب فريق أنجيه الفرنسي عالم كرة القدم خلال الأطوار النهائية لكأس العالم بقطر، وبات بإمكانه التفكير بهدوء في مستقبله والتطلع إلى مستويات أكبر.

خطا أوناحي وهو من مواليد الدار البيضاء عام 2000، أولى خطواته في كرة القدم في سن مبكرة للغاية. وتدرب في نادي الرجاء الرياضي، ثم انضم إلى أكاديمية محمد السادس لكرة القدم في 2015 حيث طور مؤهلاته وصقل مواهبه على غرار زملائه في المنتخب الوطني (نايف أكرد، يوسف النصيري وأحمد رضا تاكناوتي). بحماس كبير، فرض نفسه في أكاديمية محمد السادس لكرة القدم كأحد أفضل العناصر، حيث أظهر انضباطا ومثابرة وحقق نتائج مبهرة.

في سن 18 فقط، غادر المغرب إلى فرنسا. ليستقر في صيف 2018 بستراسبورغ، حيث أمضى عامين في دكة بدلاء النادي، لكنه لم يتمكن في النهاية من الانتقال إلى الاحتراف. خيبة أمل أوناحي لم تكن لتثبط عزيمته، حيث قرر تغيير الوجهة إلى أفرانش، وهو ناد يمارس في الدوري الفرنسي الوطني (الدرجة الثالثة للبطولة الفرنسية).

وبالرغم من ذلك لم يتخل اللاعب الشاب عن طموحاته وأحلامه، وظل يؤمن إيمانا راسخا بأن العمل الجاد هو مفتاح النجاح.

وخلال الـ28 مباراة التي خاضها مع فريق أفرانش، حيث لعب في مركز خط الوسط وجناح، سجل 5 أهداف وأظهر مواهبه وقدراته.

لم يمر الأداء الجيد لأوناحي دون أن يلاحظه أحد، ليحقق قفزة إلى الأمام في الدوري الفرنسي الدرجة الأولى مع نادي أنجيه في عام 2021، بعد أن لفت انتباه فيليب لوكلير، الذي كان آنذاك مديرا للانتدابات في النادي الفرنسي.

وتألق في أول مباراة له مع أنجيه ضد أولمبيك ليون (3-0)، وفرض نفسه تدريجيا كلاعب رسمي ضمن تشكيلة الفريق بدون منازع، ولعب 32 مباراة خلال موسمه الأول في دوري الدرجة الأولى.

وبفضل أدائه المقنع مع أنجيه، نجح أوناحي في الظفر باختياره ضمن تشكيلة أسود الأطلس.

وشارك في كأس أمم إفريقيا في يناير الماضي، حيث لعب ضد غانا والغابون في دور المجموعات. وأصبح بعد ذلك عنصرا أساسيا في تشكيلة وليد الركراكي، حيث كشف عن مؤهلاته خلال مونديال 2022 أمام أنظار عالم كرة القدم، الذي انبهر بلاعب أنيق ومهاري وذكي.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد