زنقة 20 . الرباط
قام وزير الداخلية محمد حصاد، والمدير العام للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف الحموشي، اليوم الأربعاء، بزيارة عمل إلى مدريد عرفت عقد اجتماع مع وزير الداخلية الاسباني، خورخي فرنانديز دياز، وكاتب الدولة الإسباني في الأمن، فرانسيسكو مارتينيز، بحضور حميد شبار، الوالي مدير التعاون الدولي بوزارة الداخلية، وكذا المديرين العامين للشرطة والحرس المدني الإسبانيين، إغناسيو كوسيدو وأرسينيو فرنانديز دي ميسا، على التوالي.
وأشاد المسؤولون المغاربة والإسبان، خلال الموعد، بجودة ومثالية التعاون بين المصالح الأمنية في البلدين، بفضل روابط الصداقة والأخوة التي تجمع بين الملك محمد السادس والعاهل فيليبي السادس، بينما أشار بلاغ مشترك، صدر عقب هذا الاجتماع، إلى أن “الوفدين أعربا عن ارتياحهما الكبير للفعالية والنتائج الإيجابية المسجلة على المستوى العملي بين مصالح البلدين، لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة”.
وأضاف المصدر أنه “فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، أشاد الوفدان، خاصة، بالتعاون القائم على التبادل المستمر للمعلومات المبني على الثقة، وتنظيم عمليات مشتركة ومتزامنة قادت إلى تفكيك عدد من الخلايا الإرهابية، بما فيها تلك التي تنشط بالخصوص في تجنيد وإرسال مقاتلين إرهابيين أجانب إلى بؤر التوتر”. وفي مجال مكافحة تهريب المخدرات شدد الجانبان على فعالية التدابير التي تم اتخاذها والتي مكنت من خفض كبير في تهريب المخدرات بواسطة الطائرات الخفيفة، عبر مضيق جبل طارق.
وبخصوص التعاون بين مصالح الشرطة، جدد الوفدان ارتياحهما لجودة التعاون بين الأجهزة الأمنية في البلدين، لاسيما من خلال مراكز تعاون الشرطة المغربية الإسبانية في طنجة والجزيرة الخضراء، التي تشكل “نموذجا ناجحا للشراكة والتنسيق اليومي الوثيق بين مصالح الشرطة”.
وفي ما يتعلق بإدارة تدفقات الهجرة، جدد الجانبان، اللذان يعيان تماما الحجم الذي أضحت تتخذه هذه المسألة، عزمهما على المشاركة سويا في تعزيز مقاربة شاملة تتضمن الأبعاد الأمنية والإنسانية والتنموية. وأشارا، في هذا السياق، إلى أن “وزير الداخلية الاسباني حرص على الإشادة بالمقاربة الإنسانية للسياسة المغربية الجديدة في مجال الهجرة، لاسيما في أبعادها المتعلقة بتسوية أوضاع المهاجرين وإدماجهم، وحماية الأشخاص في وضعية هشة”. كما أبرز الوفدان الجهود التي بذلها البلدان لضمان حسن سير عملية “عبور 2015” التي شكلت، على غرار العمليات السابقة، “نموذجا للتعاون في هذا المجال القائم على الانسياب والسلامة وعمليات القرب والمتابعة”.
وخلص البلاغ إلى أنه “انطلاقا من الطابع الضروري للأمن بحوض المتوسط ومنطقة الساحل، التي تتميز بعدم الاستقرار الذي يغذي مختلف الفصائل والتنظيمات الإرهابية والإجرامية، اتفق الوفدان على الحاجة الملحة لتعاون إقليمي موسع يقوم على بدء وتنفيذ عمليات جماعية للحد من التهديد الإرهابي الحقيقي المثير للقلق بشكل متزايد”.
وقام الوفد المغربي، بالمناسبة، بزيارة لمجمع الشرطة الوطنية الإسبانية في “كانياس” بمدريد، ولمقر المديرية العامة للحرس المدني. وخلال زيارة المديرية العامة للحرس المدني، تسلم وزير الداخلية، السيد محمد حصاد، وسام الصليب الأكبر للاستحقاق، وهو أعلى وسام إسباني، من درجة الاستحقاق المدني، ويشكل، إلى جانب وسام شارل الثالث وإليزابيث الكاثوليكية، أحد الأوسمة الكبرى التي تمنحها إسبانيا لشخصيات أجنبية تسعى إلى تعميق أواصر الصداقة والتعاون بين اسبانيا وبلدانها.