صناعة الطيران بالمغرب تستعيد زخمها بإستقطاب شركات عملاقة

زنقة 20. الرباط

بعد فترة تراجع نتيجة الأزمة الصحية والاقتصادية، بدأت منصة صناعة الطيران المغربية تستعيد زخمها تدريجيا، وذلك بفضل تدشين مصانع جديدة وإطلاق مشاريع طموحة لتحديث القطاع.

ومع توالي الإعلانات عن افتتاح أو توسيع المواقع الصناعية من قبل فاعلين بارزين في المجال، بدأ القطاع ينتعش ببطء لكن بثبات، مع زيادة التركيز على الرقمنة وخفض الكربون، بما يتماشى مع أحدث اتجاهات الصناعة على مستوى العالم.

وقد تموقعت منصة الطيران الوطنية، بفضل مزاياها المتعددة وخبرتها المتأصلة، كوجهة مفضلة للأسماء الوازنة في القطاع، التي تبحث عن بيئة آمنة ومواتية للابتكار وخلق القيمة.

وتشهد أحدث المنشآت الصناعية التي تم استقبالها بحفاوة في المغرب على هذه الثقة، خاصة وأن الفاعلين الذين يقفون وراءها متخصصون في قطاعات عالية التكنولوجيا، وهو ما من شأنه أن يدعم إشعاع علامة (صنع في المغرب) والارتقاء بإمكانات الصناعة الوطنية.

ويتبدى هذا التقدم المحرز، أساسا، في إبرام شراكة نهاية غشت المنصرم بين شركتي الطيران (بيلاتوس) و(سابكا) من أجل التجميع الكامل في الدار البيضاء لهياكل طائرة (بي سي -12). وينص العقد على تجميع هياكل الطائرات والأجنحة وأدوات التحكم في الطيران، بما في ذلك تركيب الأسلاك الكهربائية. وسيكون أول تجميع بالوحدة الصناعية الجديدة لمجموعة “سابكا” بالدار البيضاء جاهزا للتسليم إلى خط التجميع النهائي بـ Stans في سويسرا، بحلول نهاية سنة 2022.

وبعد افتتاح أول موقع لها في الدار البيضاء سنة 2018، قررت شركة (هيكسيل) المصنعة للمواد المركبة المتقدمة لقطاع صناعة الطيران، مؤخرا، توسعة مصنعها في الدار البيضاء المتواجد بالمنطقة الحرة (ميد بارك).

ومن خلال توفير المواد الهيكلية الخفيفة ذات الأداء العالي، المستخدمة على وجه الخصوص من قبل صناعات الطيران التجاري والفضاء والدفاع، يعزز هذا المركز الصناعي موقع المغرب في مجال تقنيات الطيران العالية على مستوى العالم. كما باتت المنطقة الحرة (ميد بارك)، متعددة الخدمات، الوجهة المفضلة للعديد من شركات الطيران، حيث افتتحت، على سبيل المثال، مجموعة (Le Piston Français) مصنعا جديدا مخصصا لإنتاج الأجزاء الميكانيكية عالية التقنية الموجهة لصناعة الطيران.

ويعتبر هذا المصنع الأول من نوعه بالمغرب المتخصص في صناعة الأجزاء المعدنية الصلبة الدائرية لمحركات الطائرات. وتعتمد هذه البنية الجديدة منظومة محركات الطائرات التي تم إرساؤها في إطار مخطط التسريع الصناعي.

+ صناعة الطيران.. نحو انتعاش منخفض الكربون +

أصبحت ملامح صناعة الطيران مستقبلا أكثر وضوحا، مما يؤشر على تحول بيئي نحو الطائرات الخضراء والإنتاج منخفض الكربون.

ويبدي الفاعلون المغاربة اهتماما كبيرا بالاتجاهات والفرص المتاحة، وهم عازمون على تقليل بصمتهم الكربونية وتلبية هذه المتطلبات الجديدة.

فخلال “لقاءات الفضاء الرقمي”، التي جرى تنظيمها مؤخرا، وقع أعضاء تجمع الصناعات المغربية في الطيران والفضاء التزاما أخلاقيا لتخفيض الكربون، مما يؤكد الطبيعة الاستراتيجية لهذا التوجه لدى هذه المجموعة.

وهكذا، فإن هؤلاء الأعضاء عازمون على “أجرأة خفض الكربون من إنتاجهم في ظل أفضل ظروف المواكبة الممكنة وبدعم من الهيئات الحكومية والمؤسساتية، وذلك بنفس وتيرة الإجراءات التي يتم اتخاذها على المستويين الأوروبي والعالمي”.

ويعد تملك عمليات الصناعة (4.0) وولوج أسواق جديدة من الرهانات الأساسية لتجمع الصناعات المغربية في الطيران والفضاء، والذي يعلق آمالا كبيرة على استئناف حركة النقل الجوي وفتح الحدود، باعتباره شرطا لا غنى عنه من أجل انتعاش دائم للقطاع الذي أبان عن قدرة كبيرة على التكيف.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد