زنقة 20. الرباط
كتبت يومية “لوجورنال دو مونريال” أن الاستثناء المغربي لا يمكن إلا أن يبعث على الاطمئنان من أجل تعزيز الحوار بين الأديان في هذا الظرف الذي تسوده اضطرابات عميقة، والتي يتم فيها أحيانا توظيف الأديان لتحقيق أهداف إيديولوجية وسياسية.
وتطرقت الصحيفة، في مقال بعنوان “الحوار والتقارب” للسياسية المغربية فاطمة هدى بيبين، لزيارة البابا فرانسيس أواخر مارس المنصرم إلى المغرب، والتي وصفتها بـ”الحدث النادر الذي يشهد على انفتاح المملكة، حيث الإسلام هو دين الدولة وجلالة الملك هو أمير المؤمنين”.
وغاصت السيدة هدى بيبين في تاريخ المملكة لتفسر نشأة هذا الاستثناء، مشيرة إلى أن سلالة الموحدين وحدت شمال إفريقيا (المغرب والجزائر وتونس) والأندلس في إمبراطورية شاسعة أخرج فيها اليهود والمسيحيون والمسلمون حضارة “إسلام الأنوار” إلى الوجود، ولجأ إليها اليهود السفارديم ومسلمو الأندلس الذين فروا من محاكم التفتيش الإسبانية.
وأبرزت أن المغفور له محمد الخامس وفر الحماية ليهود المستوطنات حينما أرادت حكومة فيشي، في عهد ألمانيا النازية، تطبيق قوانين تمييزية ضدهم.
وأشارت إلى أن المغرب استقبل ناجيين اثنين من اعتداء تيبرين التي وقعت سنة 1996، حيث التقى أحدهما بالبابا فرانسيس في كاتدرائية القديس بطرس بالرباط.
وسجلت أنه ليس من قبيل الصدفة أن الزيارة الرسمية التي قام بها قداسة البابا إلى بلد مسلم قد تمت إلى المغرب، مذكرة بأن جلالة المغفور له الحسن الثاني كان قد دعا، قبل 34 سنة، البابا يوحنا بولس الثاني لإلقاء خطاب في الدار البيضاء أمام نحو 100 ألف شاب.
وقالت السيدة هدى بيبين إنه “ليس غريبا أن يكون صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أوائل المساهمين في إعادة بناء كاتدرائية نوتردام بباريس”، مذكرة بأن جلالة الملك كان عين، في غشت 2018، امرأة، هي رجاء ناجي مكاوي، كسفيرة للمغرب لدى الفاتيكان.
وبعدما ذكرت بأن التوقيع المشترك لنداء القدس كان إحدى أقوى لحظات زيارة البابا، أكدت السياسية أن الأمر يتعلق بمبادرة تشدد على مكانة المدينة المقدسة كإرث مشترك للإنسانية يتعين أن يظل متاحا لأتباع الديانات التوحيدية الثلاث.
وأضافت أن جلالة الملك وقداسة البابا دعيا إلى الحفاظ على مدينة القدس “كمكان للقاء ورمز للتعايش السلمي، ينمى فيه الاحترام المتبادل والحوار”.