زنقة 20 | الرباط
قال إدريس الكنبوري الباحث و المفكر المغربي المعروف أنه مهما كانت قساوة الأحكام التي صدرت في حق شباب الحسيمة ونواحيها، في ملف حراك الريف، فإن الناحية السياسية في تلك الأحكام هي التي تثير الاهتمام.
و تسائل “الكنبوري” في تدوينة فايسبوكية له بالقول : ” لا أعرف لماذا نفشل باستمرار في بناء الدولة الوطنية الواحدة المشتركة التي تربط الناس بمرجعيات ثابتة ومستقرة لا بمرجعيات جهوية أو محلية.”
و اعتبر ذات المتحدث أن ” هذه الأحكام اليوم تعزز مقولة الريف المعزول والأخطر من ذلك مقولة انتقام الدولة. من عام 1956 إلى عام 1999 ارتبطت علاقة الريف بالمركز بأحداث 1958، اليوم لا نريد أن ترتبط المرحلة الحالية بتاريخ 26 يونيو 2018 تاريخ صدور هذه الأحكام القاسية”.
و زاد قائلاً : ” سيقول الأبناء إن الآباء كانوا على حق وهذا خطاب خطير ليس في مصلحة بلادنا، لأنه تكريس لمقولة انتقام الدولة من الريف. من يريد أن يعيدنا إلى الماضي ويبعدنا عن حلم الدولة الوطنية الجامعة يدق مسمارا في إسفين الوحدة الوطنية.”
كيفما كانت تكييفات المسؤوليات الفردية أمام القضاء يقول الكنبوري ” هناك الجانب السياسي الذي يجب استحضاره، وكان ينبغي للجانب السياسي أن يتحكم في هذه الأحكام وأن ينظر إلى الحصاد القادم”.
و اعتبر أنه ” أمر خطير أن يتم إرسال هذه الرسالة بعد أزيد من 60 عاما على الاستقلال الوطني” مشيراً إلى أنه ” منذ ليلة أمس ألاحظ خطابا جديدا يتشكل في الريف بعد تلك الأحكام، فهناك شعور جماعي بأن تلك الأحكام استهدفت جهة بعينها وليس أفرادا تنسب إليهم مسؤوليات جنائية، والأكثر من ذلك أن الكثير من المواطنين في المناطق غير الريفية يكرسون هذا الخطاب، وهذا أمر سلبي”.
“علينا أن نرتفع عن الحسابات السياسوية وأن ننظر إلى الوطن ككل. لا أقول نرتفع قليلا، فهذا لا يكفي، بل علينا أن نرتفع كثيرا لأننا أضعنا الكثير من الوقت في بناء شيء لم نستكمله.” يقول “الكنبوري”.
و انهى الكنبوري كلامه بالقول ” لا تحفروا أخدودا بين الناس والدولة، أقيموا الجسور وسيمشي الناس باحترام. لا تجعلوا حياة الناس خريفا، لدى الدولة ما يكفي من وسائل الزجر ولكن القوة بمفردها لا تصنع الشرعية. تعلموا من الروح الوطنية للناس مع منتخب كروي من 11 فردا. تصوروا أن المنتخب هو النخبة التي تقود وسترون”.