المغرب يعيد فتح مكتبة القرويين بفاس أقدم مكتبة في العالم

زنقة 20 | وكالات

بعد سنوات من الترميم، أعيد افتتاح مكتبة القرويين – التي تعود إلى القرن التاسع مع نظام أمني مشدد وقناة تحت الأرض جديدة لحماية المخطوطات الثمينة.

يحدق أحد العاملين منبهراً بالباب الحديدي ذي الأربعة أقفال القديمة في الخارج، تشرق شمس المغرب لتطل أشعتها نحو الأسفل على البلاط المزخرف الملون في “خزانة القراويين”، التي تقع في المدينة القديمة في فاس.

ويعتقد إلى حد كبير أنها أقدم مكتبة في العالم – وقريباً ستكون مفتوحة للجمهور مرة أخرى.

وعُثر على الباب الحديدي على طول الممر الذي ربط فيما مضى المكتبة مع مسجد القرويين المجاور، حيث كان مركزان للتعلم والحياة الثقافية في مدينة فاس القديمة.

احتفظ في داخلها بالمجلدات الثمينة في مجموعات، ويوجد لكل قفل من الأربعة مفتاح مختلف ووزعت هذه المفاتيح على 4 أشخاص لذلك عند فتح الباب يجب أن يتواجد الأربعة معاً.

تتميز المكتبة المرممة بنظام الصرف الصحي الجديد وقناة تحت الأرض بعيداً عن الرطوبة التي قد تهدد بتدمير العديد من المخطوطات الثمينة، بالإضافة إلى مختبر متطور لمعالجة المخطوطات والحفاظ عليها ورقمنة أقدم النصوص.

كما تضم مجموعة من الآلات المتطورة تشمل الماسحات الضوئية الرقمية التي تحدد الثقوب الصغيرة جداً في لفافات الورق القديمة، وآلة حافظة تعالج المخطوطات بسائل يرطبها بما يكفي لمنع التشقق.

وفي غرفة خاصة ذات إجراءات أمنية صارمة وضوابط لدرجة الحرارة والرطوبة، توجد معظم الأعمال القديمة والتي من ضمنها نسخة القرن التاسع للقرآن الكريم، مكتوبة بالخط الكوفي المزخرف على جلد الجمل.

تنتشر الكتب القديمة في غرفة القراءة، تبدو النسخ ضعيفة ومغطاة بالغبار، فقد أصبحت مهترئة بعد سنوات من الإهمال.

وقد غُلفَّت بعضها لحمايتها من التفتت في يدي من يحملها. ويقول أحد العاملين في المكتبة: “الناس الذين يعملون هنا يشعرون بالغيرة أثناء حراسة الكتب، يمكنك أن تلحق الضرر بنا، ولكن لا يمكن أن تضر الكتب”.

ويأتي ترميم المكتبة في وقت يتجول فيه الجهاديون في المناطق الأثرية في سوريا والعراق، نفذ المسلحون من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” العديد من الفظائع الوحشية الثقافية التي تشمل نهب المكتبة الكبيرة في الموصل، وحرق آلاف من المخطوطات، وتدمير المدن الآشورية القديمة مثل نمرود والحضر في العراق، وتفجير معبد بل في تدمر، ونهب متحف مدينة الواحة في سوريا، بالإضافة إلى تدمير مقابر وأضرحة الشيعية والقديسين المسيحيين.

هافينغتون بوست

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد