بنسعيد: التراث المغربي يتعرض للسطو الأجنبي والثقافة جزء من السيادة الوطنية

زنقة 20 ا الرباط

جوابا على أسئلة البرلمانيين اليوم الإثنين بمجلس النواب حول محاولات سرقة التراث الثقافي غير المادي للمغرب، أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد على “أهمية حماية الثرات الثقافي المغربي باعتباره إرث مشترك لجميع المواطنين والمواطنات المغاربة”، ومشددا على أن “الدفاع عنه يظل أولوية لدى الجميع”.

وأوضح بنسعيد في جلسة عمومية للأسئلة الشفوية بمجلس النواب، أن “جلالة الملك محمد السادس خلال توجيهه للرسالة السامية للمشاركين في أشغال الدورة 17 للجنة الحكومية لصون التراث غير المادي التابعة لليونيسكو قال “منذ دخول إتفاقية التراث العالمي غير المادي حيز التنفيذ أصبح هذا الهدف يشكل تحديا هاما في العلاقات الدولية..يستوجب التصدي لمحاولات الترامي غير المشروعة على الموروث الثقافي والحضاري للدول الأخرى”.

وأبرز بنسعيد، أنه “انطلاقا من الرؤية الملكية السامية فإن الثقافة هي ذاكرة الشعب والوعي الجماعي لاستمرارية التاريخية وهي الطريق للتفكير والعيش”.

وبناء على هذه الرؤية، يؤكد الوزير بنسعيد” اشتغلنا منذ تنصيب الحكومة على عدد من الإجراءات تهدف إلى حماية التراث الثقافي انطلاقا من مأسسة “la belle maroc”، وهو إطار قانوني لحماية التراث المغربي المادي والغير المادي من الإستعمال غير المشروع، إضافة إلى خلق نقاش هام مع المنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية بجنيف في أفق توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون المشترك بين المغرب والمنظمة في إطار جهود المغرب في حماية التراث الثقافي الدولي”.

وأكد بنسعيد أن “المغرب سجل إلى حدود اليوم 13 عنصرا تراثيا ثقافيا غير مادي آخرها الملحون، وسيكون ملف القفطان عنصرا تراثيا مسجلا لدى منظمة اليونيسكو خلال سنة 2025، علما أن المسطرة داخل المنظمة تعطي الحق لكل دولة تسجيل عنصر واحد كل سنتين”.

وأضاف المسؤول الحكومي، أن “المجلس الحكومي صادق على مشروع قانون رقم 22/32 المتعلق بحماية التراث، وذلك لتدعيم الجانب القانوني المتعلق بمسائلة التراث المغربي الذي سيكون أمام أنظار البرلمان خلال الأسابيع القادمة”.

وشدد بنسعيد على أن “الوزارة اشتغلت على تعزيز الوعي الجماعي بالتراث وأهميته داخل المجتمع من خلال إطلاق العديد من المبادرات سواء شهر التراث والتعريف بالمواقع التاريخية، وتنظيم عروض تراثية مثل “نوستالجيا” وبث 12 شريط فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي تعرّف بتراثنا الثقافي غير المادي وما تزخر به ثقافة بلادنا من تراث غير مادي غني “.

وقال بنسعيد أنه “عندما نتحدث عن التراث الثقافي غير المادي المغربي فإننا نتحدث طبعا عن التاريخ والهوية وعن الثروة المغربية. وهي عبارة عن تقاليد وممارسات نعرفها جميعا وشكلت جزء أساسي من حياتنا اليومية”.

وتابع بنسعيد أنه “من واجبنا جميعا أن نلتزم بالمحافظة عليه للأجيال القادمة وأن نعرّف بتراثنا وتاريخنا الغني الذي نتميز به.. وربما هذا ما يدفع إلى بناء محاولات تكون فاشلة للسطو على تراثنا المغربي”.

وكشف بنسعيد أن “آخر هذه المحاولات كانت خلال اجتماع لجنة اليونيسكو لصون التراث الثقافي غير المادي بالباراغواي.. غير أنه بفضل المسؤولية الجماعية للمغاربة والتنسيق المشترك بين وزارة الثقافة ووزارة الخارجية، بالإضافة إلى المجتمع المدني تم إفشال هذه المحاولات”.

وأكد المتحدث ذاته أن ” اللجنة ولأول مرة اعتمدت التحفظ الذي قدمته المملكة المغربية ضد إدخال صورة القفطان المغربي في ملف دولة أجنبية (الجزائر)، وهو ما يخالف روح وأهداف مضامين اتفاقية اليونيسكو الموقع في سنة 2003، المتعلقة بحماية التراث الثقافي اللامادي.. لأنه لاينبغي أن تستغل هذه الإتفاقية لأغراض السطو الثقافي والتوظيف السياسي”.

واعتبر بنسعيد أن “الثقافة جزء مهم من السيادة الوطنية فهي تقرب بين الشعوب وتعبر عن الهوية.. ونعتبر أن هذا الموضوع لا يجب أن يخضع لأي مزايدات سياسية ولا حسابات من الأغلبية والمعارضة..فهو قضية وطنية كذلك ندافع عنها من مختلف المواقع”.

وفي هذا الإطار، قال بنسعيد، يجب التفكير مع النواب البرلمانيين في إيجاد آلية للترافع داخل الأجهزة البرلمانية الدولية للدفاع على التراث الثقافي المغربي غير المادي وحمايته من السطو”.

وشدد المسؤول الحكومي على أن “المغاربة داخل وخارج المملكة يدافعون يوميا على التراث كما يراسلون اليونيسكو بشأن مايقوم به البعض، وهذه المعركة مشتركة بينا. وحتى وإن غادرنا الحكومة فإن سنواصل صراعنا ضد من يسرق أو يحاول السطو على التراث”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد