زنقة 20 ا الرباط
يشتكي سكان مدينة القنيطرة، من انبعاث روائح كريهة لم يعرف بعد مصدرها بالرغم من تداول تقارير عن أنها صادرة عن مطرح النفايات العشوائي الكائن بمنطقة “أولاد برجال” الفلاحية، والمصانع المنتشرة في أرجاء المدينة التي تنبعث من مداخنها غازات ومواد كيماوية محترقة؛ وهو ما قضّ مضجع الأسر وتسبب في تزايد حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.
وفي هذا السياق، أكد أيوب كرير، الخبير في المناخ والتنمية المستدامة ورئيس جمعية “أوكسيجين للبيئة والصحة”، في تصريح لموقع Rue20، أن ” الروائح الكريهة النتنة تتزايد بشكل تصاعدي في السنوات الأخيرة بمدينة القنيطرة وتقض مضجع السكان خاصة في فترات الليل وتسبب في أمراض مزمنة خطيرة تصل إلى درجة فقدان الحياة”.
وكشف الخبير في المناخ والتنمية المستدامة أيوب كرير، أن ظاهرة انتشار الروائح الكريهة وغيرها من الظواهر البيئية السئية بالقنيطرة لها مسببات عديدة مصدرها عشوائية مطرح النفايات ومصانع منتشرة في تراب المدينة مستبعدة من المراقبة ولا تطالها يد لجان التحقيق لمعرفة المواد التي تستخدها في مصانعها، والتي تنتج روائح كريهة تقتحم بيوت السكان في جل أحياء القنيطرة خاصة في فترات الليل”.
مخاطر صحية.. لا يأبه لها مسؤولو المدينة
وأبرز رئيس جمعية “أوكسيجين للبيئة والصحة” أن “هذه الرائحة الكريهة والنتة التي أصبحت كـ”علامة” تمتاز بها مدينة القنيطرة على الصعيد الدولي تهدد حياة السكان بصفة عامة من خلال تأثيرها على الجهاز التنفسي وتهيجه بشكل غير عادي وتفاقم حالات الربو وتشنج القصبات الهوائية هذه الأمراض التي قد تتحول إلى أمراض خطير كالسرطانات”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أنه “أمام هذا الكابوس اليومي الذي يعيشه القنيطريون جراء الرواح التي تقتحم منازلهم في غالبية أيام وشهور السنة وخاصة في فترة الليل، لا يتحرك المسؤولون سواء المحليون والإقليميون خصوصا المجلس الجماعي والسلطات المحلية مما يعقد مسألة إجراء تحقيقات أو دراسات تعجل بإنهاء هذه الظاهرة، بإلإضافة إلى ظاهرة الغبار الأسود التي اشتهرت بها المدينة في السنوات الأخيرة “.
وشدد على أن “الدراسات صادرة عن منظمة الصحة العالية تشير إلى أن التعرض المستمر لهذه الراوئح الكريهة سيؤدي الى مشاكل صحية مزمنة كالإصابة بأمراض مزمنة كالربو وغيره، وهو ما نعيشه في تراب مدينة القنطيرة بسبب انتشار المصانع وعشوائية مطرح النفايات “.
مصانع تتحول إلى قنابل موقوتة.. بعيدة عين أعين السمؤولين
وفي هذا السياق، أكد أيوب كرير، أن هذه الروائح تنبعث من المصانع المتواجد بمحيط واد سبو و من المصانع المتواجد بالمنطقة الصناعية في حي الساكنية، التي تطلق عبر مداخنها مواد كيميائية محترقة وغازات خانقة، حيث أن تأثيرها لا يقتصر على الصحة البشرية بل تؤثر على النظام البيئي المحلي وتلوث الهواء”.
وقال إن “هذه الغازات السامة والمواد الكيماوية المحترقة تؤثر على الحالة النفسية للمواطنين حيث يصبحون غير قادرين على النوم وتزيد من ارتفاع عدد المصابين بأمراض الربو وحالات الإختناق وباقي الأرماض المتعلقة بالجهاز التنفسي”.
مصطرح نفايات عشوائي ولاد برجال… تغيب عنه برامج التطوير لأسباب مجهولة
واضاف أنه من خلال الرصد والتتبع اليومي لهذه الظاهرة الخطيرة تبين للجمعية أن هناك روائح كريهة تنبعث من مطرح النفايات العشوائي ولاد برجال وتنتشر في سماء المدينة مقتحمة المناز، حيث يساهم بشكل كبير في مصدر الروائح بسبب تحلل المواد عضوية والنفايات وفي غياب لاستراتيجة واضحة لتطوير المطرح ل‘ادة تدوير النفايات وفق المعايير البيئية التي يفرضها القانون”.
وأكد أن المطرح العشوائي بات من الضروري إعادة تأهيله وإخضاعه للمراقبة الصارمة لتطوير عملية فرز وتدوير وتثمين النفايات عبر مشاريع نموذجية لرفع مستوى التدوير والتخفيف من المشاكل البيئة التي يتسبب فيها”.
واعتبر الناشط البيئي ذاته، أن “نقص توحيد الجهود يُصعب عملية الاستثمار في النفايات وإعادة تدوريها بمعايير تحترم البيئة وهذا الإخفاق يتمحل مسؤوليته مسؤولو المدينة جميعهم وباقي القطاعات المعنية”.
مخاطر صحية وبيئية واقتصادية في غياب تقارير رسمية ..
وتابع أنه في ظل “غياب تقارير رسمية نعتمد على تقارير ودراسات دولية لإسقاط نفس الـتأثيرات على مدينة القنيطرة التي تتسبب فيها الروائح الكريهة، حيث أن “هناك دراسة في إطاليا أكدت أن انتشار الروائح الكريهة بسبب مطارح النفايات والمصانع تتسب في الزيادة في حالة الإكتئاب والتوتر والإضطرابات للمواطنين، وتؤثر على سلوكهم اليومي، بالإضافة إلى تزايد المخاطر البيئية الهواء والانسان والحيوان الناتجة عن انبعاث مجموعة من الغازات والروائح .
وكشف المتحدذ ذاته أن “تلوث الهواء المتواصل يتسبب في فقدان السنوات الإفتراضية من عمر الانسان وحدوث السكتة الدماغية، وظهور أمراض خطيرة”
وشدد على أن أحد أخطر المخاطر البيئية هو تلوث الهواء الذي يتزامن مع تغييرات المناخ”.
كلفة اقتصادية للتلوث
وقال أيوب كرير الخبير في المناخ والتنمية المستدامة ورئيس جمعية “أوكسيجين للبيئة والصحة، إننا وقفنا على أن تلوث الهواء يؤثر سلبا على الإقتصاد والسياحة والإستثمار على جراء انتشاره المتواصل، حيث تنخفض قيمة العقار في المناطق المتضررة بسبب نفور السكان من المناطق المتضررة وتقلل من جاذبية المدينة ومن حضور المستثمرين ومن استطيان المصانع “.بالإضافة إلى “ارتفاع كلفة العلاج من الامراض النفسية والصحية “.
وأضاف أن “الروائح الكريهة في مدينة القنيطرة تشكل خطورة على البئية والاقتصاد المحلي وعدم حل هذا الإشكال سيؤدي إلى تفاقم المشاكل الاجتماعية والصحية والإقتصادية والتطامل في حل لن فيد في شيء”.
ودعا الفاعل الجمعوي المسؤولين والمنتخبين الجماعيين بالمدينة إلى اقتحام هذا “الطابو” الذي عمر طويلا وبات يهدد حياة السكان والأطفال على الخصوص والمسنين، بدل الصمت الذي يساهم في عملية الموت بالبطيء لآلاف السكان الأبرياء”.