زنقة 20 | الرباط
أعلنت الجماعات الانفصالية في شمال مالي عن تشكيل تحالف سياسي وعسكري جديد تحت اسم “جبهة تحرير أزواد” (FLA)، في خطوة تهدف إلى إعادة إحياء نضالها من أجل استقلال منطقة أزواد.
ووفقًا لتقرير نشرته مجلة جون أفريك الفرنسية، جاء الإعلان في الأول من ديسمبر، عقب اجتماعات مكثفة عقدها قادة “الإطار الإستراتيجي الدائم للدفاع عن شعب أزواد” بين الـ26 والـ30 من نوفمبر 2024.
ويعد هذا التحالف امتدادًا لتحركات تأسست منذ ماي الماضي بهدف إعادة ترتيب الصفوف في مواجهة الحكومة المركزية في باماكو.
وأوضحت “جبهة تحرير أزواد” أن هدفها الرئيس هو تحقيق “تحرير كامل لمنطقة أزواد” وإقامة هيكل حكومي مستقل يدير شؤون المنطقة.
وأشارت الجبهة إلى أن إعلانها جاء كرد فعل على ما وصفته بـ”المجازر” التي ارتكبتها القوات المالية وحلفاؤها الروس ضد المدنيين، إلى جانب فشل الحكومة المالية في الالتزام بالاتفاقيات السابقة، بما فيها اتفاق السلام الموقع عام 2015.
و تشهد منطقة أزواد، التي يقطنها أساسًا الطوارق، صراعًا طويلًا بين الجماعات الانفصالية والحكومة المالية.
وكانت القوات الحكومية ألحقت بالجماعات الانفصالية خسائر كبيرة في أواخر عام 2023، حين استعادت مدينة كيدال، المعقل الرئيس للانفصاليين، وهو ما شكّل ضربة قوية لطموحاتهم الإقليمية.
في بيانها الأول، دعت “جبهة تحرير أزواد” إلى وحدة شعب أزواد، وحثت جميع الفصائل ذات الأفكار المختلفة على الانضمام إلى المشروع التحرري. كما طالبت الدول الإقليمية والمجتمع الدولي بالاعتراف بها كممثل شرعي ووحيد لشعب أزواد.
و خلال مؤتمر عقد بين 26 و30 نوفمبر في منطقة تين زواتين، على الحدود الجزائرية المالية، أعلنت حركات “أزواد” في شمال مالي، المنضوية تحت تحالف “الإطار الاستراتيجي”، حل نفسها طوعياً، والاندماج بشكل كامل في حركة موحدة تتولى تمثيل “شعب” شمال مالي والدفاع عن مصالحه، تحت مسمى “جبهة تحرير أزواد”، بقيادة سياسية وعسكرية واحدة.
و حسب البيان الختامي للمؤتمر فإن هذه الجبهة باتت “الممثل الشرعي الوحيد لشعب أزواد، الذي يخوض كفاحه من أجل تقرير المصير”.”
ووصف تقرير جون أفريك تأسيس “جبهة تحرير أزواد” بأنه تطور بارز يعكس استمرار المقاومة من قبل الجماعات الانفصالية، رغم الانتكاسات العسكرية التي تعرضت لها. ويأتي التحالف في سياق سعي هذه الجماعات لإعادة ترتيب أوراقها وحشد الدعم المحلي والدولي لضمان حق تقرير المصير.