زنقة20ا أنس أكتاو
قالت وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور، إنه وبالتوازي مع إعادة إقلاع السياحة في 2020، كانت لدى الوزارة تساؤلات حول نوع المستقبل الذي يريده المغرب في قطاع السياحة.
وأشارت عمور، خلال كلمة لها ضمن لقاءات “مقهى المواطنة”، إلى أن الحكومة طمحت منذ بدايتها إلى تجاوز استقبال 13 مليون سائح كما كان الحال في 2019.
وأبرزت عمور أن الوزارة والحكومة توصلت، بعد التفكير في خارطة الطريق مع المهنيين ومع المكتب الوطني للسياحة وكل المتدخلين، إلى خلاصة واحدة، وهي أن الحكومة لديها طموحات كبيرة وعليها العمل بجد لتحقيقها.
واعتبرت عمور أن الوزارة الوصية الآن، لديها رؤية واضحة تطمح من خلالها للوصول إلى 26 مليون سائح بحلول 2030 وخلق 200,000 وظيفة، مما سيجعل المغرب من بين أكبر 15 وجهة سياحية في العالم.
وأضافت الوزيرة في حكومة أخنوش، أنها أطلقت خارطة الطريق في مرحلتها الأولى بهدف الوصول إلى 17.5 مليون سائح في 2026.
ورأت عمور أن الأمر المهم والاستثنائي، في ذات الصدد، هو توقيع هذه الخارطة مع الحكومة، التي خصصت لها ميزانية تبلغ 6,1 مليار درهم، وهو مبلغ غير مسبوق، مما يظهر الأهمية التي تعطيها الحكومة الحالية للقطاع السياحي.
وكشفت عمور في حديثها عن بعض مكونات هذه الخارطة التي ترتكز على تصور جديد للعروض السياحية، مبني على تجربة الزبون، كون القطاع السياحي العالمي حاليا يشهد منافسة كبيرة، مشيرة إلى أن المؤهلات السياحية وحدها لا تكفي لخلق تجربة سياحية فريدة يبحث عنها السياح.
وأوضحت في ذات الإطار، أن الوزارة انتقلت من تصور مبني على المدن إلى تصور مبني على التجربة السياحية، واضعة 9 سلاسل موضوعية مثل السياحة الثقافية أو سياحة الرياضات المائية أو سياحة المدن أو السياحة في الهواء الطلق، سياحة الصحراء والواحات وغيرها، وكل سلسلة تشمل جميع الوجهات في المغرب التي يمكن للسائح أن يعيش فيها هذه التجربة، تضيف عمور.
ولضمان نجاح خارطة الطريق، حسب عمور، اعتمدت الوزارة حكامة جديدة من خلال إحداث لجنة وطنية لأول مرة يترأسها رئيس الحكومة، لأن السياحة لها طابع أفقي، وتشمل عدة قطاعات مثل النقل والداخلية والثقافة، ولهذا اللجنة تضم كل هذه القطاعات.
وكشفت أن هناك لجنتان على الصعيد الوطني، لجنة مكلفة بالربط الجوي، ولجنة مكلفة بالعرض والطلب، بالإضافة إلى 12 لجنة جهوية يترأسها الولات لمتابعة المخططات الجهوية وتنزيل جميع المشاريع.
كذلك، لتعزيز هذا العرض، تضيف عمور، عملت الوزارة، على محاور أساسية، أولها تعزيز النقل الجوي، بحيث رفعت عدد مقاعد النقل الجوي بنسبة 22% في سنة 2023، وعقدت اتفاقية شراكة تاريخية مع شركة “راين اير”، أطلقت معها فيها 24 خط دولي مع ثمانية أسواق استراتيجية، وفتحت أيضاً 11 خط جوي داخلي جديد.
وسيمكن ذلك، وفق الوزيرة، من فك العزلة عن بعض المناطق، كما سيمكن المغاربة من السفر داخل المغرب بأسعار مناسبة وبسهولة، وما سيمكن السائح الأجنبي تمديد فترة إقامته في المغرب، إذ على سبيل المثال، يمكنه قضاء ثلاثة أيام في مراكش ويومين في الراشيدية بفضل وجود طائرة تربط بين المدينتين، تضيف عمور.
كما عملت الوزارة، كما كشفت عمور، على الاستثمار في الطاقة الاستيعابية للفنادق، واصفة الأمر بالتحد الكبير، خاصة مع الأحداث التي سينظمها المغرب من الآن حتى 2030.
وأشارت عمور إلى إقبال علامات عالمية معروفة على الاستثمار في المملكة وافتتاح فنادق متميزة في مختلف جهات المغرب، إذ شهد في العام 2023 افتتاح حوالي 130 فندقاً جديداً.
واعتبرت عمور أن هذا المعطى دليل على ثقة المستثمرين في المغرب، مؤكدة على استمرار هذه الدينامية خلال العام الجاري.
كما كشفت عمور عمل وزارتها للاستثمار في الترفيه، لأن المغرب ما يزال يعرف خصاصا في هذا المجال، وذلك عبر إطلاق برنامج “go siyaha”، الذي يستهدف مواكبة 1700 مقاولة سياحية في أفق 2026، لخلق عرض ترفيهي غني في كل أنحاء المغرب.
وسجلت في ختام كلمتها عمل الوزارة حول التركيز على التكوين من ناحتي العدد والجودة، لأن هدف 26 مليون سائح في 2030 يحتاج موارد بشرية أكثر وذات جودة أعلى.