زنقة 20 . وكالات
أعرب الإمام الأمريكي المسلم ومؤسس مسجد “نور الإصلاح” في العاصمة الأمريكية واشنطن المدعو دعي عبدالله، عن مدى حزنه وصدمته إزاء هجوم أورلاندو، الذي وقع في ملهى ليلي للمثليين، وأسفر عن مقتل 49 شخصاً وإصابة 53 آخرين، بقوله “إن قلبي ينفطر”.
ونشرت صحيفة “ديلي بيست” الأمريكية، اليوم الاثنين لقاء مع الإمام عبدالله (62 عاماً) وهو محام وأول إمام أو شيخ يؤيّد زواج المثليين، بعد إعلانه أنه ارتبط عاطفياً وتزوج بأربعة رجال في حياته، زاعماً أنّ الإسلام لا يمانع مثل هذا النوع من الزواج.
وقال الإمام عبدالله في حواره مع الصحيفة “إن المثليين على مر التاريخ عانوا من العنف على أساس فردي في أمريكا، ولقد رأينا ذلك في حالات منفردة مثل مقتل ماثيو شيبرد إلى جانب 28 شخصاً من جمعية رابطة المثليين جنسياً، الذين قتلوا في حريق استهدف ملهى ليلي في ولاية نيو أورليانز عام 1978، والقائمة تطول”.
وأضاف “الهدف من هذا العنف هو اختفاء المثليين أو أن يعيشوا في عزلة”، مشيراً إلى أن وجود الكثير من الناس ممن يخافون التغيير والاختلاف مع الأخر”.
وبحسب الصحيفة، ترى أمريكا أنه لا يوجد تحيز ضد المثليين في مجتمعها، وأن هجوم أورلاندو غير مسبوق من ناحية عدد القتلى، الذي قتل فيه أيضاً منفذ الهجوم المدعو عمر متين وهو أمريكي من أصول أفغانية، وكان متين قد أعلن ولاءه لداعش، وبحسب الصحيفة، مازالت دوافع الهجوم والحالة العقلية للمنفذ، قيد التحري والتحقيق.
وأوضح الأمام عبدالله أن سهولة الحصول على السلاح في أمريكا وكره الأقليات، يسمح للمجرمين بسهولة امتلاك السلاح وإطلاق النار على عدد كبير من الناس، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد تطرق إلى هذه النقطة في حديثه عن الهجوم.
ورعم الإمام “أن الإسلام لا يحرم زواج المثليين جنسياً، ولا يوجد في الإسلام ما يحرض على معاقبة المثليين”، مضيفاً أن النبي محمد(ص) لم يدعُ إلى قتل المثليين.
وتابع “لا أستطيع أن أنكر أن بعض المسلمين لديهم مشكلة كبيرة مع المثلية الجنسية، التي تم تدريسها لهم على أنها جريمة تحتاج إلى عقاب مثل القتل”.
وكان الداعية الإمام عبدالله، زعم أن هدفه من تزويج المثليين “هو تشجيعهم على دخول الإسلام، لاسيما وأن أحدث الإحصاءات تشير إلى أن 8 من أصل 10 مثليين يعتبرون أن الإسلام هو العدو الذي يهدد حياتهم”.
وذكرت الصحيفة، بأنه لا تزال 5 دول إسلامية (من أصل أكثر من 50 دولة) تعاقب بالإعدام على المثلية الجنيسة، وأن داعش استخدم منهجاً منحرفاً للدين الإسلامي في تطبيق إرهابه على المسلمين في مناطق سيطرته، ومنها إعدام المثليين علناً.
وبحسب الإمام، إن كثيراً من المسلمين يفضلون الصمت على الخوض في الحديث عن حقوق المثليين، مؤكداً على ضرورة وقوف المسلمين في جميع أنحاء العالم لمحاربة الحقد الكراهية، بما في ذلك وجهات النظر المتطرفة، التي تدعو إلى عدم تقبل اختلاف الآخر، وهو ما يتنافى مع عقيدتنا الإسلامية، على حد قوله.
وتحدث الإمام عبدالله في مؤتمر صحافي أمس الأحد، شارك به عدد من رؤساء منظمات إسلامية في أمريكا، عن مدى امتنانه لوقوف الكثير من المسلمين وغير المسلمين تضامناً مع إخوانه المثليين في المعركة المشتركة ضد إرهاب المثلية وكراهية الإسلام، قائلاً “يجب الوقوف كتفاً إلى كتف مع المثليين في مواجهة جريمة الكراهية”.
ويرى الإمام أن داعش فسر القرآن الكريم والعقيدة الإسلامية بشكل منحرف ومتطرف في محاولة منه لتجنيد عدد كبير من الأشخاص عبر الأنترنت، للالتحاق بتنظيمه الإرهابي.
وذهب الإمام عبد الله أبعد من ذلك، قائلاً “حان الوقت ليستنكر المسلمون في جميع أنحاء العالم الإرهاب ضد المثليين وإلا فإن داعش سيأتي إليكم”.
وختم الإمام عبدالله حواره “بالنظر إلى هذا الهجوم، الذي وقع بعد أيام قليلة من رحيل أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي، الذي كان رمزاً للإسلام الجيد في أمريكا، فهل سيكون رمز الإسلام في أمريكا الآن محمد علي كلاي أم منفذ هجوم أورلاندو، الجواب يعتمد على إذا كنتم تريدون أن يكون المسلمون منقسمين أم متوحدين ضد جميع أنواع التطرف والكراهية”.
والجدير بالذكر أن الإمام عبدالله الذي تحول من المسيحية إلى الإسلام وهو بعمر 29 عاماً وقدم فتاوى مثيرة للجدل، يسمح بصلاة الرجال والنساء معاً، في صفوف واحدة، ويعتبر أن السماح بزواج المسلمين المثليين أحد أوجه الإسلام الحداثي، قائلاً: “نعم، لا شك في أن زواج المثليين أحد أوجه انفتاح الإسلام، وأنا أقدم هذا النوع من الطرح منذ زمن”.