زنقة 20. الدوحة
بإنجازه التاريخي في مونديال قطر، أصبح المنتخب الوطني المغربي يحضى بإحترام كبار العالم، بعدما قهر أبرز المرشحين لنيل اللقب وعبر عن جدارة لدور نصف النهائي ليبصم على تاريخ كرة القدم العالمية.
ما أثار إعجاب وإنتباه الصحف العالمية والمتابعين، هو حضور أفراد أسر اللاعبين المغاربة إلى جانبهم طيلة مباريات البطولة، وهو ما شكل حافزاً معنوياً ونفسياً كبيراً.
الدور الفاعل للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم كان بدوره محورياً في هذا التألق الكبير للمنتخب الوطني المغربي، بداية بتوفير كل الظروف الضرورية على أعلى المستويات، للمنتخب الوطني المغربي، كما تم إيلاء أهمية خاصة بظروف الإقامة والتنقل و التداريب، فضلاً عن وضع ترتيبات خاصة لفائدة الجماهير المغربية لتسهيل تنقلها من المملكة بإتجاه قطر، من خلال إتفاقيات مشتركة بين الجامعة و الوزارة الوصية والشركة الوطنية للنقل الجوي، في سابقة من نوعها لم تسجل لدى أي منتخب مؤهل للمونديال.
و عملت الجامعة على إيفاد أفراد أسر اللاعبين من مختلف بقاع العالم، ليكونوا حاضرين بجانب اللاعبين طيلة فترة المونديال، وهو ما فاجأ وسائل الإعلام العالمية، التي خصصت صدر صفحاتها لنقل صور الإحتفالات التي جمعت اللاعبين المغاربة مع زوجاتهم و أمهاتهم وذويهم منذ أولى مباريات الدور الأول.
وشكلت هذه الصور المعبرة، مصدر إلهام لعدد من المنتخبات الأخرى، التي سارع اللاعبون بها لإحضار ذويهم كما الشأن للمنتخب الفرنسي.
و بفوزه على بلجيكا وإسبانيا والبرتغال على التوالي، أصبح المغرب أول بلد عربي وإفريقي يتأهل لنصف نهائي كأس العالم، مما أثار موجة غير مسبوقة من مشاعر الفخر والفرح في صفوف الجماهير العربية والإفريقية. وعبر العديد من مواطني الدول العربية والإفريقية، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن فخرهم بهذا الإنجاز العظيم ، مشيدين بالمدرب واللاعبين وكافة مكونات المنتخب الوطني الذين بصموا على مسار رائع في كأس العالم.
وبالنسبة للصحفي السنغالي عمر بالدي ، فإن ملحمة أسود الأطلس هذه تستحق الاحترام من لدن الشعوب الإفريقية. وقال “لقد دخل أسود الأطلس إلى التاريخ بالتأكيد. ولم ينته الأمر … لا يزال من الممكن الحصول على ميدالية برونزية تاريخية”.
وعبر موسى عبده إبراهيم، طالب دكتوراه نيجيري في جامعة محمد الأول بهذه المناسبة عن ابتهاجه، حيث قال “حتى الآن ، لم يتمكن أي فريق من القارة من الصعود إلى المربع الذهبي لكأس العالم. إنه إنجاز حقيقي. يجب أن نفخر بما أنجزه رجال الركراكي “.
وأضاف موسى عبده إبراهيم، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا الانجاز المتمثل في التأهل لنصف النهائي لم يأت من فراغ . إنه ثمرة العمل. لقد رأينا ذلك جميعا. إذا كان هناك شيء واحد يجب تذكره بعد ذلك فهي “المشاعر التي أعطانا إياها هذا الفريق”.
وقال إن “هذا الفريق موهوب، إنه فريق شجاع يعمل بجد لا يتوقف عند أي شيء. لقد كان كل من بوفال وزياش وأوناحي في مستوى هذا الموعد العالمي. قدموا تضحيات . هذا ما أظهره لنا المغرب : مهما كانت مؤهلاتك وموهبتك ، فإن الأمر يتطلب العمل والتضحية لتحقيق النجاح “.
وبنفس النبرة قالت ضحى المالكي ، عراقية مقيمة بالمغرب، إنها فخورة بالمنتخب المغربي الذي وصل إلى هذه المرحلة الهامة والتاريخية من نهائيات كأس العالم.
وأشارت إلى أن “تأهل المنتخب المغربي للنصف النهائي لكأس العالم ساهم في نشر فرح جماعي من المحيط إلى الخليج وإلى حدود إفريقيا”.
ومن جانبها، لم تخف أسماء المقهور ليبية مقيمة بالمغرب سعادتها و فخرها بالمشاركة البطولية للمغرب في المونديال.
وقالت “زاد حبنا للمغرب بعد الأداء الرائع للمنتخب المغربي في قطر. كان المغرب ممثلا متميزا لكل العرب والمسلمين والأفارقة”.
وبالنسبة لحازم مصطفى شملاخ ، وهو مواطن فلسطيني مقيم في المغرب ، فقد حقق أسود الأطلس حلم كل عربي في قطر 2022 ، مشيرا إلى أن الاحتفالات بإنجاز أسود الأطلس الباسلة في المونديال في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية وغيرها تظهر أن المغرب في وجدان الفلسطينيين لأن إنجازه يعد انتصارا للفلسطينيين أيضا.
وسيواجه المغرب، الذي خسر أمس أمام فرنسا بهدفين مقابل صفر ، في مباراة نصف نهائي مونديال قطر 2022 ، على أرضية ملعب البيت ، كرواتيا في مباراة التصنيف يوم السبت. 2730622149