فرنسا تُغيّب المغرب عن مئوية مسجد باريس.. بوصوف: المسجد مغربي والتاريخ لا يقبل التزوير

زنقة 20 ا الرباط

يحتفل اليوم بباريس بالذكرى المائوية لوضع الحجر الأساسي لمسجد باريس بحضور محتمل للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دون أن توجه السلطات الفرنسية دعوة رسميا للمغرب على إعتبار أن المملكة المغربية المؤسس الرئيسي لهذا المسجد، والذي أشرف السلطان مولاي يوسف على إفتتاحه سنة 1926، فيما يرى مهتمون بالتاريخ أن تغييب المغرب عن هذا الإحتفال هو محاولة من السلطات الفرنسية محو الذاكرة التاريخية للمسجد المغربي المتواجد بقلب العاصمة باريس.

وتعليقا على هذا الحدث قال عبد الله بوصوف رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، أن “هذا الاحتفال يقام في غياب المغرب الذي يعتبر المؤسس الأساسي لهذا المسجد الذي أشرف السلطان مولاي يوسف على افتتاحه في 1926، كما أن ترسيم القبلة تم على يد علماء مغاربة وان اول امام كان مغربيا وهو الإمام السكيرج من مدينة سلا”.

وأضاف بوصوف في تدوينة على صفحته الشخصية بالفايسبوك، أن “الهندسة المعمارية لهذا المسجد مغربية قحة و”الزليج” و”الكبص” تما على يد صناع مهرة من المغاربة، كما أن جميع المواد المستعملة في البناء تم شحنها من ميناء الدار البيضاء”.

وأكد بوصوف أن ” الأبيات الشعرية التي تزين جدران المسجد ترجع للإمام الحاج أحمد السكيرج ، وأن جزء من الأموال التي أنفقت على بناء المسجد ساهم بها المغرب”، مشددا على أن “المسجد بقبته و بتصميمه ومختلف زخارفه مغربية حتى النخاع”.

وتسائل رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج عن “السبب الذي دفع فرنسا وهي التي تحتفظ أرشيفاتها المختلفة بوثائق تؤكد مغربية المسجد إلى المشاركة في مسرحية محو الذاكرة والسرقة الموصوفة لهذه المعلمة المغربية”.

ودعا عبد الله بوصوف في الأخير “فرنسا إلى إعادة النظر في موقفها لأن التاريخ لا يقبل التزوير، كما أن الحقيقة التاريخية صامدة لا يمحيها النسيان”.

في ذات السياق، ووفق معطيات تاريخية، فإن مسجد باريس تنتمي ملكيته إلى جمعية الحبوس والأماكن المقدسة التي تأسست في القصر الملكي بالرباط عام 1917، تحت رعاية السلطان مولاي يوسف، والذي أمر أمر ببدء الأعمال في عام 1922 ، من خلال ممثله “هوبرت ليوتي”، حيث تم افتتاح المسجد بعد أربع سنوات من البناء  في يوليو 1926. وكان الهدف منه تكريم مائة ألف مقاتل من المسلمين الذين ماتوا من أجل فرنسا ، ولا سيما خلال الحرب العالمية الأولى.

وحسب المعطيات التاريخية، ففي يوم بدأ أشغال الحفر لبناء المسجد ، أرسل “ليوتي” شخصيًا رسالة إلى السلطان مولاي يوسف تذكر اليوم بأصل المكان قائلا “عندما نطقت باسم جلالتك الشريف أشغال البناء ، لاقى الامر استحسان الجمهور والحاضرين”.

ووفق ذات المعطيات التاريخية، فقد تم تجهيز المسجد وزخرفته من قبل الحرفيين المغاربة الذين تم إرسالهم خصيصًا من فاس ، كما يتضح من الفسيفساء ومن نوع الزليج المتواجدة حاليا بالمسجد منذ ذلك الحين”.

وكانت محاولات المسؤولين المتعاقيبن على السلطة بفرنسا دائما ترمي إلى محو ذاكرة المسجد المغربي حيث سعوا إلى إعادة كتابة تاريخ مكان العبادة هذا ، ولا سيما إخفاء جذوره المغربية، إذ بدأت المناورات في عام 1954 من حكام فرنسا الذي إكتشفوا أن مسجد باريس أصبح بمرور الوقت “مكة للقومية المغربية” ومقعدًا لحركة لصالح الملك محمد الخامس في المنفى.

وتغييب المغرب في هذا الحدث وعدم الإعتراف بمغربية المسجد يؤكد أن هناك محاولة لمحو الذاكرة التاريخية للمسجد المغربي الذي بنته سواعد المغاربة، ورصع بنقوش وزليج التراث المغربي الأصيل.

قد يعجبك ايضا
  1. مواطن يقول

    فعلا معلمة عمرانية حضارية روحية ناطقة بمغربيتها و بإسم مؤسسها السلطان مولاي يوسف تغمده الله بواسع رحمته و اسكنه فسيح جناته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد