زنقة 20 . وكالات
في مقابلة تعدّ “الأعنف” التي يتم إجراؤها مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، قال الصحافي الألماني الذي التقاه الأسد إنه زار محافظة حمص، وسط سوريا، ورأى “صوراً لا تصدّق، صوراً كأنها من نهاية العالم”.
وأكمل الصحافي حديثه إلى الأسد، انطلاقاً مما رآه في حمص قائلاً: “سؤالي الشخصي هو: هل تستطيع النوم ليلاً؟”، فرد الأسد: “لا يهم إذا نمتُ أم لا”، مؤكداً أنه “لا ننام لأننا لا نستطيع النوم، بل لأننا ينبغي أن نعمل”.
وكان تلفزيون “ARD ” الألماني قد أجرى مقابلة مع الرئيس السوري، وصِفت بـ”العاصفة” لما شهدته من أسئلة عكست صورة الأسد في الغرب، وكيف ينظر إليه الإعلام الغربي، خصوصاً في الجانب المتعلق بـ”سيادة” الدولة السورية التي ألمح إليها الصحافي الألماني، بأسئلته للأسد بأنها “منقوصة”، كما ورد في نص الحوار الذي نشرته الوكالة الرسمية “سانا” في الأول من هذا الشهر.
وقام الصحافي الألماني بسؤال الأسد مباشرة: “هل أنتم مستعدون للتنحّي”؟ فنفى الأسد ذلك إلا “بإرادة السوريين”.
فألحّ عليه بالسؤال مجدداً، وانطلاقاً من إجابة الأسد التي “ربطت تنحّيه برغبة السوريين”، سأله: “إذا كانت الظروف أن الشعب السوري يريدك أن تتنحى، فهل ستكون مستعداً لذلك؟” فقال الأسد: “طبعاً بالتأكيد، عندما يريد الشعب السوري أن أترك المنصب فعلي أن أفعل ذلك مباشرة”.
المقابلة كانت مختلفة عن أغلب الحوارات التي أجراها الأسد، لجهة توجيه “الاتهام” له ولجيشه بتدمير البلاد، وبالنيل من سيادة سوريا، إلى الدرجة التي سأله فيها الصحافي الألماني قائلاً: “هل تستطيعون القول إن سوريا دولة ذات سيادة؟ أم أن سياستكم باتت ترسم أصلاً في طهران أو الكرملين؟”.
فاعترف الأسد بنقص السيادة في بلاده التي يحكمها قائلاً: “السيادة مصطلح نسبي، ولهذا لا نستطيع الحديث عن سيادة كاملة”.
إلا أن الأسد “تجاهل ما ورد في السؤال عن دور طهران وروسيا بالنيل من السيادة السورية”. وقال له الصحافي الألماني: “من يقرّر إذا كنتم تقاتلون إرهابيين أو تقاتلون المعارضة المسلحة؟”، مضيفاً في سؤال آخر: “لماذا تقولون دائماً إنكم تحاربون إرهابيين فقط؟”.
وأتت إجابة الأسد أن كل من يقاتل النظام هو “إرهابي ويجب أن “يسلّم” سلاحه إلى الدولة التي اعترف بأنها منقوصة السيادة”. ولكثرة ما كرر الأسد في كلامه الحديث عن “الدستور”، قال له الصحافي الألماني: “هل الدستور، أو استقرار سوريا، هو أكثر أهمية من حياة مئات آلاف الأشخاص؟”.
كما قال الصحافي الألماني للأسد إن “جيشه والقوات الجوية الروسية مسؤولان عن دمارٍ ليس كأضرار جانبية بل كاستراتيجية حربية في قصف المدارس والمستشفيات”، فسأل الأسد: “ما الذي نكسبه إذا فعلنا هذا؟