خبير : أزمة منع السفر أظهرت أن منصب رئيس الحكومة شاغر !

زنقة 20 | الرباط

مازال القرار الحكومي الصادر أول أمس الأحد ، و القاضي بمنع السفر إلى عدد من المدن المغربية، بسبب انتشار فيروس كورونا ، الكثير من الجدل.

و تطرق متتبعون للشأن العام إلى مسؤولية الحكومة في إرباك حركة السير و الفوضى العارمة التي عرفتها مختلف محطات الحافلات و الطرق السيارة.

دكتور العلوم السياسية رشيد لزرق ، قال أنه بموجب الفصل 90 من الدستور، فإن رئيس الحكومة يمارس السلطة التنفيذية، ويمكن أن يفوض بعض سلطه إلى الوزراء ، كما أنه هو الذي يرأس رئيس الحكومة مجلس الحكومة الذي يتداول في القضايا والنصوص المتعلقة السياسة العامة للدولة، وهذا ما يجعل من رئيس الحكومة المسؤول السياسي الأول عن القرارات التي تتخذها مختلف القطاعات الحكومة.

و اعتبر لزرق في حديث لـRue20.Com ، أن ” القرار المتخد هو قرار سياسي ، لكن لم نلاحظ فيه كونه قرار صدر من مؤسسة الحكومة بقيادة رئيس للحكومة له رؤية و تصور ، إعتبارا أن مؤسسة رئاسة الحكومة و من خلال رئيسها الذي هو المسؤول السياسي الاول على هذه الحكومة بحكم صفته السياسية و مكانته، هذه المسؤولية تجعله ملزم بالقيادة و التنسيق بين القطاعات الحكومية التي تعمل تحت مسؤوليته و رئاسته”.

لزرق أضاف في تصريحه أن التخبط و العشوائية وغياب التنسيق بين القطاعات الوزارية يتحمله رئيس الحكومة لكونه كان عليه قبل اتخاد قرار اغلاق مدن أن يجند كل القطاعات الحكومية بغية المواكبة، وفق خطة شاملة، و يقوم بشرح أبعادها للشعب بالإضافة إلى شرح مبرراتها قبل إلزام الشعب بالقرار.

ذات الخبير اعتبر أن الحكومة اظهرت مرة أخرى أن هناك قطاعات حكومية ليس بينها تنسيق او انسجام ، حكومة متضاربة بين الهاجس الصحي و الأمني و الهاجس الاقتصادي، و رئيس الحكومة منذ الجائحة أظهر أنه غير مؤهل و تعوزه الحنكة السياسية و التدبيرية لشغل منصب رئاسة الحكومة ، لقد ظهر ذلك في تصريحاته المتناقضة في وقت كان مفروض في مؤسسة رئاسة الحكومة، ان تتولى الحسم، في هذه المعادلة التي تواجهها الحكومة الغربية بين المجال الصحي و المجال الاقتصادي ، باعتباره رئيسا للحكومة يقول لزرق.

و اضاف أن رئيس الحكومة كان ملزماً ببلورة خطة استباقية، لكل الاحتمالات و جعل الحكومة على استعداد دائم في اتخاد حزمة اجراءات و الاعلان عنها، مشيراً إلى أن واقع الممارسة كان مختلفا ويتسم بالتخبط ، اظهره القرار المشترك لوزارة الصحة والداخلية،مما يظهر بالملموس أن منصب الحكومة شاغر و لا تصور له في مواجهة هذه الازمة ومجابهتها بسبب فيروس كورونا،مما جعل قرارات الحكومة تثير نقاشات داخل الأوساط العلمية و الشعبية والسياسية، بفعل غياب الوحدة و الانسجام، عوض اتخاد القرارات في اللحظة الأخيرة دون قراءة أبعادها “الخاطئة والارتجالية”.

الحكومة حسب لزرق ، اقرت قرارات مباغتة هددت الاستقرار المجتمعي دون أن تحضر الظروف و اللوجسيتيكية لمساعدة المتضررين منها مما يعطي نتائج عكسية و يمكن أن يخلق قلالق يصعب السيطرة عليها مستقبلا الحكومة تعاني من حالة من التردّد والمواقف المتضاربة والقرارات المتناقضة، نتيجة عدم وضوح الرؤية وغياب التجانس السياسي لمكوناتها.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد