زنقة 20. الرباط
منذ عودته لقسم الكبار في 2012، أبهر نادي نهضة بركان المتتبعون داخل وخارج البلاد، بمستوياته المبهرة.
و استطاع ممثل مدينة بركان الذي يعود تاريخ تأسيسه لـ1938 باسم ‘الجمعية الرياضية البركانية’، أن يصنع التاريخ وطنياً وقارياً بتتويجه لأول مرة بكأس العرش قبل أن يُحلق أفريقياً في ظرف قياسي بوصوله لربع نهائي كأس الاتحاد الافريقي لكرة القدم الموسم الماضي، ويعبر عن جدار هذا الموسم للنهائي بعد إطاحته بأعتى الأندية القارية.
بناء فريق قوي كان دائماً مسعى البركانيين، بعد الاندماج بين فريقي ‘الجمعية الرياضية البركانية’ الذي كان قبل ذلك يسمى ‘الاتحاد الاسلامي البركاني’ و فريق ‘الشباب الرياضي البركاني’.
و عقب هذا الاندماج ليتألق يقين، تحت مسمى ‘النهضة الرياضية البركانية سنة 1981، عرف مسار النادي تذبذبا بين الصعود والنزول، لتبقى فترة ما بين 1979 و 1986 التي تعتبر الفترة الذهبية للنادي البركاني التي مارس فيها بالدرجة الأولى وحقف فيها وصافة الدوري كأبرز إنجاز للفريق كما تميز نهضة بركان في هذه المدة بلاعبين يتميزون ببنية ولياقة بدنية عالية وهدافين من المستوى العالي.
التدبير الإداري الجيد بقيادة ‘فوزي لقجع’، كان الحلقة المفصلية وراء النجاح في بناء فريق كرة قدم إحترافي من جميع النواحي، بدءاً من توفير ملعب في مستوى عالٍ ووضع الامكانيات المادية وهن اشارة النادي وانتداب أطر تقنية في المستوى اضافة الى التعاقد مع لاعبين من مستوى عالي، مغاربة وأجانب.
التكوين، كان أحد أبرز مرتكزات بناء فريق حديث وقوي، منذ انتخاب ‘فوزي لقجع’ رئيساً للنادي عام 2009.
واستطاع النادي البركاني إنجاب لاعبين كبار، من طراز عالمي مثل ‘الكعبي’ الذي يعتبر لحد الآن أغلى لاعب مغربي ينتقل بصفقة مالية كبيرة من الدوري المغربي الى دوري أجنبي.
منذ إنتخاب ‘لقجع’ رئيساً، تحول النادي رأساً على عقب، حيث صعد من دوري الدرجة الثاني وسط تخبط في المشاكل المادية و غياب ملعباً من مستوى عالي، فضلاً عن غياب الاستقرار في الادارة التقنية.
و خلف الأداء المبهر لنادي مدينة البرتقال، خلال الثلاث سنوات الأخيرة، وطنياً وقارياً اعجاباً لدى الجميع وأصبح حديث كبريات القنوات العالمية المتخصصة في كرة القدم.
و أثبت النادي البركاني، في ريمونتادا الكبار اليوم الأحد أمام نادٍ تونسي عنيد ومتمرس أفريقياً هو الصفاقسي التونسي، أنه نادٍ عالمي سيبصم قارياً على ألقابٍ لا محالة.
وتأهل نهضة بركان للمباراة النهائية لكأس الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم لأول مرة في تاريخه، بعد فوزه بميدانه على الصفاقسي التونسي بلاثة أهداف للاشيء، في المباراة التي جمعت بينهما اليوم الأحد على أرضية الملعب البلدي ببركان برسم إياب دور نصف النهاية.
ولم يخيب الفريق البركاني آمال الآلاف من جماهيره التي حجت لمساندته في مباراة اليوم، وتمكن من تعويض هزيمة الذهاب في مدينة صفاقس التونسية بهدفين للاشيء، بفوز كبير أدخله تاريخ أندية القارة من الباب الواسع.
ولأن المطلوب في مثل هذه المواعيد هو الضغط مند الدقائق الأولى، ومفاجأة المنافس بهدف مبكر، فإن البركانيين تمكنوا من ترجمة هذه الوصفة بطريقة مثالية، ولم يتركوا أي فرصة للفريق التونسي لمحاولة الدخول في أجواء المباراة، والنتيجة وقوع مدافعي الصفاقسي في المحظور في أول خمس دقائق، بعد إعلان الحكم عن ضربة جزاء لصالح أصدقاء لابا كودجو.
وكما كان متوقعا، حظر تركيز التوغولي لابا، وفتح الطريق نحو الممكن الذي كان يبدو صعبا قبل أسبوع، بهدف من ضربة جزاء، زاد من تصميم رجال منير الجعواني على بلوغ الهدف.
تحكم نهضة بركان في كل صغيرة وكبيرة مع بداية المباراة أربك كثيرا لاعبي الصفاقسي، وأجبرهم على ارتكاب العديد من الأخطاء، وهو ما استغله لاعبو النهضة على أحسن وجه، حيث كان عمر نمساوي في الموعد، وسجل هدفا من بين الأجمل في المسابقة، من ضربة خطأ على بعد 30 متر في الدقيقة 19.
ولم يكتف لاعبو نهضة بركان بهدف تعويض هزيمة الإياب، بل استمروا في الضغط على مرمى الحارس التونسي دحمان، بواسطة لابا كودجو الذي كاد أن يضيف الهدف الثالث بعد تجاوز ثلاث مدافعين بحركة تقنية بديعة، لكن القائم وقف في جانب الصفاقسي.
دقيقة واحدة بعد محاولة كودجو تمكن البوركينابي دايو من ايجاد طريق الشباك، واعطاء الأسبقية لأول مرة في مجموع المبارتين لصالح “النهضة” بتسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 31.
وتمكن البركانيون من المحافظة على تقدمهم في الجولة الثانية، ولم يتركوا أي فرصة للتونسيين للعودة في المباراة، وكانوا قريبين أكثر من مرة من توقيع الهدف الرابع، لينتهي اللقاء على ايقاع تأهل تاريخي لفريق مدينة بركان لنهاية الكأس القارية لأول مرة في تاريخه.
وبعد هذا التأهل التاريخي، قال مدرب نهضة بركان منير الجعواني إن فريقه تطور مع مرور السنوات، ووجد شخصية الفريق الذي يفرض أسلوب لعبه نتيجة وأداء في المواعيد الكبرى.
وأعرب الجعواني عن سعادته بهذا التأهل، معبرا عن أمله في أن يكتمل الحلم بالتتويج بكأس الكاف.
ويلتقي الفريق البركاني في المباراة النهائية مع الزمالك المصري المتأهل على حساب مضيفه النجم الساحلي التونسي بعد تعادله معه بصفر لمثله، علما أن مباراة الذهاب كانت قد انتهت بتفوق الفريق المصري بهدف للاشيء.