تفاصيل حرب طاحنة داخل أروقة مجلس الأمن حول ملف الصحراء .. واشنطن تهدد بإلغاء المينورسو و فرنسا ترفض !
زنقة 20 | علي التومي
قدم ناصر بوريطة وزير الخارجية يوم امس الخميس 18 ابريل ، خلال إجتماع لمجلس الحكومة ،عرضا مفصلا يبرز فيه أهم مستجدات قضية الصحراء المغربية، بمافي ذلك العقبات التي من المحتمل ان يواجهها المغرب حيال هذه التطورات.
و كان ناصر بوريطة ، قد كشف لأعضاء الحكومة يوم أمس الخميس ، بأن المغرب تفاعل مؤخراً بإيجاب ، مع بعض المتدخلين الدوليين في ملف نزاع الصحراء ، بشأن مواقف المملكة من المسار السياسي لقضية الصحراء ، بما في ذلك مدة تمديد مهمة بعثة المينورسو بالصحراء والتي يرتقب بان تنتهي في الأسبوع الاخير من شهر ابريل الجاري.
و في ذات الصدد ، فقد أشار عدد من المراقبين الدوليين لملف الصحراء ، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ، قد جددت طرحها لسنة 2013 و القاضي توسيع صلاحيات بعثة المينورسو ليشمل آلية مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء المغربية.
و يضيف المراقبون الدوليين بان الولايات الامريكية قدمت طرح ثاني ، بديل للطرح الأول في حالة عدم التوافق عليه ، و هو تكليف الأمانة العامة للأمم المتحدة بإيجاد آلية مستقلة مهمتها مراقبة أوضاع حقوق الإنسان في الصحراء ، وهما طرحان يرفضهما المغرب بشدة بإعتباره أن الصحراء هي أرض مغربية.
و اضاف المراقبون ، بأن الزيارة التي قام بها “ديفيد هيل” وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية للعاصمة المغربية الرباط خلال مستهل شهر أبريل الجاري ، هدفها الرئيسي ، إبلاغ المغرب بضرورة التجاوب تجنباً لاي قرار خارج عن إرادة المملكة المغريية.
و يكشف المراقبون الدوليون لقضية الصحراء بأن مستشار الأمن القومي الأمريكي حون بولتون ، أشرس المدافعين عن المقترح الأمريكي بتوسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل آلية جديدة تعنى بمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء ، مهدداً في الوقت ذاته بأن عدم التجاوب في هذا الشان سيلغي مهمة بعثة المينورسو بشكل نهائي.
من جهة أخرى كشفت مصادر ديبلوماسية عليمة ، بأن صراعا وقع داخل كواليس أروقة مايسمى بمجموعة أصدقاء الصحراء ، حول المدة التي يجب ان تحدد لولاية بعثة المينورسو بالصحراء خلال هذه السنة.
وتذكر المصادر ذاتها ، بان الولايات المتحدة الأمريكية قد سلمت لأعضاء “مجموعة أصدقاء الصحراء” نسخة أولية ، من مشروع القرار الذي سيعتمده مجلس الأمن الدولي حول الصحراء و بعثة المينورسو في 29 أبريل 2019.
وقد إقترح الجانب الامريكي ، تمديد ولاية بعثة المينورسو لمدة ستة أشهر فقط ، في حين طالب الطرف الفرنسي ، بتمديد مدة مهمة بعثة المينورسو إلى سنة كاملة ، بهدف إعطاء مزيد من الوقت لطرفي النزاع للإنخراط في المحادثات بدون قيود.
وتعارض واشنطن الطلب الفرنسي بشدة ، على أن تكون مهمة بعثة المينورسو ستة أشهر فقط ، من أجل تحفيز طرفي النزاع على إيجاد أرضية مشتركة بسرعة ، ومن أجل التوصل إلى حل نهائي يرضي جميع الاطراف.
و يذكر بان “مجموعة أصدقاء الصحراء ” تضم كل من الولايات المتحدة الأمريكية و فرنسا و بريطانيا و روسيا بالإضافة ، وهم اعضاء دائمين العضوية بمجلس الامن الدولي.