ربورطاج مصور | كساد تجاري خانق يدخل شباب وجدة في عطالة إجبارية و مواطنون يطالبون بفتح الحدود مع الجزائر

زنقة 20 | كمال لمريني

يشتكي تجار سوق مليلية في وجدة، من ركود تجاري كبير، دفعهم إلى الدخول في عطالة إجبارية، نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية بالمدينة، والتي كانت تعيش على عائدات التهريب من الشريط الحدودي المغربي الجزائري المغلق منذ عام 1994.

وأكدت مصادر متطابقة لموقع Rue20.Com، أن تدني الوضعية التجارية بالسوق وبمختلف أسواق المدينة راجعة بالأساس إلى توقف نشاط التهريب عبر الحدود، مما انعكس سلبا على العديد من الأسر التي كانت تتخذ من التهريب وسيلة لكسب قوتها اليومي.

موقع Rue20.Com، نزل إلى سوق مليلية المتواجد وسط مدينة وجدة، عاصمة المغرب الشرقي، التي تبعد بحوالي 15 كيلومترا عن المركز الحدودي “زوج بغال”، واستقى آراء التجار والمواطنين، لابساط حجم المشاكل التي يعيشون على وقعها، فتقاطعت الإجابة في كون أن التجار على حافة الإفلاس.

وكشف التجار أن الوضع التجاري بالسوق يرثى له، كونه يعرف كسادا تجاريا، وهو ما دفع بالعديد منهم إلى إغلاق محلاتهم التجارية، بفعل تراكم الضرائب والديون، مشيرين إلى أن تجار آخرين أغلقوا محلاتهم وسافروا نحو مجموعة من المدن لمزاولة تجارتهم.

وطالب مواطنون بفتح الحدود المغربية الجزائرية المغلقة، من اجل إنعاش الحركة الاقتصادية بالمنطقة، أمام انعكاساتها السلبية على الوضعية الاقتصادية بجهة الشرق.

ويعاني شباب مدينة وجدة من مشكل البطالة، كونهم ارتبطوا لمدة طويلة بنشاط التهريب عبر الحدود، إلا أن توقف هذا النشاط انعكس عليهم سلبا، وجعلهم يعانون من البطالة، في ظل غياب المشاريع الاقتصادية بالمدينة.

والي جهة الشرق ومعضلة البطالة :

قال معاذ الجامعي والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة- أنجاد، أمس الثلاثاء، في أشغال لقاء “أسبوع الطالب” الذي احتضنته جامعة محمد الأول بوجدة، أن “معضلة التشغيل تقع في صلب اهتماماتنا اليومية وهي تساءلنا جميعا كل من موقعه، سواء مؤسسات عمومية، منتخبين، قطاع خاص ومجتمع مدني، نظرا لانعكاساتها الاقتصادية والإجتماعية السلبية والمباشرة”.

وأكد والي جهة الشرق، انه على الرغم من كل المجهودات التي بذلت في السنوات الأخيرة فإن تزايد عدد العاطلين بمختلف أصنافهم حد من النتائج والآثار الإيجابية المتوقعة لمختلف المخططات القطاعية والمبادرات الإنتاجية الخاصة.

وابرز معاذ الجامعي، ان المؤشرات الرقمية لازالت مقلقة بل مخيفة في العديد من المناطق التابعة لجهة الشرق وخاصة منها المناطق الحدودية، والتي ارتبط اقتصادها لفترة طويلة بالحدود وبالاقتصاد غير المهيكل بصفة عامة، بالإضافة إلى الانعكاسات الناجمة عن إغلاق المناجم، و توالي سنوات الجفاف.

وأشار معاذ الجامعي إلى أن حل الإشكاليات المرتبطة بالتشغيل يبقى رهينا بوضع مخطط تنموي شامل للمنطقة، يأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الحدودية لجهة الشرق، وبعدها الجغرافي، وضعف القدرة التنافسية والإستقطابية للإستثمارات الخاصة الكبرى، ويمر وضع هذا المخطط عبر التفكير في المحاور التالية المتعلقة بالرفع من الإستثمار العمومي بجهة الشرق لجعلها رافعة ومحفزا للإستثمار الخاص.

لمحة حول سوق مليلية :

كان حريق مهول، قد شب بسوق مليلية، شهر غشت من سنة 2011، وخلف خسائر مادية كبيرة في صفوف التجار قدرت بالملايير، حيث أتت السنة اللهب على جميع السلع التي كانت موجودة به، والذي كان يضم الملابس والأحذية والتجهييزات المنزلية والالكترونية. وجرى فتح السوق، يوم 2 مارس سنة 2013، حيث عاد حوالي 2000 تاجر إلى فتح محلاتهم التجارية لتدب الحياة من جديد في هذه المعلمة التجارية التاريخية بمدينة الألفية.

ويوجد السوق على مساحة قدرها 15000 متر مربع، وروعيت في إعادة بناءه مجموعة من الضوابط لتفادي المشاكل التي كان يعرفها من قبيل الفوضى في عرض السلع، إضافة إلى استعمال الطاقة الكهربائية، ليتحول من تجمع فوضوي عشوائي إلى سوق نموذجي بمواصفات حديثة، ويتوفر على 23 مدخلا مجهزا بصناديق لأنابيب الإطفاء وبكاميرات المراقبة.

ويتوفر السوق على 1107 محلا، تم انجازها بمساهمة مجموعة من الشركاء، ساهمت الجماعة الحضرية لمدينة وجدة بمليار سنتيم والتجار بمليار و460 مليون سنتيم والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بغلاف مالي قدر بحوالي 320 مليون سنتيم.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد