الضيعات الفلاحية بالعرائش تشكو نقص اليد العاملة بسبب الهجرة و ANAPEC في قفص الإتهام

زنقة 20 ا الرباط

تزامنا مع القرارات الأخيرة للشركات الفلاحية الإسبانية التي وسعت من حجم الإستعانة بالعمال المغاربة في حقول الفراولة، يعاني آلاف الفلاحين بإقليم العرائش من نقص مهول في اليد العاملة نتيجة عملية “التهجير” الممنهجة في كل موسم فلاحي، مما أصبح يكبد الضعيات الفلاحية خسائر مالية تقدر بالملايين، خصوصا أن القطاع تقدر معاملاته بالملايير ويساهم في إدخال العملة الصعبة للمغرب من خلال عمليات تصدير فاكهة “الفريز”.

وفي هذا السياق، علم موقع Rue20، أن عددا كبيرا من ضيعات حقول الفراولة بإقليم العرائش والنواحي والتي كانت تشغل أزيد من 30 ألف عامل وعاملة باتت مهددة بالإفلاس بسبب هجرة الآلاف من العمال بعقود موسمية نحو إسبانيا والدول المجاورة لها، الأمر الذي يخلف خصاصا في الحقول المغربية ويسفرعن أضرار بالغة في الإنتاج مقابل ارتفاع متزايد للإنتاج الإسباني وباقي الدول التي تستقطب اليد العاملة المغربية.

ويشتكي المئات من أصحاب الضيعات الفلاحية المتخصصة في زارعة الفراولة من هيمنة الشركات الإسبانية على استقطاب اليد العاملة من العرائش المعروفة بكفاءتها في جني الفراولة وسط صمت من طرف المسؤولين المغاربة خاصة و أن وكالة ANAPEC تقوم بشكل سنوي بإختيار العمال الفلاحيين من المنطقة دون مراعاة المشاريع الفلاحية التي تعتمد على هذه اليد العاملة المؤهلة، فيما بقية مدن المملكة تشهد مستويات قياسية من البطالة دون أن تختار منها الوكالة المذكورة العاطلين.

وكشف عدد من أصحاب الضيعات في تصريح لموقع Rue20، أن سبب إقبال الشركات والجمعيات المهنية الإسبانية المتخصصة في إنتاج الفراولة على اليد العاملة بإقليم العرائش في كل موسم، راجع إلى مهارة وكفاءة العاملات والعمال في عملية الجني، الأمر الذي يتسبب لنا في نقص حاد باليد العاملة، وبالتالي ضياع جزء مهم من المحصول نتيجة غياب العمال و”تهجيرهم” إلى الخارج أو بالمعنى الأصح “تهريب” قانوني لليد العاملة المغربية إلى الخارج في ذروة جني فاكهة الفراولة” دون وضع سقف لأعدادهم.

واعتبر أصحاب الضيعات في التصريح ذاته، أن مسؤولية نقص اليد العاملة وتهجيرها بكميات كبيرة في موسم الحصاد تتحمله الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات ANAPEC” التي لا تتوفر على استراتيجية واضحة للحفاظ على اليد العاملة المغربية، حيث تقوم بمنح عقود عمل بالآلاف دون مراعاة النقص الحاد الذي تسببه هذه العملية في اليد العاملة والتي تكبد الضعيات الملايين من الخسائر.

وطالب أصحاب الضعيات الفلاحية لفاكهة الفراولة بإقليم العرائش بوضع مخطط استراتيجي يمكّن من الحفاظ على اليد العاملة المتواجدة بالعرائش من خلال تكوين يد عاملة من خارج الإقليم تنحدر من كل جهات المغرب، يتم توجيهها للدول التي تعاني من خصاص في اليد العاملة في قطاع الفواكه الحمراء، وهي فرصة لترسيخ العدالة المجالية في التشغيل ومعالجة النقص الذي يشهده إقليم العرائش الذي أثر سلبا على إنتاج الفراولة.

وشدد أصحاب الضعيات على أن هذا الإجراء سيساعد في سد العجز في العمالة خلال موسم الحصاد الفراولة وزيادة الكفاءات العاملة في القطاع.

جدير بالذكر أن عام 2023 شهد ارتفاعًا ملحوظًا في عدد تصاريح العمل الموسمي الممنوحة للمواطنين الأجانب في الاتحاد الأوروبي، حيث بلغ العدد الإجمالي 191,840 تصريحًا، بزيادة نسبتها 22.6% مقارنة بالعام السابق، وتصدر المغاربة قائمة الجنسيات الأكثر حصولًا على هذه التصاريح حيث حصلوا على 58,547 تصريحًا، مما يمثل حوالي 30.5% من إجمالي التصاريح الممنوحة للأجانب.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد