موعد ثويزا يعيد النقاش الفكري للمهرجانات في جلسة ممتعة بين الطوزي وغليون حول أزمة الديمقراطية والخصوصية المغربية
زنقة 20 ا طنجة | أنس أكتاو
احتضن مهرجان ثويزا في دورته الثامنة عشرة أمس الجمعة، حوارًا فكريًا مفتوحًا أطره المفكر والسياسي السوري برهان غليون والمفكر المغربي محمد الطوزي، وأداره المتخصص في الفكر السياسي الإسلامي، امحمد جبرون.
وتميز هذا الحوار بالتطرق إلى موضوع الديمقراطية ومدى تأثيرها وإيمان الشعوب بها في ظل ما تشهده الديمقراطية من أزمات، خاصة مع صعود اليمين المتطرف في الولايات المتحدة المعروف بمعاداته للعديد من المبادئ الديمقراطية، وأهمها التعددية، وكذا ازدواجية المعايير الغربية في قضايا مثل القضية الفلسطينية وما تمارسه إسرائيل من حرب على قطاع غزة قتلت عشرات الآلاف وشردت الملايين.
وسأل جبرون كل من الطوزي وغليون عن رؤيتهما لما أفرزته ثورات الربيع العربي بعد مرور أكثر من عقد على اندلاعها، وعن اختلاف تجارب هذه الثورات بين الشرق والغرب.
ووصف الطوزي الوضع في سوريا بـ”التراجيديا”، مشيرًا إلى المآسي التي عاشتها البلاد بسبب الصراع المستمر والدموية التي صاحبت الثورة.
كما أوضح الطوزي أن المغرب عاش تجربة مختلفة تمامًا مع الربيع العربي، حيث مرت الأحداث بشكل سلس نسبيًا، وعزا ذلك إلى أن المغرب كان يعيش منذ عقود مخاضًا مع الديمقراطية، مما سمح له بتحقيق ما يُسمى بدولة المؤسسات بشكل أو بآخر، وهو الأمر الذي ساعده على تجاوز رياح الربيع العربي بدون الدخول في دموية مشابهة لما حدث في سوريا أو العودة إلى الاستبداد كما هو الحال في مصر.
أما برهان غليون، فقد استعرض تجربته كرئيس سابق للمجلس الوطني الانتقالي السوري، وأوضح أن استقرار البلدان وتحقيق الديمقراطية يتطلب في الأساس تحقيق العدالة المجالية وإتاحة الفرص أمام الجميع قبل الحديث عن تنظيم الانتخابات أو تداول السلطة.