إسبانيا تجدد تأكيدها دعم مغربية الصحراء بإستضافة منتدى الإستثمار بالداخلة في مدريد

زنقة 20. مدريد

دعا رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب، الخطاط ينجا، اليوم الثلاثاء بمدريد، رجال الأعمال والمقاولات الإسبانية إلى اغتنام الفرص الاستثمارية التي توفرها الجهة، التي أصبحت مركزا تجاريا ولوجستيا قاريا.

وأكد السيد ينجا، خلال منتدى رفيع المستوى، نظم بالعاصمة الإسبانية بمبادرة من غرفة تجارة مدريد بشراكة مع سفارة المغرب بإسبانيا، أن جهة الداخلة وادي الذهب، بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي والمتميز، أضحت مركزا لوجستيا وتجاريا لإفريقيا وبوابة للشركات الكبرى إلى السوق الإفريقية، مع إمكانات مستقبلية واعدة.

وأضاف أن جهة الداخلة وادي الذهب تتحول بشكل متزايد إلى “منصة لخلق الثروات” بفضل القطاعات المتطورة باستمرار مثل الصيد والسياحة والتجارة والفلاحة والطاقات المتجددة، مضيفا أن الجهة مجهزة أيضا ببنيات تحتية رفيعة المستوى توفر المرافق اللازمة لتطوير كافة الأنشطة التجارية والاقتصادية.

وفي هذا السياق، أشار السيد ينجا إلى أن مشروع ميناء الداخلة الأطلسي الضخم سيوفر دفعة كبيرة للاستثمارات الأجنبية.

وقال إن المبادرة الدولية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتعزيز نفاذ بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، تهدف إلى جعل جهة الداخلة – وادي الذهب على وجه الخصوص وأقاليم الجنوب عموما، منطقة جاذبة للاستثمارات بما يفتح آفاق لمزيد من تعزيز العلاقات التجارية مع الدول الإفريقية الشقيقة.

ومن ثم، دعا السيد ينجا رجال الأعمال الإسبان لاستكشاف الفرص المختلفة التي توفرها الجهة والتي تقدم لهم نظام دعم مناسب لتطوير أعمالهم في أفضل الظروف.

وأضاف: “معا يمكننا استكشاف فرص جديدة والعمل من أجل مستقبل أكثر ازدهارا لمواطنينا”، معربا عن العزم على تعميق العلاقات مع مختلف الجهات الإسبانية من أجل بناء مستقبل أفضل وبيئة أكثر ازدهارا.

ويشارك في هذا المنتدى نحو مائة مستثمر ومقاولة إسبانية كبيرة من مختلف قطاعات النشاط الاقتصادي مثل إيبردرولا ورينفي وألستوم وفيكتاليا وريبسول فضلا عن شخصيات سياسية.

وتضمن برنامج هذا اللقاء عدة حلقات نقاش نشطها مسؤولون من المركز الجهوي للاستثمار حول “مناخ الأعمال وفرص الاستثمار بين جهة الداخلة وإسبانيا” و”الاستراتيجيات القطاعية لجهة المغرب والداخلة”.

وركزت المداخلات أيضا على عرض ميناء الداخلة الأطلسي الجديد وفرص الاستثمار في قطاعات التجارة والسياحة والصناعة وتربية الأحياء المائية بالمنطقة.

من جهتها، أكدت سفيرة المغرب في إسبانيا، كريمة بنيعيش، اليوم الثلاثاء بمدريد، أن جهة الداخلة – وادي الذهب أضحت قطبا اقتصاديا إقليميا رئيسيا يربط المغرب مع امتداده الإفريقي ويوفر فرصا استثمارية كبيرة للفاعلين الاقتصاديين المغاربة والأجانب على حد سواء.

وأوضحت السيدة بنيعيش، أمام ثلة من السفراء الأفارقة والعرب وحوالي مائة من رجال الأعمال ورؤساء المقاولات الإسبان، المشاركين في منتدى اقتصادي تمحور حول فرص الاستثمار التي توفرها جهة الداخلة – وادي الذهب، أن هذه الجهة تعد من أكثر الجهات دينامية في المغرب بفضل النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس سنة 2015.

وأبرزت الدبلوماسية أن هذا النموذج التنموي مكن من تنفيذ برامج هيكلية مختلفة لمواكبة تنمية الجهة في العديد من المجالات، بما في ذلك البنيات التحتية للموانئ والطاقة والفلاحة والصيد البحري والسياحة والتكوين والثقافة والبيئة.

وقالت السيدة بنيعيش: “اليوم، يتعين علينا الاستفادة من هذه المؤهلات والمزايا التي توفرها هذه المنطقة، وكذا من اللحظة التاريخية التي تشهدها العلاقات بين المغرب وإسبانيا، لدعم المستثمرين الإسبان في المملكة وفق منظور رابح-رابح”.

وأضافت أن المغرب تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أطلق سياسة إفريقية “واقعية وبناءة”، تعزز التعاون المثمر بين بلدان الجنوب وتجعل من المغرب قطبا إقليميا وقاريا.

وفي هذا السياق، ذكرت السيدة بنيعيش بإطلاق جلالة الملك، في نونبر 2023، للمبادرة الأطلسية الرامية إلى تعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، مراهنا بذلك على الاندماج الإقليمي الذي يتيح فرصا كبيرة للتحول الاقتصادي والاجتماعي والأمني والبيئي.

إلى ذلك، أكد نائب رئيس غرفة التجارة بمدريد، أوغوستو دي كاستانيدا، أن المنتدى الاقتصادي رفيع المستوى حول فرص الاستثمار بجهة الداخلة-وادي الذهب، المنظم اليوم الثلاثاء بمدريد، يتيح فرصة العمل على تعزيز علاقات التعاون التجاري بين إسبانيا والمغرب.

وأشار السيد دي كاستانيدا خلال هذا اللقاء إلى أن “هذا الاجتماع المهم يتيح لنا فرصة التعرف على بعضنا البعض وتعزيز صداقتنا، الأمر الذي سيؤدي إلى التقدم المتبادل”، مؤكدا على أهمية هذا الحدث الذي عقد بمبادرة من الغرفة بالشراكة مع سفارة المغرب بإسبانيا.

وعلى أساس هذا المبدأ، يقول المسؤول الإسباني، فإن غرفة التجارة بمدريد “تدعم بقوة” هذا النوع من الفعاليات كوسيلة لتعزيز المعرفة المتبادلة والتعرف عن كثب على فرص الاستثمار التي توفرها المنطقة.

وأشار نائب رئيس غرفة التجارة بمدريد إلى أن “المغرب قوة اقتصادية إقليمية ذات اقتصاد حديث ومتنوع، وموقعه الجغرافي الاستراتيجي يتيح له الولوج إلى سوق تضم 2500 مليون نسمة”.

وتابع قائلا: إن “موقع المغرب كبوابة لأفريقيا ومركز لوجستي ومالي بالنسبة لسوق جنوب الصحراء يجعله بلدا استراتيجيا”، مشيرا إلى أن المبادلات التجارية بين المغرب وإسبانيا بلغت رقما قياسيا وصل إلى 12 مليار يورو خلال العام 2023.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد