بوشارب تدعو إلى تعزيز الريادة التحويلية للمرأة الأفريقية ومشاركتها في عمليات صنع القرار لمكافحة آثار تغير المناخ
زنقة 20. الرباط
في إطار انعقاد المؤتمر الثامن والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطار بشأن تغير المناخ (COP 28) بدبي، نظم مركز الاختصاص في مجال تغير المناخ (مركز 4C المغرب)، يوم الإثنين الماضي، ندوة على هامش المؤتمر بشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في أفريقيا، والجمعية الديمقراطية لنساء المغرب (ADFM) حول إدماج النوع في مكافحة تغير المناخ في البلدان الأفريقية.
وخلال هذا اللقاء، شددت السيدة نزهة بوشارب على ضرورة تعزيز الريادة التحويلية للمرأة ومشاركتها في ما يتعلق بصنع القرار من أجل جعل اتفاق باريس حقيقة واقعة، مضيفة أنه في الواقع، فإن النساء لسن ضحايا تغير المناخ فحسب، بل يمكنهن أيضًا العمل بنشاط وفعالية وتعزيز أساليب التكيف والتخفيف، إذ تساهم المرأة في الحفاظ على المعارف التقليدية التي تنتقل من جيل إلى جيل والتي يمكن أن تساهم بشكل فعال في تحسين قدرات الصمود والحفاظ على سبل عيش المجتمعات. ففي أفريقيا، على سبيل المثال، تمتلك النساء المسنات، المعرفة والخبرة التقليدية المتعلقة بالإنذار المبكر والتخفيف من آثار الكوارث، هذه المعرفة والخبرة التي تنتقل من جيل إلى جيل ستكون قادرة على المساهمة بشكل فعال في تحسين قدرات التكيف المحلية والحفاظ على سبل عيش المجتمعات.
إلى ذلك، قالت السيدة بوشارب إنه من أجل ضمان الوصول العادل إلى التمويلات المرصودة للمناخ، ينبغي لمؤسسات التمويل والجهات المانحة تشجيع استثمارات ومشاريع الاقتصاد الأخضر: مع مراعاة البعد الجندريفي البرامج ونقل التكنولوجيا وتنمية القدرات.
وشددت أيضًا على أهمية الاعتراف بدور المرأة كعنصر فاعل في مكافحة تغير المناخ وليس مجرد ضحية، وذلك من خلال وضع ميثاق جديد للمناخ للقرن الحادي والعشرين يكون أكثر شمولاً وقدرة على الاستجابة بشكل أفضل لاحتياجات السكان.
ولم يفت السيدة بوشارب التأكيد على أن مؤسسات التمويل والجهات المانحة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار الأوضاع الخاصة للنساء وتبذل قصارى جهدها لإزالة العقبات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تمنع النساء من الاستفادة من التمويل والوصول إليه، مضيفة أن الحفاظ على المعرفة التقليدية للمرأة التي تنتقل من جيل إلى جيل يمكن أن يسهم بشكل فعال في تحسين القدرة على الصمود والحفاظ على سبل عيش المجتمعات المحلية.
كما دعت السيدة بوشارب إلى تعزيز التشبيك بين النساء الأفريقيات حتى يجسدن صوتا موحدا داخل هيئات التفاوض بشأن المناخ، مشيرة إلى أن مؤسسة دار المناخ المتوسطية تدعم مبادرة شبكة البحر الأبيض المتوسط “النساء في مواجهة تحديات المناخ في البحر الأبيض المتوسط“، في أفقإنشاء منصة لتوحيد الشبكات المختلفة للمرأة الأفريقية.
وعلى المستوى التكنولوجي، أكدت على ضرورة تعزيز قدرات المرأة حتى تتمكن من تنفيذ المشاريع وتكون جزء من أجندة المناخ.
وبصفتها رئيسة مؤسسة التواصل النسائي الدولي، ذكرت السيدة بوشارببالدور الذي تلعبه المؤسسة في مجال تعزيز مهارات المرأة وولوجها إلى مواقع صنع القرار، من خلال تعزيز مهاراتها ومعارفها في الميادين السياسية والجيو–سياسية والمواطنة والتواصل والقيادة ، وتدعيم التشبيك على المستوى الدولي.