زنقة 20 ا الرباط
يقود رئيس الحكومة عزيز أخنوش، وفدا حكوميا في زيارة إلى جهة درعة تافيلالت تدوم يومين.
رئيس الحكومة و الوفد المرافق له طار إلى جهة درعة تافيلالت أمس الخميس، مباشرة بعد انعقاد المجلس الحكومي، و ذلك لتفقد مشاريع اجتماعية واقتصادية وتنموية عن قرب.
وأشرف رئيس الحكومة على توقيع اتفاقيات تتعلق ببناء وتجهيز مركز استشفائي جامعي، وكلية للطب والصيدلة بالرشيدية، وكذا تدشين مستشفى للقرب بأرفود، وذلك انسجاما مع المخطط الحكومي الرامي لإحداث إصلاح جذري في المنظومة الصحية الوطنية، تجسيدا للإرادة الملكية السامية.
و اليوم الجمعة ، سيقوم الوفد الحكومي بزيارة ضريح مولاي علي الشريف بالريصاني، و الإنتقال بعد ذلك إلى الراشيدية لزيارة مستشفى سيدي احساين ، وافتتاح جناح للجراحة بالمستشفى ، وتقديم مشروع لإحداث مستشفى اختصاصات.
الوفد الحكومي سيزور بعد ذلك منطقة سيدي داوود بورزازات وقصبة تاوريرت، حيث سيتم توقيع اتفاقية جهوية متعلقة بالتنمية السياحية للواحات و الجبال.
الوفد الحكومي برئاسة رئيس الحكومة سيقوم في آخر برنامج الزيارة ، بتفقد معهد الفندقة والسياحة بورزازات.
الزيارة غير المسبوقة التي يقوم بها رئيس الحكومة رفقة وفد كبير من الوزراء ، أبهجت ساكنة الجهة التي ظلت مهملة طوال عقود من الزمن رغم توالي مخططات الحكومات السابقة.
و تعتبر الجهة ثاني أكبر جهة في المغرب من حيث المساحة، حيث تمثل حوالي 15 في المائة من مساحة المملكة، وتضم خمسة أقاليم وهي الرشيدية، ورزازات، زاكورة، تنغير، ميدلت.
وتشير الإحصائيات إلى أن الجهة تتوفر على 115 جماعة ترابية، منها 15 جماعة حضرية و8 مراكز حضرية ناشئة، فيما بلغ عدد سكان الجهة حسب الإحصاء العام للسكان برسم سنة 2014 ما مجموعه 1.635.008 نسمة.
وتزخر جهة درعة تافيلالت بمؤهلات طبيعية كفيلة بأن تجعلها في مصاف الوجهات السياحية الطبيعية الأكثر إشعاعا في المملكة لو تم تثمينها والترويج لها كما يجب.
و تتوفر الاقاليم الخمسة للجهة على مؤهلات قوية قادرة على أن تجعل منها وجهة سياحية رائدة، إلا أن الحكومات السابقة لم تولي للجهة أي اهتمام ، وظل الصراع السياسي و الإنتخابي طاغيا وكان المتضرر الأول و الأخير هو المواطن.
فعاليات محلية دعت إلى ضرورة استغلال الفرص والإمكانيات المتوفرة لتنزيل النموذج التنموي الجهوي في الجهة، مؤكدة أنها تتوفر على مؤهلات اقتصادية لتحقيق إقلاع حقيقي وتقديم خدمات اقتصادية كبيرة للمغرب بصفة عامة.
و توفرها على مؤهلات كبيرة وقوية قادرة على تغيير الواقع ، يرى عدد من المهتمين بالشأن التنموي بجهة درعة تافيلالت أن هذه الأخيرة عانت من الفقر التنموي لسنوات عديدة، بسبب البرامج التنموية الفاشلة التي تم اعتمادها، وهو ما ساهم في تردي واقع العديد من القطاعات الحيوية.
و تنظر الساكنة المحلية إلى الولاية السابقة لرئاسة جهة درعة تافيلالت بكونها ساهمت في تعثر التنمية بالجهة ، حيث كانت الحصيلة كارثية، وكانت الساكنة هي الضحية الأولى في ظل ضعف التسيير وتصفية الحسابات الشخصية بين المنتخبين.
و ظلت الجهة تتخبط في الصراعات السياسية منذ إحداثها سنة 2015 بين الأقطاب الحزبية حول من له الحق في تسييرها، فيما ظل المواطن بـ”درعة تافيلالت” يسمع في كل دورة لمجلس الجهة عن مشاريع بالملايير دون أن يرى لها أي أثر على أرض الواقع.
و يقول السكان المحليون ، أن الوضع التنموي الحالي المزري بالجهة، خير دليل على فشل البرامج التنموية المعتمدة من قبل المسؤولين السابقين سواء المعينين أو المنتخبين.
و أعادت زيارة رئيس الحكومة عزيز أخنوش، الأخيرة إلى الجهة ، الروح إلى المنطقة خاصة و أنها جاءت للوقوف على الإنجازات التنموية التي قامت بها الحكومة أبرزها مستشفى القرب بأرفود ومستوصف القرب بالرشيدية التي أعطيت إنطلاقة العمل بهما، بالإضافة إلى تدشين عدد من المشاريع.
وأكد عزيز أخنوش، في تصريح له أن” الحكومة تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية، ومضامين البرنامج الحكومي، تهدف إلى توطيد الجهوية كخيار دستوري وديمقراطي، وبديل تنموي يساهم في الحد من التفاوتات المجالية والاجتماعية”.
وتابع أخنوش أنه “تم خلال هذه الزيارة التوقيع على إتفاقيات جد مهمة تتعلق بإحداث وتجهيز مركز استشفائي جامعي بسعة 500 سرير وبتكلفة إجمالية تقدر 2 مليار درهم. وتشمل الاتفاقيات كذلك إحداث وتجهيز كلية للطب والصيدلة بالإقليم، إذ سيمكن هذا المشروع الذي خصص لإنجازه 445 مليون درهم، من تعزيز عدد المقاعد البيداغوجية بحوالي 4500 مقعد، سيستفد منها أبناء المنطقة لمتابعة دراستهم في الطب ومن أجل تكوين طبي بمعايير دولية.
وشدد رئيس الحكومةعلى أن المنطقة تشهد مشاريع مهمة تتعلق بتوسعة الطرق والسقي وإعادة هيكلة الواحات، مشيرا إلى كل “هذه المشاريع تبرهن على أهمية إقليم الرشيدية بالنسبة لجلالة الملك وهي مشاريع أولية وسنعل على تنفيذ عدد من المشاريع لهذه المنطقة”.