زنقة 20. الدوحة
بدق المنتخب الوطني المغربي بقوة أبواب التتويج بالكأس الذهبية الأعلى في العالم، بعدما صار أول منتخب في العالم يعبر لنصف النهائي دون أن تستقبل مرماه أي هدف (بإستثناء هدف ضد المرمى) أمام أعتى منتخبات العالم، على رأسها كرواتيا، بلجيكا، إسبانيا و البرتغال.
وبتحقيقه التأهل إلى نصف نهائي كأس العالم قطر 2022، بعد فوزه الثمين على نظيره البرتغالي بهدف دون رد برسم دور الثمانية، يكون “أسود الأطلس” أول منتخب عربي وإفريقي يبلغ هذا الدور بعد مشوار هائل اكتسح خلاله أفضل المنتخبات العالمية.
وبلغ المنتخب المغربي المربع الذهبي، بعد مسيرة كروية حافلة انطلقت من دور المجموعات مرورا بدور الثمن ثم الربع ووصولا إلى نصف النهاية، تمكن خلالها من الفوز على أفضل المنتخبات التي كانت مرشحة للتتويج بكأس العالم.
وظهرت الآلة الكاسحة في هذه النسخة من المونديال بمنتخب مغربي أثبت قوته وبصم على مستوى مشرف وباهر خلال مبارياته الثلاث في دور المجموعات.
وفي هذا السياق، دشنت العناصر الوطنية مشوارها في هذا الدور بالتعادل الثمين (0-0) أمام منتخب كرواتيا المدجج بالنجوم، وتفوقها على منتخب بلجيكا، نتيجة وأداء، (2-0) بهدفين من توقيع عبد الحميد الصابيري وزكرياء أبوخلال، ثم الفوز على كندا (2-1)، بفضل هدفي حكيم زياش ويوسف النصيري.
وبعد الأداء الجيد للمنتخب المغربي في الدور الأول، استطاع “أسود الأطلس” حجز تذكرة التأهل إلى الدور الثاني كمتصدر للمجموعة بسبع نقاط.
وتواصل المد المغربي في دور الثمن، حيث أطاح بنظيره الإسباني في لقاء كروي شهد تألق الحارس ياسين بونو، الذي تصدى لضربتين ترجيحيتين، ليمنح المنتخب المغربي بطاقة التأهل إلى الدور ربع النهائي، كأول منتخب عربي يبلغ هذا الدور في كأس العالم.
ولم يتوقف الحلم المغربي في منافسات الكأس، وواجه المنتخب البرتغالي، الذي تأهل إلى دور الربع عقب فوزه على نظيره السويسري بسداسية، في مباراة صعبة، لكنها ليست بالمستحيلة لأسود الأطلس الذين تمنكوا من تحقيق الفوز بهدف نظيف حمل توقيع يوسف النصيري.
ومع هذه الانتصارات المتتالية، يكون المنتخب الوطني قد شكل “الظاهرة الكاسحة” في منافسات هذا العرس العالمي، بدخوله التاريخ من بابه الواسع، ليضمن بذلك مكانة له ضمن كبار المنتخبات العالمية.
واستطاع الفريق المغربي فرض سيطرته في مختلف المحطات الكروية المونديالية وحقق حلم العرب والقارة الإفريقية، بكسر شوكة منتخبات عتيدة وإبراز قدرات ومهارات قارة بأكملها، قاطعا الشك باليقين على أن كرة القدم الإفريقية تتقدم وتمضي بثبات نحو العالمية.
وحلق لاعبو المنتخب الوطني المغربي عاليا، أمس السبت في سماء الدوحة، محققين فوزا تاريخيا غير مسبوق، وفخرا مغربيا تردد صداه في كل أنحاء العالم، ومجدا عربيا وإفريقيا بمرورهم إلى نصف نهاية كأس العالم قطر 2022.
هذا الإنجاز الباهر قابله استقبال حار خصصته الجماهير المغربية، التي حجت بكثافة إلى مقر إقامة بعثة المنتخب الوطني المغربي بالدوحة، مرددة شعارات النصر وأغاني مغربية في أجواء حماسية رائعة تغنت بالإنجاز التاريخي للنخبة الوطنية.
وتوحدت هتافات الجماهير المغربية، سواء القادمة من المغرب إلى قطر أو أفراد الجالية المغربية المقيمة بهذا البلد ومن دول الجوار ومغاربة العالم، مرتدية قميص المنتخب الوطني المغربي، وقلوبها مع أسود الأطلس لمواصلة المسيرة الحافلة في دور نصف النهائي.
كما عمت الفرحة مختلف أرجاء المملكة. فبمجرد إعلان الحكم عن نهاية المقابلة، غصت شوارع وأحياء المدن بالمواطنين الذي خرجوا للتعبير عن فرحتهم بهذا الإنجاز التاريخي.
وتعالت أصوات الزغاريد وأصداء أبواق السيارات والهتافات احتفاء بهذا التأهل الرائع الذي فتح شهية المغاربة لمزيد من الإنجازات.
وببلوغه محطة نصف النهائي، أربك الفريق المغربي تحت قيادة المايسترو وليد الركراكي كل التكهنات، محدثا شرخا كبيرا في خارطة التوقعات التي ما فتئ المتتبعون يراهنون عليها في بداية هذا العرس الكروي، حيث غالبا ما كانت الرقعة الذهبية مقتصرة على منتخبات تعد على رؤوس الأصابع.
ويلتقي المنتخب المغربي نظيره الفرنسي في نصف النهاية، يوم الأربعاء المقبل، على أرضية ملعب “البيت”.