شفشاون..مهد الهجرات الأندلسية وسحر الطبيعة المتفردة (فيديو و صور)

زنقة 20. شفشاون – مراسلة خاصة

تُعتبر شفشاون أو الشاون ، واحدة من أجمل المدن السياحة بالمغرب، بالنظر إلى تنوعها الطبيعي والجغرافي، وتضاريسها الآخاذة.  تُميزها سلسلة الجبال الرائعة والأودية المُنخفضة وإطلالتها على البحر الأبيض المتوسط، مما يضفي عليها  سحرا خاصاويزيدها جمالاً وإشراقاً. وتزخر شفشاون بالعديد من المعالم التاريخية والسياحية وأماكن الترفية ، فهي بذلك توفر للسائح  متعة حقيقية لاستكشاف فضاءاتها وأمكنتها ودروبها…

مهد الأندلسيين

تغمر مدينة شفشاون، القابعة شمال المغرب،  زوارها بسحرها وجمالها  المتفرد. وأول ما يلحظه الزائر للمدينة هو الطابع الأندلسي في المعمار واللباس والمائدة.

شفشاون أو الشاون  لفظ أمازيغي و تعني “القرون” وكلمة “شف” تعني “انظر” أي انظر القرون”، في إشارة إلى القمم التي تحتضن هذه المدينة من كل الجهات (وتلقب محلياً بالمدينة الزرقاء) .

تأسست نواتها  الأولى على يد  مولاي علي بن راشد سنة 1471لإيواء  مسلمي الأندلس بعد نفيهم من شبه الجزيرة الإيبرية، حيث كانت بمثابة قلعة للمجاهدين ضد الاستعمار.

ابتداء من 1471- 1609م، توافد على المدينة مجموعة من هجرات المسلمين الذين طردوا من إسبانيا. وساهمت هذه الهجرات البشرية في التوسع العمراني للمدينة مع إحداث تطور اجتماعي واقتصادي مهمين. ومن البديهي أن قيمة هذه المدينة تنبع في المقام الأول من خصوصية المشاهد الحضرية لهذه الحاضرة الجبلية. كما أن شكلها العمراني جاء نتيجة تمازج جميل بين جملة من التعبيرات المعمارية والفنية والجمالية الناجمة عن الاستخدام المتناسق والتلقائي لمواد وتقنيات بناء وزخرفة، ناهيك عن الانسجام بين الأحجام وألوان مما يرسم في أذهان الناس صورة مميزة واستثنائية.

جدرانها  المصبوغة بالأزرق تضفي رونقا وألقا خاصا. تتميز مدينة شفشاون بأسلوب حياة ثقافية خاصة تشكلت عبر تلاقح قرون من التقاليد والعادات.

اختيرت سنة 2010 رمزا للمنظومة الغذائية للبحر الأبيض المتوسط من قبل منظمة اليونسكو. بالإضافة إلى المكونات الثقافية التي تعزز أهميتها من قبل الحرف التقليدية، والمنتجات المجالية المحلية، والمشاهد الطبيعية خاصة الزراعية منها والمنتجات المحلية.


وتتموقع شفشاون عند سفح جبل القلعة، وتحيط بها قمم جبلية مثل تيسملال، بوحاجة، ماكو. وتبعد بنحو 60 كيلومترا جنوب-شرقي مدينة تطوان. ويمتد المجال الحضري لمدينة شفشاون على مساحة 11.4 كلم2 يشمل المدينة العتيقة،
والأحياء الواقعة خارج الأسوار وكذا تجزئات العيون وأدرار، والأحياء ذات الطابع القروي وغير المهيكلة مثل غروزيم، تورغين، ظهر بن عياد، إلخ. تنقسم الجماعة الحضرية لشفشاون على مستوى التدبير الترابي إلى ثلاثة مقاطعات.

المعالم السياحية – القصبة

تقع القصبة في الجزء الغربي للمدينة، وتعتبر نواتها الأولى، التي اتخذها مولاي علي بن راشد مقرا لقيادته وثكنة عسكرية من أجل الجهاد ضد البرتغاليين. من الناحية المعمارية، فالقصبة محاطة بسور تتوسطه عشرة أبراج، وتجسد طريقة بنائها النمط الأندلسي في العمارة. يحتوي الفضاء الداخلي للقصبة على حديقة كبيرة مزينة بحوضين. في حين يحتل المتحف الإثنوغرافي الجزء الشمالي الغربي من القصبة. يرجع تاريخ بناء المبنى الذي يأوي المتحف إلى نهاية القرن 11هـ/17م. وقد بناه علي الريفي والي السلطان مولاي إسماعيل على المنطقة. يتخذ هذا المبنى تصميم المنازل التقليدية المغربية التي تتوفر على ساحة داخلية مفتوحة تتوسطها نافورة مائية، محاطة بأروقة وغرف بالإضافة إلى طابق علوي.

ساحة وطاء الحمام

تعتبر ساحة وطاء الحمام أشهر ساحة عمومية بالمدينة العتيقة بمساحة تبلغ 3000م. كما أنها قطب المدينة التاريخي والسياحي باعتبار كل الطرق تؤدي إليها. صممت في البداية هذه الساحة لتكون مقرا لسوق أسبوعي، يؤمه سكان الضواحي والمدينة.

تغيرت وظيفة الساحة من سوق أسبوعي إلى ساحة سياحية وحلتالمقاهي محل دكاكين البيع، كما زينت الساحة بنافورة مياه جميلة وبها يوجد المسجد الأعظم والقصبة وبها تقام المهرجات متل : مهرجان إليغريا الشمالية والمهرجان الدولي للمسرح العربي.

الموقع الجغرافي – جوهرة وسط الجبال

بموقعها الجغرافي الفريد في أعلى قمم جبال شمال المملكة، تتمتع مدينة شفشاون بمؤهلات سياحية خلابة، تقود إليها الزائر دون موعد.

فعلى بعد أقل من نصف من مدينة تطوان بإتجاه الحسيمة، ترحب الشاون، كما يحلو لساكنة الشمال تسميتها، بزوارها لؤلؤة بين الجبال.

الأحياء العتيقة – حي السويقة

يعتبر هذا الحي ثاني أقدم تجمع سكني بني بعد القصبة، وقد ضم في بدايته ثمانين عائلة أندلسية قدمت مع مولاي علي بن راشد. سمي بهذا الاسم لوجود قيسارية به بنيت في أواخر القرن الخامس عشر. ويضم هذا الحي أهم وأقدم البيوتات الموجودة بمدينة شفشاون التي ترتدي لونا أبيضا ممزوجا بالأزرق السماوي خاصة. وتعتبر النافورة الحائطية الموجودة بأحد دروب القيسارية، من أهم نافورات المدينة نظرا للزخرفة التي تزين واجهتها.

حي الأندلس

بني هذا الحي على أساس إيواء الفوج الثاني من المهاجرين الأندلسيين الذين قدموا إلى مدينة شفشاون سنة 897 هـ/1492م. عموما، يتشابه هذان الحيّان من حيث التصميم، غير أن حي الأندلس مختلف عنه فيما يخص طبوغرافية الموضع التي حتمت على ساكنيه بناء منازل ذات طابقين أو ثلاثة، مع وجود أكثر من مدخل.

حي العنصر

يعتبر باب العنصر الحد الشمالي الغربي لسور المدينة الذي عرف عدة إصلاحات في بنائه، سيرا مع التوسع العمراني للمدينة. وهكذا فالمهاجرون القادمون من الأندلس لم يحافظوا على المعايير الأصيلة في بنائهم لهذا الحي، سيما في برج المراقبة الذي يختلف في بنائه عن حي السويقة. أضف إلى هذا أن برج المراقبة الحالي الذي يتوسطه سور الحي ليس سوى ترميم عصري للبرج القديم الذي بني على نمط مثيله الواقع بحي باب العين، والذي يذكرنا هو الآخر في عمارته بأبراج غرناطة.

حي الصبانين

يقع هذا الحي على طول الطريق المؤدية إلى رأس الماء. يضم حي الصبانين مجموعة من الطواحين التقليدية التي كانت تستعمل لطحن الزيتون. كما يوجد به فرن تقليدي يجاور القنطرة التي توجد فوق نهر يسمى واد لفوارة.

الطبخ الشاوني

تعتبر الوصفات والأطعمة التي تقدم في شفشاون ، عامل جذب للسياح، مغاربة وأجانب . فالناس تستمتع بشرب الشاي المنعنع أو أكل طاجين اللحم بالبرقوق.

وهناك الأطعمة التي تقدم فوق  مائدة المغاربة في كل ربوع المملكة مثل الكسكس، والثريد والتفايا، الثردة، الدشيشة، المروزية

ويعرف سكان المدينة أكلات أخرى كـ “البيصرا”، و “المنكوب”، واللوبية الحمراء، واليقطين الحمراء، وأكلة “الطنجية” التي تطبخ في رماد الأفرنة، وهي أكلة تكثر في فصل الربيع حين يخرج الناس للمنتزهات المحيطة بالمدينة

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد