زنقة 20 ا الرباط
كشف المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أنه أعد خطة من أجل تحويل معتقل تازمامارت بالجنوب الشرقي للمملكة من معتقل غير نظامي إلى فضاء للحياة يخلق حوله دينامية اجتماعية وثقافية واقتصادية وبيئية مهمة، حيث خصص ميزانية تهيئة تازمامارت بقيمة 60 مليون درهم.
وأوضح المجلس بموقعه الإلكتروني، أنه بالإضافة إلى ما يرتبط بحفظ الذاكرة، سيضم الفضاء ملعبا للقرب ومسجدا ومستوصفا لفائدة الساكنة، إلى جانب بنايات تحتضن 24 مكتبا مخصصا للتعاونيات، ستستفيد منها النساء والشباب في بلورة مشاريع مدرة للدخل.
وأضاف المجلس الفضاء استفاد من عمليات تشجير واسعة وإحداث أنشطة فلاحية على مساحة تقدر بمئات الهكتارات بمحيطه، بالإضافة إلى توفير المواكبة للساكنة لمدة أربع سنوات.
من جهة أخرى كشف المجلس، أن معالجة ملف الضحايا السابقين لماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بمعتقل تازمامارت عرفت تسويات متعددة استفاد منها الضحايا وذوي الحقوق، منها صرف منحة شهرية قدرها خمسة آلاف درهم، استفاد منها الضحايا السابقين طيلة أزيد من عشر سنوات، لم تتوقف إلا بعد توصلهم بالتعويضات المحددة من قبل هيئة التحكيم المستقلة للتعويض؛
وأكد المجلس، أن مجموع ملفات ضحايا معتقل تازمامارت بلغ 58 ملفا تمت دراستها من طرف هيئة التحكيم المستقلة للتعويض وهيئة الإنصاف والمصالحة، صدرت لفائدتهم مقررات تحكيمية قاضية بالتعويض بمبلغ إجمالي قدره 119.997.000,00 درهم؛ بالإضافة إلى استفادة جميع الضحايا وذوي الحقوق من التغطية الصحية، حيث ضخت الحكومة منذ توقيع الاتفاقية الخاصة بهذا الشأن سنة 2008 إلى نهاية سنة 2020، ما قدره مائة وتسعون (190) مليون درهم؛
وذكر المصدر، أن 58 شخصا من الضحايا وذوي الحقوق من توصية الإدماج الاجتماعي بصيغ مختلفة 25 شخصا استفادوا من مبلغ جزافي بقيمة 250.000 درهم، و 23 شخصا استفادوا من السكن بالمجان، و7 أشخاص استفادوا من التوظيف، و3 أشخاص استفادوا من مأذونيات النقل؛ كما استفاد ثلاثة أبناء من ذوي الحقوق من تسوية وضعيتهم الإدارية بالوظائف التي كانوا يشغرونها.
كانت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، آمنة بوعياش، قد أعلنت في حوار صحفي سابق أنه من المرتقب أن يكون فضاء تازمامارت جاهزا خلال سنة 2022، “إذا سارت الأمور وفقا لما هو مخططـ”، بعد زيارتها الأخيرة لهذا الفضاء نهاية السنة الماضية، في إطار استكمال مسار متابعة تفعيل توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة ذات الصلة بحفظ الذاكرة والتاريخ.