بقلم : عادل أربعي
المطلب الشعبي الداعي لإلغاء ما يُصطلح عليه بالمعاشات المخصصة للبرلمانيين والوزراء، مطلب يجب أخلاقياً على جميع المغاربة دعمه.
أولا: لأن البرلماني يُمثل المواطنين بالبرلمان للدفاع عن مصالحهم والتشريع لما هو في صالح الشعب، لا التشريع لفائدته كما الشأن مع المعاش.
ثانيا: غالبية البرلمانيين، صرفوا ملايير السنتيمات للفوز بمقاعدهم البرلمانية، فالابقاء على صرف المعاشات لفائدة البرلمانيين سيعني شيئاً واحداً وهو أن باب الفساد الانتخابي سيصبح مفتوحاً لمن يريد ‘الاستثمار’ في تقاعد مريح.
ثالثا: تقاعد ممثل للأمة فقط لأنه كان برلمانيا شيء مضحك.
فهل يوجد برلماني ينتظر الحصول على كرسي بالبرلمان ليجد مصروفه اليومي؟ طبعا لا.
لمن توفير المغاش بهذه الطريقة الحالية يقود الى السخرية، حول ما إذا كان البرلمان وكالة للتشغيل أو مجلساً للدفاع عن الشعب؟.
الوزير بدوره ليس بحاجة لمعاش أو تعويض مدى الحياة.
هل يعقل أن مجد وزيراً مغربياً في ضل الصراع الداخلي للأحزاب حول الاستوزار دون أن يكون بمنصب عالي أو مجموعة شركات عملاقة.
الوزير حينما يتم تعيينه ويؤدي القسم أمام الملك فهو يقسم بأن يكون وفياً للوطن والملك، لا أن يكون مدافعاً عن معاشه الذي كان خطأً منذ أول يوم تم فيه اعماله.
امتنع حماري عن العمل هدا الصباح ورفض أن يقف على رجليه رغم كل محاولتي اليائسة لإقناعه بالوقوف .وقال لي بالحرف الواحد لن احمل أثقالا بعد اليوم قبل أن تضمن لي معاشا مريحا.وان لا يكون مصيري كمصير بغل جارنا الذي تخلى عنه صاحبه بعد أن أصبح لا يقوى على جر عربته . فانتم بني الإنسان لا تقدرون ما نقوم به من أعمال شاقة لصالحكم تستغرق عمرنا كله, وفي الأخير ترمون بنا إلى الشارع فور عجزنا وخوار قوتنا.
سألته لم اختار هدا الصباح ليتمرد وينتفض,واليوم يوم سوق أسبوعي,والحاجة إليه ماسة.فأجاب سمعت ممثلنا البرلماني الجديد يتكلم إلي وزير من حزبه عن الحملة الشرسة التي تثار ضد تقاعد البرلمانيين والوزراء وان حيفا وظلما كبيران سيقعان على البرلمانيين والوزراء ادا جردوا من تقاعدهم الذي يمتد مدى الحياة. بعد ولاية لاتتعدى أصابع اليد الواحدة,علىالرغم من أن كثيرا منهم يحقرون مبلغ هدا التقاعد ويعتبرونه هزيلا.”جوج فرنكً”كما ادعت وزيرة محترمة من نخبة حزب حمل طويلا شعار الدفاع عن الطبقة الكادحة والمسحوقة .
سكت الحمار لحظة تفكير ثم أضاف,قمت بعملية بسيطة فوجدت انك لو توفر لك ربع هده’’الزوج فرنك’’ لانقلب وضعنا إلى الأحسن”ولبحبحت”علينا في المصروف اليومي بدءا بأطفالك وتوفير علف جيد لي بدلا الحشائش التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
رجعت إلى نفسي وقلت حماري على حق. كيف لبرلماني أو وزير يفترض أن يخدم الشعب ان يحصل على تقاعد مدى الحياة بعد انتهاء ولاية واحدة.بمساهمة الدولة ومن قوت الشعب بالإضافة إلى تعويضات شهرية سمينة يدفعها المواطن البسيط الذي قد لا يجد قوت يومه من كده وعرقه.وقلت لحماري وإنا أضع قليلا من التبن أمامه قبل أن انطلق إلى السوق مشيا على الإقدام لا تقلق يا حماري العزيز فلست أفضل منك حالا فليس في الدوار والدواوير المجاورة من يطمع في تقاعد أو معاش في صندوق من هده الصناديق التي يقال أنها على وشك الإفلاس وان إصلاحها مرهون بالزيادة في سنوات الكد والمزيد من الاقتطاعات من اجر فئة قليلة محظوظة .فكرت قليلا ثم اردفت هده معركة ليست معركتنا فممثلونا في البرلمان لهم في جعبتهم من الحيل والمناورات السياسوية ما يمكنهم من الالتواء على هدا الجدل القائم والحفاظ على ريعهم التقاعدي .
وما أن أتممت كلامي حتى رمقني الحمار بنظرة فيها كثيرا من الحنق وقال سأرشح نفسي للبرلمان المقبل علي احظي بتقاعد مريح مثيل يعفيني من خدمتك وقرفك.فسألته وهل هناك برلمان للحمير حتى تترشح إليه؟فأجابني على الفور لا تستغرب فاد ا كان للبرلماني والوزير الحق في تقاعد مدى الحياة بعد سنوات قليلة تحسب على أصابع اليد أليس من المجحف ان تستكثر علي ان احلم ببرلمان للحمار المغربي نشرع فيه نحن الحمير ايضا لتقاعد مريح بعد سنين من العمل المضنى والشاق في خدمة الوطن ومواطني هدا الوطن. قلت ولم لا, وانطلقت الى السوق سيرا على الاقدام وانا اكلم نفسي عن مدى حظوظ حماري بالفوز بمقعد في برلمان الحمير ان قدر له الوجود.