بقلم : عادل أربعي / مدير النشر ورئيس التحرير
يجمع كافة المتابعين للشأن الكروي الأفريقي على كون السقطة الأخلاقية للنظام العسكري الجزائري، قد كشفت زيف إدعاءات الأخوة والجوار وشعار “مرحبا” لنسخة كأس أفريقيا للمحليين.
لنبدأ في عد مكاسب المغرب من هذه السقطة الحرة لدولة الجنرالات، تجاه المملكة .
فأول ما يبادر إلى ذهن القائمين على كرة القدم الأفريقية والعالمية، بشهادة رئيسي الفيفا و الكاف، هي أن هذا البلد غير جدير بإحتضان أو إستقبال ضيوفه بالترحاب. فكيف ترفض إستقبال جارك الأقرب جغرافياً في تظاهرة قارية وأنت ترفع شعار “مرحبا” ؟.
فشل هذه البطولة التي تنظمها الجزائر، أعلن قبل حتى أن تبدأ. كيف ؟
ضربة المعلم التي قادها رئيس الجامعة، فوزي لقجع، أصابت كبار قادة النظام الجزائري في مقتل. فقد وضع فوزي لقجع، كل من رئيسي الفيفا و الكاف، في موضع “مفوضين قضائيين” و شهوداً على منع شبان في مقابل العمر من المشاركة في تظاهرة كروية قارية، فقط لأسباب سياسية. وهؤلاء الشهود، يقاسون بأغلى المعادن.
فعلى الكاف، أن تثبت أن المغرب إنسحب من التظاهرة، وهي الحالة التي سيتقدم فيها المغرب لا محالة نحو المحكمة الرياضية الدولية في حال صدور قرار يعاقب المغرب عن غيابه عن الدورة.
كما أن معركة المغرب قد تكون قانونية فقط، يوجد فيها رئيسا الفيفا و الكاف كشهود و “مفوضين قضائيين” عاينوا الجريمة الكروية، كما أن حالة الخسارة الوحيدة للمغرب في هذه المعركة المفترضة لن تتجاوز حد الحرمان من المشاركة في الدورة المقبلة، في حال لم تلغى المسابقة من الأصل عقب هذا الفشل التنظيمي للجزائر.
مكاسب المغرب في هذه السقطة الجزائرية، كثيرة، أولها :
أن الكاف سيحسم في إستبعاد الملف الجزائري في تنظيم كأس أمم أفريقيا 2025، بشكلٍ نهائي، بعدما أثبتت عدم جاهزيتها أخلاقياً في إستضافة المشاركين في أغلى تظاهرة كروية قارية.
كما أن ذكاء فوزي لقجع، سيجعل أعضاء الكاف يكشفون عن مواقفهم بشكل صريح خلال فبراير المقبل بالمغرب، خلال التصويت على البلد الذي سيفوز بشرف تنظيم الكـان 2025، عقب هذه الفضيحة، حيث تنتفي الضمانات من عدم تكرار سقطة الشان، برفض دخول بلد مشارك في المنافسة، قبل أن يزيد الطين بلة، إقحام السياسة في الرياضة، وتسخير أفراد الجيش لترديد هتافات عنصرية ضد شعب دولة عضو في الكـاف.
نقاط ضعف الملف الجزائري أصبحت مكشوفة للجميع، بعدما وضعها أصحاب القرار في الكاف و الفيفا، في الزاوية، ما ينذر بتسليط عقوبات قد تصل احد الحرمان من تنظيم أي حدث كروي قاري أو دولي، طبقاً لبنود ومواد القوانين الدولية و القارية في كرة القدم.
المغرب أثبت بما لا يدع مجالاً للشك، على أنه أرض اللقاءات و المناسبات الكبرى، يستقبل الجميع دون أي حسابات سياسية أو غيرها. كما سبق أن خص المنتخب الجزائري في عز الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، بترحيب أشاد به الجزائريون أنفسهم، خلال مباريات إقصائيات مونديال قطر، أمام منتخب بوركينافاسو في مراكش.
خلاصة القول أن المغرب أصبح في موقع قوة لدى شركاؤه وأشقائه العرب والأفارقة، بعدما إنكشف قناع الطغمة العسكرية الجزائرية، حيث توضحت الصورة لدى الجميع بضيق صدر الجنرالات الماسكين برقاب الجزائريين، وزيف كل الشعارات الكاذبة.