بقلم : عادل أربعي / مدير النشر
إنتصر أخيراً وزراء حكومة أخنوش لأسرة الصحافيين بأملٍ في تحسين وضعيتهم بعدما زاغ المجلس الوطني للصحافة عن مهامه وأدواره في عهدة المتشبثين بالمناصب والكراسي.
المجلس الذي كان الصحافيون المغاربة ينتظرون منه خدمة المهنة، تبين أن القائمون على تسيير شؤونه، كانوا منشغلون بخدمة شؤونهم الشخصية، إلى أن تفطنوا أخيراً أن عهدتهم أشرفت على الإنتهاء، بل إنتهت، ولم يصلحوا قيد أنملة في القطاع غير مصالحهم الشخصية التي تحسنت وأصبحوا يتنقلون بسائق و سيارات فارهة ويسكنون الأحياء الراقية.
وزيري التواصل و الميزانية، وبإجراءات عملية، ظهرا الأكثر حرصاً على خدمة قطاع الصحافة من هؤلاء الذين كانوا صحافيين بدون أثر أو بصمة، ليتحولوا إلى “شخصيات” تطل على الصحافيين من البرج العاجي بالسيجار الكوبي ومن الفيلا الفاخرة إياها.
النقابة الوطنية للصحافة المغربية بدورها، ظل القائمون عليها في طابور المشاهدين لقطاع الصحافة وهو ينهار، دون أن تحرك ساكناً. فكيف سيحلم الصحافيون بنقابة تدافع عنهم وهي التي لم تتحرر بعد من سطوة “بوتين” و “ميدفيديف” الصحافة المغربية. نقابة ظل شخصان يتناوبان على رئاستها دون حياء، وبإيمان سوفياتي محض بالديموقراطية.
الركوب المتأخر لقطار الوزيرين، لم ينزع عن النقابة التي تحصل سنوياً على مئات الملايين من المال العام، التي ربما تصرفها على رسائل التعازي وحفلات الغناء، جبة النقابة الميتة، حيث لم يسجل لها أية مبادرة وازنة في إتجاه تحسين وضعية الصحافيين وحماية المُقاولات الصحافية، إلى أن كسرت الجمعية الوطنية للاعلام والناشرين هذا الجمود، وحملت مشعل الدفاع عن الصحافيين و المقاولات الصحافية، لإنقاذ القطاع.
المعركة الآن يا معشر الصحافيين، هي الإطاحة بأصنام المجلس الوطني للصحافة والنقابة العتيدة وإستعادتهما من “الإختطاف” لحضن المهنيين المزاولين فعلياً للمهنة، لا ساكني الأبراج العاجية وطائرات السفريات وخدمة الأغراض الحزبية الضيقة.