زنقة 20 | الرباط
تبدأ اليوم الاثنين، محاكمة توصف بالتاريخية في فرنسا، بعد واحدة من أكبر فضائح الرعاية الصحية، حيث تسببت حبوب لإنقاص الوزن في وفاة ما يصل إلى ألفي شخص، فضلا عن أضرار صحية لا يمكن علاجها للآلاف.
وتواجه شركة سرفييه أحد أقوى وأكبر المختبرات الخاصة في فرنسا، تهما بالتستر على الآثار الجانبية القاتلة لعقار موصوف على نطاق واسع يسمى ”ميدياتور”.
وستسعى المحاكمة إلى تحديد سبب استمرار العقار في السوق لفترة طويلة في فرنسا، ويقول المدعون إن مختبر ”سرفييه” ضلل المرضى عمدا لعقود من الزمن، فيما جنت الشركة ما لا يقل عن مليار يورو من الدواء.
ومن جانبها تقول الهيئة المنظمة للأدوية في فرنسا إن المختبر تساهل وفشل في التصرف لمنع الوفيات والإصابات الناجمة عن العقار.
وللإشارة فإن حبوب “ميدياتور” كانت أحد مشتقات الأمفيتامين التي تم تسويقها لمرضى السكري الذين يعانون زيادة الوزن، لكنها كانت توصف في كثير من الأحيان للنساء الأصحاء كمثبط للشهية إذا أردن خسارة بضعة كيلوغرامات، حتى إن النحيفات والرياضيات كن يتناولنها لتجنب زيادة الوزن.
آثار مميتة كما قد جرى بيع العقار إلى نحو 5 ملايين شخص بين عامي 1976 و2009، رغم حقيقة أنه كان يشتبه في التسبب في قصور القلب الرئوي.
وكشفت وزارة الصحة أن 500 شخص على الأقل لقوا حتفهم بسبب مشكلة في صمام القلب في فرنسا بسبب التعرض للمكون النشط لميدياتور، لكن تقديرات أخرى من قبل الأطباء قدرت الرقم بأكثر من ألفين، فيما يعيش الآلاف من الأشخاص حاليا بمشكلات صحية دائمة بسبب هذه الحبوب.
ووجدت بعض النساء، اللواتي بدأن تعاطي الدواء، أنهن غير قادرات على صعود السلالم، كما تعرضت أخريات لمشاكل قلبية دائمة تؤثر من حياتهن اليومية بشكل مزمن.
يشار إلى أن المغرب سحب الدواء سنة 2010 إبان تولي ياسمينة بادو لوزارة الصحة، و الذي كان موجهاً لعلاج مرضى السكري، الذين يشكون فرطا في الوزن ، إلا أن عدد الوفيات التي تسبب فيها الدواء بالمغرب تبقى مجهولة لحد الآن.