زنقة 20 | الرباط
بشكل غير متوقع أطلق الأمين العام لحزب الأصالة و المعاصرة حكيم بنشماش مبادرة للصلح مع معارضيه ، مقترحاً تنظيم مائدة حوار مستديرة في القادم من الايام لإنقاذ الحزب من الإنهيار حسب قوله.
و ذكر بنشماش في بيان نشره موقع البام أن : ” الأصالة والمعاصرة اليوم بمرحلة دقيقة يوجد فيها على مفترق طريقين لا ثالث لهما، إذ تحدق به مخاطر الانهيار وما يترتب عن ذلك من تقويض وتفكيك المشروع السياسي لحزبنا، كما تتراءى له في الأفق بشائر انبعاث جديد وما يفتحه من إمكانات محتملة ومطلوبة لإعادة تأهيل مشروعنا السياسي، ووحده قرار مناضلات ومناضلي حزبنا سيحدد أي الطريقين نسلك، طريق الانهيار أو طريق الانبعاث”.
و أضاف بنشماش : ” طريق الانهيار سهل، إذ يكفي إبقاء حال التنازع على ما هو عليه، وأن نستمر في تشتيت جهودنا، وأن نمنح، قصدا أوعن غير قصد، لكل من يريد من القوى المعادية لمشروعنا المجتمعي ولقيمنا المؤسسة، فرصة التأثير السلبي على الحياة الداخلية لحزبنا، ودفعنا، سرا وعلانية، بالفعل أو برد الفعل، إلى مزيد من التنازع والانقسام، لنصل في النهاية جميعا، إلى بوابة الانهيار، حيث يكون حزبنا آنذاك قد فقد داعي وجوده وهويته، وأخل بما ينتظره المجتمع منه من أدوار، وعجز عن أداء وظائفه الدستورية والسياسية، وتحول إلى رقم عقيم وعلة زائدة، ومكمل لا لون له، في مشهد سياسي لا تتمايز فيه المشاريع المجتمعية والاختيارات السياسية الأساسية”.
” أفق الانبعاث، وإمكانية استعادة حزبنا لكامل وزنه وأدواره، ليس، لحسن حظنا جميعا، بعيد المنال، وإن كان السبيل إليه، في الأمد المنظور، يتطلب منا جميعا، بذل مجهود مضاعف وشاق لعلاج ما لحق حزبنا من أعطاب وانحرافات، ولا وسيلة لسلك هذا السبيل، غير الحوار الداخلي، والإنصات المتبادل، ونبذ الأحكام المسبقة، والحلول الجاهزة، والانطلاق من المشترك الذي نتقاسمه جميعا، مناضلات ومناضلي حزب الأصالة والمعاصرة، بعيدا عن لغة الغالب والمغلوب، وحسابات المنتصر والمنهزم، من أجل المصلحة العليا لحزبنا ووطنا” يقول بنشماش.
و ذكر الأمين العام للبام أن مبادرته تأتي بصفته ” الأمين العام للحزب، الساهر على سيره العادي والمؤتمن، اليوم، في هذا الظرف العصيب، على ضمان وحدته، بمبادرة تنظيم مائدة مستديرة تشكل بداية مسار للحوار الداخلي مضبوط من حيث منهجيته ومواضيعه وجدولته الزمنية، حوار نتمناه مثمرا وبناء، ومحققا لغاية المصالحة ورأب الصدع، وتضميد الجروح التي أصابت حزبنا، والبحث في سبل تقوية مناعة المؤسسة الحزبية وضمان عدم تكرار ما لحق بها وبقوانينها وقيمها من أضرار وما عشناه، طيلة شهور، من تشتيت للجهود وهدر للطاقات”.
و زاد : ” وضمانا لشروط نجاح ونجاعة هذه المبادرة، التي نريدها دامجة لمختلف مناضلات ومناضلي الحزب، أينما كانوا، وكيفما كانت اختياراتهم أو مواقفهم التنظيمية، فإني أتشرف بأن أدعو لالتئام هذه المائدة المستديرة بمشاركة أعضاء المكتب السياسي ورئاسة وسكرتارية المجلس الوطني ورئاسة الهيئة الوطنية لمنتخبات ومنتخبي الحزب، والنواب والمستشارين المنتخبين باسم الحزب، المتحملين لمسؤوليات في مختلف أجهزة مجلسي البرلمان( رئيسا الفريقين ورؤساء اللجان الدائمة وممثلي الحزب في مكتبي مجلسي البرلمان)”.
كما دعا ” الأمناء العامين السابقين للحزب الأوفياء لمنطلقات وقيم التأسيس، من أجل تيسير أشغال هذه المائدة المستديرة، ضمانا لنجاح اشغالها”.
و أكد ” أن المائدة المستديرة موضوع هذه المبادرة، التي اخالها مبادرة الفرصة الأخيرة، تشكل نقطة بدء مسار لحوار داخلي، تحدد المائدة المذكورة منهجيته، ونطاقه، ومساره، وبرمجته الزمنية”.