زنقة 20 | كمال لمريني
قال الكاتب والباحث الجزائري، سعيد هادف، إن الاحتفالات التي عرفتها النقطة الحدودية (بين لجراف) الفاصلة بين الحدود المغربية الجزائرية في مدينة السعيدية، تعبر عن وحدة الوجدان المغربي الجزائري وتترجم قوة الأواصر بين الشعبين وعمق المحبة بينهما.
وأشار سعيد هادف المقيم في مدينة وجدة في تصريح خص به موقع Rue20.Com، إلى أن المشهد يعتبر غاية في الروعة والشجاعة، كونه يبعث على الفخر فعلا، و ترك في نفوس الجزائريين أثرا جميلا.
وأضاف الباحث الجزائري قائلا:”هذه المناسبة لم تكشف عن حالة عابرة ولا عرضية، فمشاعر الحب والتقدير عميقة وقوية ما فتئ الطرفان يعبران عنها بمناسبة أو بدونها، بل يحدث أحيانا أن يختلقا مناسبات فقط للتذكير أن ما يجمعهما أقوى وأكثر صلابة مما يفرقهما”.
وتابع سعيد هادف :”بحكم إقامتي بالمغرب أشهد أن هذا الشعب يحب شقيقه الجزائري ويكن له أطيب المشاعر رغم كل الجراح التي تسببت فيها السياسات قصيرة النظر، والروابط الوجدانية والاجتماعية بين شعبينا لها من القوة ما يجعلها عصية على التفكك، بل لم تزدها الجراحات إلا تماسكا وعمقا”.
ومضى يقول:”كنت واحدا من دعاة فتح الحدود، ومثلما كرست بشكل فردي وقتي وجهدي دفاعا عن حق التواصل بين الشعبين، فقد اشتغلت أيضا مع عدد من الجمعيات والمنظمات، ولدي أكثر من قصة مع الحدود”.
وأكد على أنه عانى كثيرا مثلما يعاني غيره من إغلاق الحدود البرية المغربية الجزائرية، قبل أن يضيف:”عملت وما زلت أعمل على استعادة هذا الحق باعتبار أن البلدين سيلتقيان يوما على مائدة الأخوة، وأن جسر التواصل الذي ظل مغلقا قد مرت من تحته مياه كثيرة لم تمنع الشعبين من تبادل التحايا ورسائل المحبة”.
وأبرز الباحث الجزائري، أنه مادامت شعلة الحب متقدة وإرادة الشعبين صلبة، سيأتي اليوم الذي يتواصل فيه الشعبان بشكل طبيعي.
وكان أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الاول بوجدة، خالد شيات قد قال في تصريح سابق لموقع rue20.com، إن وضع إغلاق الحدود البرية المغربية الجزائرية من قبل الجزائر يعتبر حالة فريدة في عالمنا اليوم، باعتباره لا يوجود في أقوى وأخطر وأقدم نزاع دولي وهو النزاع بين الكوريتين (كوريا الشمالية-كوريا الجنوبية)، حيث يتم التعامل مع الحدود بشكل موضوعي وواقعي.
وكشف خالد الشيات في تصريح خص به موقع rue20.Com، عن أن الحكومة الجزائرية ترى أن الوضع الطبيعي هو الإغلاق وتدعم موقفها باستهلاك إعلامي داخلي يربط فتح الحدود بحل مشاكل من قبيل تهريب المخدرات وغيره.
وأشار إلى أن هذا أمر دعائي محض يصور المغرب بلدا لتصدير المخدرات، والحقيقة أن إغلاق الحدود وتقليص التعاون وتنافره هو الذي يدعم كل أنواع التهريب الذي أصبح المستفيد الوحيد منه لوبيات من الجانبين على حساب الوضع الاجتماعي لساكنة الحدود من البلدين.
وأضاف الشيات، أن هناك مشروعية المطالبة بفتح الحدود من قبل المغاربة والجزائريين، وهي حق مشروع في التنقل وحل المشاكل الحقيقية بدل الاختباء وراء متاريس وجدران بنيت من الدولتين في تحد صارخ لمطالب الشعبين.
وأبرز أستاذ العلاقات الدولية، أن جلالة الملك سبق أن وجه رسالة واضحة للحكومة الجزائرية مفادها فتح حوار جدي حول القضايا الخلافية.
وأكد الشيات، على أن هذا الأمر لم يلق التجاوب الكافي والعملي من طرف الحكومة الجزائرية، لذلك يكون المغرب استوفى كل مسؤولياته التاريخية أمام هذه الازمة المفتعلة.
ويرتقب أن تعرف النقطة الحدودية (بين لجراف) مسيرة احتجاجية للمطالبة بفتح البرية المغربية الجزائرية المغلقة منذ سنة 1994، وهي المسيرة التي دعا تنظيمها نشطاء بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
وسجلت النقطة الحدودية منذ شروع المغاربة وأشقائهم الجزائريين في الاحتفال على جنبات الحدود بفوز المنتخب الجزائري في مباريات “الكان” اقتحام مغربيين للحدود، وهما اللذين جرى توقيفهما من قبل عناصر الدرك الملكي بمدينة السعيدية.