زنقة 20 | الرباط
اعتبر إدريس الكنبوري الباحث و المفكر المغربي المعروف ، أن مطالبة البابا فرانسيس بالإعتذار عن “جرائم الأندلس” خلال زيارته المقبلة للمغرب أمر معقد.
الكنبوري و في حديث لـRue20.Com ، ذكر أن الفاتيكان اعتذر عن الجرائم ضد اليهود في الأندلس لكنه رفض الاعتذار للمسلمين مشيراً إلى أن المسلمين منطقيا كانوا هم الأغلبية لكن البابا اعتذر للاقلية دون الأغلبية وتعامل بازدواجية المعايير.
و أضاف في حديثه لصحيفة Rue20.Com الإلكترونية أنه “كانت هناك مطالب من العالم الإسلامي من أجل دفع الفاتيكان إلى الاعتذار لكن دون فائدة واليوم سيكون من المهم ان يسجل البابا الجديد موقفا تاريخيا وحضاريا بالاعتذار عن جرائم الكنيسة الكاثوليكية ضد المسلمين”.
و يرى الكنبوري ، أن “الاعتذار اذا صدر من المغرب سيكون ذلك تحولا كبيرا جدا في العلاقات الإسلامية المسيحية” مضيفاً أن ” البابا يتحدث عن التسامح والتعايش لكن عنوان التسامح ان يعتذر عن الماضي اما ان كان البابوات السابقون مجرمون فهذا معروف تاريخيا. لأن الذين دعوا إلى الحروب الصليبية هم البابوات، منذ اوربان الثاني الذي أطلق تلك الحملة في بداية القرن 11. والذين اعلنوا الحرب ضد اليهود والمسلمين في الأندلس هم البابوات، والذين نصبوا محاكم التفتيش هم البابوات، وهذا امر معروف ويوجد في كتب التاريخ الأوروبي نفسها”.
و خلص ذات المتحدث إلى أن “مطالبة المغرب للبابا بالاعتذار بمناسبة الزيارة سيجعله أي المغرب في موقع مهم على الصعيد العالمي والإسلامي”.
هذا و وجه عدد من الوجوه السلفية المغربية مطالب للبابا فرانسيس منها ما يتعلق بـ”الإعتذار عن جرائم الأندلس” ، و ذلك بعد أيام من إعلان الفاتيكان أول أمس السبت عن جدول زيارة البابا فرانسيس المرتقبة للمغرب يومي 30 و31 مارس القادم، والتي سيلتقي فيها الملك محمد السادس.
الداعية المغربي “حمزة الكتاني” كتب على صفحته الفايسبوكية يقول : ” قبل أن يأتي البابا للمغرب، نطالبه – باسم الجالية الأندلسية في المغرب، التي لا تقل عن خمسة ملايين شخص – بالاعتذار عما قامت به الكنيسة الكاثوليكية من قتل وطرد لملايين المسلمين من الأندلس في القرون الرابع عشر الميلادي فما بعده، وإرغام سلفنا الأندلسيين على اعتناق المسيحية تحت نير محاكم التفتيش التي كانت تحرق الناس أحياء، وتمثل بأجسادهم، وتفرق المرأة عن زوجها وأبنائها، وتفرض على الأطفال التنصر عنوة داخل الأديرة والكنائس”.
و زاد بالقول : ” كما تسببت في طرد نخبة النخبة من سكان الأندلس، الذين عاشوا في وئام بين الأديان مدة ثمانية قرون، قبل أن تقوم الكنيسة الكاثوليكية بأمر البابوية في روما بتلك الفظائع والجرائم التي يندى لها الجبين، وتعتبر سبة في الإنسانية… وإلا؛ فلن يكون البابا فرنسيس سوى استمرار لبابوات مجرمين قبله، أفتوا بإبادة كل مخالف، بالنار والحديد، حتى إن كان نصرانيا ولكن من مذهب مخالف للكاثوليكية!”.
حسن الكتاني السلفي الآخر كتب بدوره مؤيداً حمزة الكتاني بالقول : ” أضم صوتي لصوت أخي د. حمزة الكتاني حفظه الله و بارك فيه”.