زنقة 20 | كمال لمريني
تعرف جماعة العدل والإحسان بجهة الشرق، إنسحابات كبيرة في صفوف أعضائها، لاسيما الشباب، الذين وقفوا على حجم تناقضات الجماعة في عدد من القضايا، معتبرينها فاقدة للبوصلة والرؤيا، وغير قادرة على مواكبة التحولات التي يشهدها الحقل السياسي المغربي.
وذكرت مصادر من المنسحبين من جماعة العدل والإحسان في تصريحها لموقع Rue20.com، فضلت عدم الكشف عن إسمها، أن التناقضات دائما ما كانت سببا في تنامي الوعي، واتضاح الرؤية، وهي العامل الأساسي في مغادرة كثير من الأشخاص للجماعة، التي أسسها الراحل عبد السلام ياسين.
وقالت إنها لا تتوفر على أرقام دقيقة حول عدد الأشخاص الذين غادروا الجماعة بجهة الشرق، قبل أن تضيف بأن عدهم كبير جدا، والجماعة تتكتم عن الأرقام، بدعوى أنها تكشف عن إخفاقاتها.
وأشارت الى أن جماعة العدل والإحسان في مدينة زايو الواقعة بإقليم الناظور، والتي تعتبر ثان قوة تنظيمية على مستوى جهة الشرق بعد وجدة، عرفت إنسحابات متتالية في صفوف الأعضاء، من بينهم نقيب أسرة وعدد من القياديين والشباب والطلبة.
وكشفت عن أن دواعي أسباب الانسحاب لها علاقة بتناقضات الجماعة، إذ انها في الشارع العام تتبجح كونها تطالب بالديمقراطية، وتغيبها داخل التنظيم.
وأبرزت المصادر ذاتها، انه ينبغي على الجماعة على الأقل تلخيص الديمقراطية التي تطالب بها، في صناديق الاقتراع التي ينتخب منها المسؤولون عن المؤسسات الداخلية. وأشارت الى أنها تصف الدولة ب”المستبدة”، في حين هي من تمارس الاستبداد داخل التنظيم، إذ لا يمكن لأي شخص أن يقول إن الأستاذ عبد السلام ياسين قد أخطأ في أي مسألة.
وأكدت على أن الجماعة على مستوى خطابها تدعي بأنها تطالب بحرية التعبير، في حين تقوم بقمع الحريات وإبداء الراي داخل بيتها وتطمر الأصوات المنفتحة، بدعوى أن التنظيم يدعو إلى الله وحده.
وكشفت المصادر عن أن الجماعة، تمارس الدعوة السياسية لنفسها لا غير، قائلة:”يمكن أن تجد شخصا عابدا لله ولا ينتمي للتنظيم، فهذا من الأشخاص المستهدفين في الدعوة، بل يتم وصفه بأنه القريب بحكم أنه متدين.. فلو كانت لله لترك لحاله لأنه عابد.. بالمنطق الإسلامي”.
وأوضحت، ان الجماعة لها أهداف سياسية محضة، ودائما ما تدعي بتخليق الحياة السياسية، غير أن سياسييها يمارسون السياسة بمعناها الحقيقي الميكيافيلي، إذ لا جود للأخلاق في إقبار ملفات شعبية على حساب أخرى بحكم أن الأولوية لها، وهذا ليس من منطلق الأخلاق بل السياسة.
وأضافت المصادر ذاتها، أنه حين يتم محاصرة شخص مثلا باعتباره منتميا للتنظيم، ويمنع من التوظيف والعمل، لا تسارع الجماعة لاتخاذ خطوات احتجاجية، بل يتم التعامل معه بكل سذاجة ويقال له: “رزقك عند الله، أو استغفر يرزقك الله”.
وإعتبرت ذات المصادر ان المنطق الذي تسير به الجماعة، كان من الممكن أن يقنع أجيالا سابقة، ولكنه من المستحيل أن يستمر في ذلك مع الأجيال اللاحقة لاعتبارها واعية، وتستحضر العقل دون الايمان ب”الخرافات”.
وتابعت قائلة:”في الحقيقة إن أي انتماء يمكن أن يقع في هذا المشكل، لكن التنظيمات الإسلامية الأكثر عرضة له، بحكم أنها تجعل من المجتمع قسمين: إخوان، وغير إخوان.. وكل فئة وطريقة التعامل معها”.
وزادت قائلة:”المنتمي للجماعة يكون مثل بوق مأجور، ويمكن أن يطلب منه الكتابة عن موضوع ما فيلبي ذلك بصدر رحب، وفي مجال القراءة يتم توجيه الأعضاء من أجل دراسة كتب المؤسس وبعض الإسلاميين، ومن يقرأون لغيرهم يتم السخرية منهم، وهذا ليس أمرا تنظيميا ولكن من بعض الأعضاء الفاعلين.”
وخلصت المصادر الى أنه اثناء إعلان الأعضاء السابقين الانسحاب من الجماعة، تم وصفهم ب”الملاحدة والعملاء”، وهذا ما حصل لعدد من الأشخاص، ومن غير المستبعد ان يتم وصفكم أنتم اثناء كتابتكم لهذا الموضوع ب “لعملاء والأقلام المأجورة”.
وحاول الموقع التواصل مع قيادي شاب في جماعة العدل والإحسان بجهة الشرق، للكشف عن ارقام الأشخاص المغادرين للجماعة بجهة الشرق، منذ وفاة عبد السلام ياسين، الا انه رفض الحديث في هذا الموضوع لأسباب وصفها ب”الخاصة”.