زنقة 20 ا الرباط
قال رئيس مجلس المستشارين، محمد ولد الرشيد، إن ” النهضة التنموية، التي تحققت بفضل الأوراش والمشاريع المهيكلة غير المسبوقة، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، على مختلف الأصعدة، لَيَعْكِسُهَا بحق، حجم التطور والتقدم في مختلف القطاعات الحيوية، كالصحة والتعليم والطاقة الشمسية والريحية وتحلية مياه البحر ومدن المهن والكفاءات والمركز الاستشفائي الجامعي بمدينة العيون، كقطب صحي متقدم في خدمة ساكنة جهات الأقاليم الجنوبية للمملكة، وميناء الداخلة الأطلسي، كأحد أضخم مشاريع البنية التحتية في إفريقيا”.
وأوضح ولد الرشيد، في كلمته الإفتتاحية بأشغال الاجتماع الاستثنائي الثلاثين لمنتدى رؤساء المجالس التشريعية بأمريكا الوسطى والكراييب والمكسيك (فوبريل)، اليوم الأربعاء، بمقر البرلمان، أن “المكانة التي تحتلها الأقاليم الجنوبية كمركز ريادي للتنمية والازدهار، ووجهة جذابة للاستثمار والمستثمرين وللمشاريع الكبرى لا تجعلها فقط، نقطة التقاء لربط المغرب بعمقه الإفريقي، وجسرا حضاريا بين إفريقيا وأوروبا، بل أيضا منارة تربط حاضر المغرب بمستقبله المشرق”.
وقال ولد الرشيد “باعتباري واحدا من أبناء هذه الربوع الغالية، المزداد بمدينة العيون حاضرة الصحراء المغربية ومن موقعي كرئيس لمجلس المستشارين، وكنائب أول لعمدة مدينة العيون، ومستشار بمجلس جهة العيون الساقية الحمراء إضافة إلى باقي المنتخبين الصحراويين بالبرلمان ومختلف المجالس الترابية نحن هم الممثلون الشرعيون والحقيقيون لساكنة الصحراء، ويتملكنا الفخر والاعتزاز بالنهضة التنموية المنقطعة النظير التي تشهدها الأقاليم الجنوبية مؤكدين على أن مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، والذي يحظى بالإشادة الأممية وبالدعم الدولي الصريح، يبقى الحل الوحيد المقبول لإنهاء هذا النزاع المفتعل”.
وتابع ولد الرشيد قائلا: إن “مشاعر الاعتزاز التي عبرت عنها في بداية هذه الكلمة، لا يوازيها في قوتها وصدقها، إلا التقدير لِمَا تـمكن برلمانيو الفوبريل من بنائه وتحقيقه بالوحدة والتوافق، خلال هذه العقود الثلاثة، ضمانا لتكامل شعوبهم، ومن أجل أمريكا وسطى وكراييب أكثر اتحادا واندماجا وانفتاحا على العالم”.
وذكر رئيس مجلس المستشارين أن “ذاكرة البرلمان تحتفظ وستظل، بمضامين الاجتماع الاستثنائي السابع عشر (17) لمنتداكم بمقر برلمان المملكة المغربية، والتضامن القوي والمواقف الأخوية النبيلة التي عبر عنها أعضاء المنتدى ردا على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك، المعادية لقضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية”.
وأبرزظ أن “المواقف الأخوية النبيلة نَفْسُهَا، سبق أن عبر عنها منتداكم في نونبر 2017، حين احتضن البرلمان المغربي، بمجلسيه، أشغال دورتكم العادية الخامسة والثلاثين (35)، والتي توجت بإصدار “إعلان الرباط” الداعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية.كما ستظل ذاكرتنا الجماعية، فخورة ب”جائزة إِسْكِيبُولاس للسلام” التي منحها منتداكم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده في ماي 2022، والتي أكدتم أنها جاءت تكريما وتقديرا لحكمة وتبصر جلالة الملك حفظه الله، وسعي جلالته الدؤوب لإحقاق السلم بين الشعوب”.
وشدد ولد الرشيد على أن “هذا المسار المتميز، الغني والأخوي النبيل، القائم على روح الاحترام المتبادل، يطوقنا اليوم، بمسؤولية تعزيزه ونقله إلى فضاءات أرحب من التعاون المثمر لما فيه صالح بلداننا وشعوبنا، ذلكم أن تضمين جدول أعمال هذه الدورة، لقرار ارتقاء برلمان المملكة المغربية إلى “صفة شريك متقدم”، وما يفتحه هذا القرار من أفق كبير للعضوية الكاملة لمؤسستنا التشريعية المغربية بمنتداكم الصديق وفق منطوق الفقرة “دال” من المادة 57 من القانون الداخلي لمؤسستكم الصديقة، يحتم علينا التفكير الجماعي من أجل إضفاء المعنى على هذا الحدث ومأسسة علاقاتنا، وفق منظور مؤسساتي جديد”.
واقترح ولد الرشيد في كلمته “إنشاء منتدى برلماني نسميه “منتدى الحوار البرلماني: (المغرب – أمريكا الوسطى والكراييب)”، نعقد نسخة منه بالمملكة المغربية، ثم نسخة ببلد عضو بمؤسستكم الصديقة، لتكون الدورة المنعقدة بمنطقتكم مقاما، يسمح لنا بالمزيد من التعرف على تاريخ، وقيم وحضارة، وحاضر، ومؤهلات بلدانكم الصديقة، وفرصة كذلك، لتتعرف شعوبكم على عراقة تاريخ المملكة المغربية، وما حققته في المسار التنموي. هي فكرة أطرحها عليكم لندقق في ميكانيزمات اشتغالها وآليات وآجال عقدها”.
وقال ولد الرشيد إن “مسار علاقاتنا المتميزة يؤطره تجسيدنا لقناعة المغرب الراسخة بأهمية الدور الطلائعي الذي تلعبه اليوم التكتلات الإقليمية والجهوية في عالم متنامي التحولات والتغيرات، وهو قبل كل هذا وذاك، قرار ينسجم مع الخيار الاستراتيجي لبلادنا تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، بتعزيز التعاون جنوب-جنوب، وهو ما جسدته الزيارة التاريخية لجلالته لبلدان أمريكا اللاتينية سنة 2004، وما سبقها ولحقها من دبلوماسية ملكية مباشرة ومبادرات تنموية تضامنية في قارتنا الإفريقية منذ اعتلاء جلالته لعرش أسلافه المنعمين”.
“وحين نتحدث عن المبادرات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده من أجل تعزيز التعاون جنوب-جنوب، لابد أن نُذَكِّرَ، بكل فخر واعتزاز، بالمبادرة الملكية الرائدة على الصعيد الدولي، والتي تهدف إلى تعزيز ولوج بلدان الساحل الإفريقي إلى المحيط الأطلسي، وتسعى إلى إنشاء إطار مؤسساتي قوي يربط بلدان القارة الإفريقية الـ 23 المطلة على المحيط الأطلسي، وهو ما من شأنه أن يجعل الواجهة الأطلسية للمغرب منطلقا لتعزيز الربط اللوجيستي بين المغرب وإفريقيا وبلدانكم الصديقة، لتطوير المبادلات التجارية، وتأهيل آليات التدفقات الاستثمارية”، يقول ولد الرشيد.