زنقة 20 ا الرباط
قال راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، أن بلدان الجنوب عامة، وإفريقيا وأمريكا اللاتينية بالتحديد تتوفر على إمكانيات هائلة ينبغي استغلالها وتحويلها إلى ثروات لفائدة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لشعوبها.
وأضاف العلمي في افتتاح أشغال الاجتماع الاستثنائي الثلاثين لمنتدى رؤساء المجالس التشريعية بأمريكا الوسطى والكراييب والمكسيك (فوبريل)، اليوم الأربعاء، أن “هذان المجالان الجغرافيان (إفريقيا وأمريكا اللاتينية) يتوفران على أكثر من 70% من الأراضي القابلة للزراعة في العالم، لا يستغل منها سوى نسبة ضعيفة. وأنتم تعرفون الرهانات الكبرى للأمن الغذائي عبر العالم، في سياق الأزمات الحالية كما في المستقبل”.
وتابع العلمي أن “الأمر الثاني يتعلق بالثروات البشرية التي نتوفر عليها، إذ إن النسبة الأكبر من سكان بلداننا هي من الشباب المحتاج إلى التعليم والتكوين والإدماج ليكون في صلب التنمية الشاملة محركا لعجلة الاقتصاد والخدمات، إنتاجا واستهلاكا”.
ويتعلق الأمر ثالثا، يضيف العلمي بـ”الثروات البحرية التي تتوفر عليها بلدان أمريكا اللاتينية وإفريقيا، فكلتا القارتين محاطة بمحيطين وبحرين، مع كل ما يوفره هذا المجال البحري من إمكانيات لتطوير اقتصاد البحر من قبيل السياحة الشاطئية والصيد، وما يختزنه العمق البحري من ثروات معدنية محتملة وثروات سمكية هائلة، وما تلعبه البحار من أدوار حاسمة في التجارة والمبادلات والتموقع الاستراتيجي”، مشيرا إلى أن “الأمر الرابع يتعلق بإمكانيات بلداننا في إنتاج الطاقة الخضراء، طاقةِ المستقبل، التي تعتبر رهانا عالميا في سياق الاختلالات المناخية”.
وأوضح العلمي أن “هذه الدول تواجه تحديات كبرى ينبغي تحويلها إلى فرص للتنمية والنهضة. فبلداننا تتحمل عبء وانعكاسات الاختلالات المناخية أكثر من غيرها من البلدان مما يعمق الهشاشة ويثقل كاهل الانفاق العمومي في وقت لا تتجاوز منه مساهمتها في انبعاثات الغازات المسببة لارتفاع حرارة الأرض 12% (4% بالنسبة لإفريقيا و8% بالنسبة لمجموع أمريكا اللاتينية مجتمعة، نصفها ليس مصدره الطاقات الأحفورية ولا الغازات الصناعية)، كما أنها لم تستفد من عائد التصنيع على مدى مئات السنين خلافا لباقي القوى الصناعية التي بنت حضاراتها على الصناعة”.
وأبرز العلمي قائلا: “من بين التحديات التي نواجهها معا، ظاهرة الهجرة. ولئن كان التوجه العام لمؤشرات هذه الظاهرة يميل إلى كونها تتم داخل نفس المجال الجغرافي، القاري أو الإقليمي، فإن مواطنينا المهاجرين يعانون في أكثر من سياق من الوصم Stigmatisation، في وقت تعتبر فيه الهجرات وسيلة إثراء متبادل، كما أن الذين يهاجرون إنما يقومون بذلك بحثا عن الدخل والشغل أو الأمن. وهنا يطرح سؤال العلاقة بين الهجرة والتنمية والتضامن الدولي”.
وشدد على أنه “بإمكان بلدان أمريكا الوسطى والكراييب والمكسيك والمغرب أن تضطلع، بحكم مواقعها الجغرافية وإمكانياتها وثقافتها بدور أساسي في رفع هذه التحديات. فبلداننا ترتكز على عمق ثقافي لغوي مشترك غني، كما أنها تشهد ديناميات تنموية، هامة، بالموازاة مع حرصها على ترسيخ الديموقراطية والبناء المؤسساتي بشكل إرادي وفق تقاليدها المؤسساتية الوطنية”.
وأضاف العلمي أن “المغرب يوفر فرصا تاريخية للتعاون وتطوير المبادلات وتوطين الاستثمارات، بفعل موقعه على المحيط الأطلسي وقربه من أوروبا وتَرَسُّخِهِ في عمقه الإفريقي والمتوسطي”.
وعلى غرار بلدانكم يتوفر المغرب،يشير العلمي، وسيتوفر أكثر، على تجهيزات أساسية تشكل رافعات للمبادلات والتعاون من قبيل موانئه على البحر الأبيض المتوسط وعلى المحيط الأطلسي، ومن بينها موانئ الدارالبيضاء، وطنجة المتوسط، والناظور غرب المتوسط، وميناء الداخلة في الأقاليم الجنوبية المغربية والذي سيشكل منصة وقاعدة دولية للمبادلات بين قارات إفريقيا وأمريكا وأوروبا ومع باقي بلدان العالم”.
وقال إن “المشاريع الكبرى التي ينجزها المغرب في أقاليمه الجنوبية، بالخصوص، تشكل فرصا ثمينة لإعطاء دينامية جديدة للتعاون والمبادلات مع أشقائنا في إفريقيا”.
وذكّر رئيس مجلس النواب بـ”المبادرة الأطلسية الاستراتيجية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بشأن تيسير ولوج بلدان الساحل الإفريقي التي لا تتوفر على منافذ إلى البحر للوصول إلى المحيط الأطلسي، والتي ستطلق ديناميات كبرى في إنجاز التجهيزات الأساسية الطرقية، والسككية، والمينائية، وفي تبادل البضائع، وتنقل الأشخاص وفي البنيات الفوقية بما في ذلك التكنولوجيا الرقمية”.