زنقة 20 | الناظور
أثار أمر تكريم رئيس الحكومة الاسبانية السابق، “خوسيه لويس رودريجيز ثاباتيرو”، ضمن فعاليات المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناظور، استياء كبيرا في صفوف نشطاء المجتمع المدني و”الفيسبوك”، حيث اعتبروا تكريم “ثباتيرو” بالناظور، شبيه برفع العلم الاسباني في تطوان.
وتساءل نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، عن الأسباب التي دفعت بإدارة المهرجان الى تكريم “ثاباتيرو”، خاصة وانه أثناء تربعه على كرسي رئاسة الحكومة الاسبانية، لم يدافع على مغربية مدينتي سبتة ومليليه المحتلتين، ولم يعالج ملف الغازات السامة بالريف.
وقال النشطاء أن فترة حكم “ثاباتيرو”، كانت تمر فيه العلاقات المغربية الاسبانية من عنق الزجاجة، خاصة وان الدولة المغربية، طالبت خلال تلك الفترة باسترجاع سبتة ومليلية والجزر المحتلة، بالإضافة الى أنه خلال فترته تفجرت مجموعة من الازمات.
وإعتبر النشطاء تكريم “ثاباتيرو” بالناظور لا معنى، خاصة وانه لا تربطه أية علاقة بالفن السابع، مبرزين انه حتى على المستويين السياسي والديبلوماسي، لم يعمل على تلطيف الأجواء بين بلده والمغرب.
وقال الفنان حكيم شملال في تصريح خص به موقع rue20.com، أنه لا يرى في المهرجان روح فن السينما ولا نقاش حولها وتطير اساليبها، والملاحظ هو أن شخصيات بارزة ومهمة تأتي وتذهب دون ان تترك اي أثر على مستوى الإقليم، أو بصمة في مجال السينما على المستوى المحلي.
وبخصوص تكريم “ثاباتيرو” بالناظور، أبرز حكيم شملال، أن “ثاباتيرو” من بين الشخصيات البارزة في اسبانيا كونه كان رئيسا سابق للدولة الاسبانية، وتواجده في الناظور كان سيكون مهما لو حضر في ملتقى الحضارات او السلام لتبادل الأفكار والآراء حول القضايا الإقليمية، لكن تواجده في المهرجان وتكريمه في المجال الفني لا معنى له خاصة وان لم يقدم للسينما والفن.
وتابع شملال قائلا:” لو استغلت إدارة المهرجان علاقاتها ومعارفها الوازنة من شخصيات سياسية على المستوى الوطني والدولي، في انشطة اخرى سياسية او حوارية بدل ان تعمل على استقطاب وجوه سياسية الى مدينة الناظور لا علاقة لها بالفن والسينما لكان أفضل، كون حضور هؤلاء بالناظور لا يزيد من حجم الإقليم ولا يقلل من شأنه”.
ومن جهة أخرى، وصف الناشط في صفوف الحركة الامازيغية، رشيد زناي، تكريم “ثاباتيرو” في مدينة الناظور ب”المهزلة”، قائلا:”كيف يمكن لإدارة المهرجان أن تكرم شخصا عرفت فترة ترأسه للحكومة الاسبانية أزمة سياسية كبيرة، ولم يقدم أي جديد في ملف العلاقات المغربية الاسبانية”.
وأضاف رشيد زناي قائلا:” خلال فترة ثاباتيرو نفذنا العديد من الوقفات الاحتجاجية على مستوى المعابر الحدودية الوهمية لباب مليلية المغربية المحتلة، من أجل المطالبة باسترجاع المدن المحتلة من طرف إدارة الاستعمار الاسباني، والتنديد بالممارسات العنصرية التي كانت تمارسها السلطة الاسبانية في حق الراغبين في العبور الى مليلية”.
ودعا الناشط رشيد زناي، السلطات المغربية الى تحمل مسؤولياتها لما أصبح يقع في مدينة الناظور، خاصة وانه تم تكريم الاستعمار في مهرجان نظم بالمال العام.
وكانت إدارة مهرجان السينما والذاكرة المشتركة، قد كرمت، السبت الماضي، “رئيس الحكومة الاسبانية السابق، “خوسيه لويس رودريجيز ثاباتيرو”، بحضور مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، والوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، وعدد من الشخصيات السياسية.
ولم يتسن لموقع rue20.com، أخذ تصريح من طرف مصطفى الخلفي الناطق الرسمي باسم الحكومة حول مشاركته في حفل تكريم رئيس سابق لحكومة تحتل مدينتين مغربيتين، والمغرب يطالبها عبر الامم المتحدة باسترجاع السيدة عنهما وباقي الجزر المحتلة.